آخر تحديث للموقع : الإثنين - 28 أبريل 2025 - 05:07 م

الكاهن مروان الغفوري

مقالات وآراء


الإثنين - 28 أبريل 2025 - الساعة 10:23 ص


الوطن العدنية/كتب/عبدالقادر الزيدي
هل تنبؤ الكاتب والروائي الدكتور مروان الغفوري بثورة 2011م محض الصدفة ؟
أم أن الأمر وارد في حق الروائي والشاعر ؟
أم بُعد نظر واستقراء وعمق تحليل ودراية سياسية ؟
هل الرجل كاهن ميتافيزيقي ؟!
أم يجري على لسانه ويراعه مالا يعلم ؟!
أم يخضع لتعليمات جهة تنظيمية وحزبية كانت تخطط لمثل هذه الثورات ؟!
مروان يصيب ويخطئ في توقعاته كما هو ملحوظ في وسائل التواصل الإجتماعي ، فكيف استطاع أن يتنبأ بثورة 2011م بهذه الدقة وبهذا التفصيل ؟!!
حسب منشوره على الفيسبوك بتأريخ 3 مارس 2013م فإنه أصدر رواية ( المُتشرِّد ) وهو لا يزال في القاهرة عام 2005م ، قرأت الكثير حول هذه الرواية ، التي تتداخل فيها الثورة بالميتافيزيقيا .
والحقيقة كنت أتوقع هذه الثورات وتأكد الأمر لدي منذ كرست جهدي للبحث عن الميتافيزيقيا الثورية للإخوان قبل 2011م وخروجي بمثل تلك الشواهد والإستدلالات التي عرضتها في كتابي ( الفلسفة الثورية ) وكان بإمكاني أن أكون مشعوذاً لكن منهجي العلمي والعقلي هو ما حال دون ذلك وبناءً على هذا المنهج نقدت مثل هذه التنبؤات منذ ذلك الحين ، ولم أشأ أن أحشر مروان الغفوري في الأمر فهو وإن كان ثورياً والصحفي الأبرز في مشروع الثورة إلا أنه ليس من صناع القرار وتستطيع القول أن الرجل نصف إصلاحي ومستقل برأيه إلى حدٍ ما وإن كان قد سَلَّم البيعة قديماً للجماعة حسب ما ذكر في بعض منشوراته .
المهم من أين لمروان مثل هذه التنبؤات هل هو ذكاؤه أم أنه أصبح كاهناً وأصبح قادراً على التواصل الميتافيزيقي بطريقةٍ أو بأخرى ؟
تدور رواية ( المتشرد ) لمروان الغفوري حول ثورة اندلعت من ساحة الجامعة ثم عمت كل المدن اليمنية ثم آل مصيرها إلى الفشل والتشرد ، وفي مقاله على الفيسبوك حول هذه الرواية يشير إلى مقولة علي محسن الأحمر عن الحوثي كجماعة طائفية مسلحة وإلى قوله أنه مع الدولة المدنية التي لا تعارض الدين ، نحن نتحدث الآن عن مقالة مروان الغفوري في العام 2013 حول روايته التي كتبها في 2005م والسؤال إذا كان الغفوري يعلم أن نهاية الثورة هي الفشل والتشرد فلماذا أسهم فيها كبقية المتنبئين ، وإذا كان علي محسن يعلم خطر الحوثي على الثورة فلماذا قادها وخطط لها ؟

وإلى مقال الغفوري في صفحته على الفيسبوك بتأريخ 3 مارس 2013م ، حيث يقول ما يلي :

(( قرأت لقاء القائد العسكري المعروف علي محسن الأحمر مع صحيفة الشرق الأوسط.

لسبب غير مفهوم لا أزال أتعاطف مع هذا الرجل. أو على الأقل فيما يخص الحدس الإنساني العميق لم أستطع حتى هذه الساعة أن أحمل أي قدر من الكراهية تجاهه. وجوده في الواجهة العسكرية أو السياسية لم يثر قلقاً حقيقياً لديّ.

اليوم فقط أحسست بدرجة من الفزع عندما قال إنه "كزعيم قبلي" يقبل التحولات المدنية التي "لا تتعارض مع الدين والتدين"..

ربما لأنه كان صديقنا في أخطر أيام الثورة. وكان مصدراً للأنباء الجيدة للثورة، بالنسبة لي على الأقل. كنتُ بعيداً في قرية بعيدة في أطراف شرق ألمانيا، كأنها كانت تطل على بولندا، عندما أعلن علي محسن الأحمر تأييده للثورة. كنت نزيلاً في بنسيون كان في السابق قصراً لأميرة بروسية، مكثت فيه حوالي 45 يوماً قبل وبعد جمعة الكرامة. كنت أطل من الشباك مساءً فلا أرى سوى الخيول والبحيرة وبجعتين. في الصباح مرضى كبار سن، وصمت عميق في الوجوه.

عبر شاشة صغيرة كنت أتابع حركة الثورة وأدون يومياتها. كان علي محسن صديقي في تلك الساعات الأكثر خطورة في التاريخ اليمني.

في العام 2005 كتبت رواية المتشرد. كان المتشرد شخصية وهمية على الإنترنت تنظر للثورة. وكان طلبة جامعة تعز يحصلون على منشوراته ويوزعونها في مدرجات الجامعة. بعد أشهر خرجت المدن كلها في ثورة طاغية، لكنها فشلت في الأخير. وعاد الجميع إلى أدوراهم السابقة: أصبح الثوار موظفين عاديين بعد تخرجهم من الجامعة. انشغلت بطلة الرواية بتربية ولديها. اختفى المتشرد إلى الأبد. أما الراوي، وكان طفلاً يرصد الثورة، فقد كبر ودخل الجامعة، وبدأ يكتب من جديد منشوراته الثورية تحت اسم"المتشرد". كتبت النص في القاهرة على مدى شهور طويلة. استنزف، تقريباً، كل طاقاتي الثوري". قال لي أحدهم: هذا خطاب ثورة أكثر منه رواية. لذلك لم أتحمس لنشره.

في مدينة صغيرة بين شرق أوروبا وغربها تذكرت المتشرد. كان علي محسن الأحمر صديقي، وكنتُ سعيداً بهذا البطل الروائي الجديد، والنبيل.

يمكنني إعادة صياغة هذا النص بطريقة مختلفة لكي تتأكدوا أني مثقف مهم. سأهشمه بالكلمات. سيبدو نقدي متشابهاً مع مستويات النقد الأقل من عادي، لكني سأدعي أن هذا النقد الذي أقدمه هو نشاطاً غير مسبوق واستثنائياً في جرأته ودقته. رغم أن الجميع ينوّع على نفس الجملة فيما يخص علي محسن الأحمر. كوميتراجيديًا إعادة النظر في ما يمكن قوله بخصوص "علي محسن الأحمر" هو الموقف المختلف الآن.
يقولون: إنه يمثل خطراً مؤكداً. وأنا أسأل نفسي: كيف يمكن أن لا يكون هذا الرجل خطراً. أحصل على إجابات ربما أكثر دقة من إجابات السؤال الأول.

عندما يتحدث الجنرال عن السياسة والجيش والأعداء لا يفزعني "كثيراً". لكن استخدامه لعباراات على شاكلة "فيما لا يتعارض مع الدين" هنا فقط أخاف. بإمكانه أن يقول "نلت شرف حماية الثورة". هذه جملة سيحدد التاريخ مدى دقتها وأهميتها، وإن كنت شخصياً أتعاطف معها وبمقدوري أن أعززها بدفوعات صلبة. يمكن لآخرين، طبعاً، أن ينسفوا دقتها عبر مرافعات عملاقة. ستبقى المسألة تراوح مكانها كموضوع تاريخي، أو قل: تاريخ سياسي، حتى يتدخل الأغبياء فيصنفوا المختلفين معهم إلى مرتزقة.
لكن الجنرال لا يملك الحق في تقديم نفسه كرجل يحمي الدين. أشار إلى الحوثيين كمسلحين طائفيين. لا يملك الحق في أن يتعامل مع الموضوع الطائفي كموضوع مرتبط بالسلاح. الحوثيون جماعة مسلحة. هنا تنتهي الجملة. هذه الجماعة منتظر منها أن تلقي سلاحها وتقدم ولاءها للدولة اليمنية طور الإنشاء. أو تعلن استقلال جغرافيتها كدولة، على أن تكون قادرة على تحمل عواقب مثل هذا الإعلان. هذا حديث قانوني وليس دينياً.

مرة أخرى..
في لحظات صعبة جداً كتبت في صحيفة المصدر: واحد اثنين، علي محسن فين.
جاء علي محسن بمعية قادة عسكريين كبار انحازوا بشكل مبكر "لخطاب الثورة" بكل شجاعته وطموحاته، وليس فقط للثورة. كان شيوخ زمن صالح يقفون ضد الثورة كعملية، الثورة كخطاب، الثورة كجيل. نصبوا لها كل المتاريس. في جانب الثورة كان علي محسن الأحمر. الذين يشنون حرباً مفترسة ضد الجنرال الآن كانوا على طول الطريق خلف المتاريس من الجانب الذي يطل على شيوخ زمن صالح. لم يخجلوا قط. لا أعني: لم يخجلوا من مواقفهم، بل من الحديث.

كتبت مؤخراً مجموعة مقالات في مأرب برس عن الجنرال. عن وعوده، عن قصائد المديح التي تحرسه، عن تاريخه ما قبل الثورة. هذا موضوع آخر، بالطبع.








اهم الاخبار - صحيفة الوطن العدنية