الوطن العدنية /كتب/محمد باشراحيل
*لي كوان يو* هو أحد أبرز القادة في تاريخ سنغافورة، وُلد في 16 سبتمبر 1923 وتوفي في 23 مارس 2015. يُعتبر مؤسس دولة سنغافورة الحديثة والقائد الذي قاد البلاد نحو التحول من دولة فقيرة تعتمد على التجارة إلى واحدة من أكثر الاقتصادات تطوراً وازدهاراً في العالم.
عُين لي كوان يو رئيساً للوزراء منذ عام 1959، حين كانت سنغافورة لا تزال مستعمرة بريطانية، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1990، حيث سعى إلى تطوير اقتصاد البلاد من خلال إصلاحات اقتصادية واجتماعية شاملة. اهتم لي كوان يو بالعديد من الجوانب في سياسات سنغافورة، ومنها:
1.الاقتصاد:
تبنى لي كوان يو سياسات اقتصادية تقوم على الانفتاح على الأسواق العالمية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز التعليم والتكنولوجيا. سنغافورة أصبحت واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم بفضل هذه السياسات.
2.الاستقرار السياسي:
كان لي كوان يو مهتماً بتعزيز النظام السياسي المستقر في سنغافورة. على الرغم من بعض الانتقادات المتعلقة بالقمع السياسي، فإنه كان يركز على الحفاظ على النظام والنمو.
3.التعليم:
وضع لي كوان يو نظاماً تعليمياً متقدماً وأولى أهمية كبيرة لتطوير رأس المال البشري، حيث جعل من التعليم أساساً للنجاح في الاقتصاد العالمي.
4.العدالة الاجتماعية والمساواة:
عمل على تعزيز العدالة الاجتماعية وتوفير الرعاية الصحية والتعليم للسكان على قدم المساواة، وهو ما ساعد في تقليل الفوارق الاجتماعية في البلاد.
5.إدارة التنوع العرقي:
من خلال سياسات تضمن المساواة بين الأعراق المختلفة في سنغافورة، بما في ذلك الصينيين والمالاويين والهندوس وغيرهم، استطاع لي كوان يو أن يحافظ على التعايش السلمي بين هذه المجموعات العرقية.
لي كوان يو لم يكن فقط مهندس نهضة سنغافورة الاقتصادية، بل كان شخصية مثيرة للجدل أيضاً، حيث انتقده البعض بسبب توجهاته الاستبدادية في بعض الأحيان، لكن لم يمكن لأحد إنكار تأثيره العميق في تحويل سنغافورة إلى واحدة من أكثر الدول تقدماً في العالم.