أخبار محلية

الخميس - 18 سبتمبر 2025 - الساعة 12:46 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/لحج

في موقف يجسد عراقة الأعراف القبلية المتوارثة وحرص أبناء الصبيحة على وحدة صفهم وحماية أمنهم واستقرار منطقتهم، شهد منزل العميد حمدي شكري الصبيحي قائد الحملة الأمنية المشتركة لمديريات الصبيحة مساء اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025م حدثاً بارزاً تمثل في حضور الشيخ محمود حسن الكعلولي وبرفقته العميد جعفر الكعلولي وعدد من المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية، وذلك لغرض التحكيم في الخطأ الحاصل من قبله والمتمثل بالحشد والاشتباك المسلح والتشهير بالحملة الأمنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وقد جاء الشيخ محمود الكعلولي إلى مجلس العميد حمدي شكري معتذراً ومحكّماً عن قناعة تامة، ومعلناً رجوعه إلى أعراف وأسلاف الصبيحة التي تضع التحكيم العرفي وسيلةً عادلة لطي الخلافات ومعالجة الأخطاء. حيث قدّم الشيخ محمود تحكيمه بطرح عدول خمس سيارات كتحكيم أولي أمام قائد الحملة الأمنية المشتركة.

ومن منطلق الحكمة والحنكة وتحمل المسؤولية الوطنية، قبل العميد حمدي شكري هذا التحكيم، مؤكداً أن قبوله ليس ضعفاً وإنما هو قوة مستمدة من حرصه على وحدة الصف، وصون الأمن والاستقرار، وحماية أبناء الصبيحة من الانزلاق في صراعات لا تخدم إلا أعداء المنطقة.

كما اشترط العميد حمدي شكري على أن يتم استكمال إجراءات الحكم العرفي بحضور مشايخ الكعللة ومن أراد من وجهاء ومشايخ الصبيحة، وذلك في اليوم الثالث من تاريخ هذا البيان، لسماع الحكم العرفي وتشريفه بما يتناسب مع مقام القبيلة وأعرافها الراسخة.

وبذلك، يؤكد هذا الموقف على جملة من الثوابت:
•أن الصبيحة لحمة واحدة ودم واحد، لا يفرقها خلاف ولا تنال منها الفتن.
•أن الحملة الأمنية المشتركة وجدت لخدمة أهلها وتثبيت الأمن في مناطقهم.
•أن كافة أفراد هذه الحملة هم من أبناء الصبيحة أنفسهم، يعملون بتفانٍ وإخلاص لحماية منطقتهم وأهلهم.
•أن الاحتكام إلى العرف والحكمة هو السبيل الأمثل لتجاوز أي خلافات، بما يعزز الاستقرار والسلم الاجتماعي.

لقد أثبت العميد حمدي شكري الصبيحي في هذا الموقف أن القيادة الحكيمة لا تُقاس بالقوة وحدها، بل بقدرتها على تغليب المصلحة العامة، ووضع استقرار المجتمع فوق كل اعتبار، واختيار لغة التحكيم والعرف كخيار أول لمعالجة الأخطاء وتطويق الفتن، دون إضعاف هيبة الدولة ولا دور الحملة الأمنية المشتركة.

إن هذه الحادثة تمثل نموذجاً عملياً يحتذى به في إعلاء قيم التسامح والصلح، وفي نفس الوقت تأكيداً على أن الأمن خط أحمر لا يمكن التهاون فيه، وأن الصبيحة بكل قبائلها ومكوناتها صف واحد في وجه كل ما يهدد أمنها واستقرارها