مقالات وكتابات


السبت - 19 يوليو 2025 - الساعة 10:53 م

كُتب بواسطة : محمد المسبحي - ارشيف الكاتب




الكاتب الحقيقي... لا يغطي الحقائق المرة ولا يشتري مجده من مزادات النفاق ولا يكتب من أجل التصفيق ويعرف تماما أن ثمن الكلمة قد يكون العزلة أو المصادرة و الإقصاء...لكنه يكتب ليس حبا في الوجع وانما لأنه يرفض أن يصبح صدى بلا صوت في دوامة الفساد.
الطريق موحش.. نعم...
النور نادر... نعم...
لكن الكارثة ليست في الظلام إنما في العيون التي أُغلقت عن عمد وفي البصائر التي استبدلت بحجارة لا ترى إلا مصالحها...
وفي هذا الزمن الأعمى يبقى الكاتب وحيدا حاملا بريق فكرة أو ومضة وجدان يحاول أن يدل بها التائهين إلى ممر آمن أو إلى بداية خلاص..!!
فليس كل من يكتب يسعى إلى التصفيق..ثمة من يكتب ليقول أنا لم أكن جزءا من هذا الظلام..يكتب ليشهد للتاريخ..أنه حاول وأنه أشار ونبه وإن لم يصغي إليه أحد.
هذا النوع من الكتابة لا يغير الواقع وحده…لكنه يبقي روح الكاتب حية ينقذه من التحول إلى كائن بلا موقف ولا ملامح وبلا كرامة.
وفي زمن الفوضى الكاتب الشريف لا يبحث عن نجومية وانما يبحث عن نجاته الأخلاقية..وعن ما تبقى من إنسانيته بين أنقاض وطن تحول إلى فريسة تتناهشها الكلاب السياسية...