حوارات وتحقيقات

السبت - 14 ديسمبر 2019 - الساعة 07:09 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/صالح بامقيشم


مات شعبان عبدالرحيم الذي يكره اسرائيل ، وكأن روحه كانت رافضة الدخول الى العام الجديد 2020 .

مات " شعبولا " بعد ان قال للعالم الدميم كل ماعنده في ثلاث كلمات بقيت وستبقى عالقة تسعل بها الذاكرة " انا باكره اسرائيل " في لحظة فارقة من عمر التاريخ ولم نفهم من اغانيه سواها .
من اجل هذه الجملة المقتضبة تحولت السوشال ميديا الى سرادق عزاء كبير يقدم ويستقبل المواساة في رحيله ، انقلب السحر على الحاوي الذي كان يرغب بتقديم نموذج فكاهي ومهزوز لفكرة الرفض والمقاومة ومصارعة التطبيع فانتعشت عبارة " انا باكره اسرائيل " وكأن الشعوب كانت تدخرها في الرف لتشهرها وقت الحاجة .

شعبان الذي قام بتفجير الاغنية الحبيبة و ذائعة الصيت قال عبرها : انه ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني وضد النظام العالمي الجديد وضد الهيمنة والقهر والاستلاب وسيطرة الشركات والبنوك الربوية ومافيا الفساد وضد الالهة الموقرة التي تمتص دماء المسحوقين والمضطهدين وضد الجحور المقدسة والعروبة الصفراء المائعة .

مات شعبان وانطوت صفحته فلترقص البهلوانات الكريهة فرحا وطربا على امل ان تضمحل الكلمات الثلاث التي جرح بها قلوبهم الخشبية والصقها بمؤخراتهم السمينة التي تنمو كلما تراكمت مواكب الجثث .

انقضى عمر شعبان ورحل كما ترحل الفضيلة الغيورة والحب وبساتين الامل وكما يموت النضال بعد ان حمل اشواقنا واحلامنا الى مشارف الغيم .

رحل المناضل وبقيت الاغنية ، الجملة التي تعلن العصيان والتمرد وتتجدد وتلعق الالسن حروفها كلما زارها غبار السنين .
رحل شعبان عبدالرحيم ولم يحقق امنيته " ان يموت قتيل او يخش المعتقل "



* منسق المنظمة العربية لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني