حوارات وتحقيقات

الأربعاء - 29 يناير 2020 - الساعة 09:48 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب_أسامة الوليدي


كنت أقلب أصابعي بين القنوات بملل، وجميع من في المنزل نائمون، فأنتقل من قناة عدن إلى قناة نشيونال إلى الحدث ثم أسجل رقم الجزيرة، وبينما أنا في عبثي بالقنوات والتململ، توقفت فجأة على قناة اليمن! وجذبني جمال الصوت فرفعت الصوت لسماعه بوضوح، وياليتني ما رفعته ولا سمعته ولا رأيته.
أربع فتيات جميلات في سن العاشرة وفي يد كل واحدة منهن ميكرفون وخلفهن لوحة كبيرة يراها من هو جالس في آخر المقاعد عنوانها (أسر الشهداء)
والفتيات هن من الأيتام اللاتي استشهد آباؤهن في هذه الحرب اللعينة .
فبدأت الأنشودة الفتاة من اليمين ب (أنا أبن الشهيد )
وبصوت شجي كأنه مزمار حزين وما أوجعني أن الفتاة التي في اليسار والتي ختمت النشيد كان الدمع يسيل من عينيها وهي تنشد بقوة وأنفة .
تتذكر الأيام التي كانت تقضيها مع والدها، حين يحملها فوق راسه وهي تمسك بإذنيه وتقوده وهو يضحك ويبتسم، وحين كان يقص لها قبل النوم، ويلعب معها بعد المدرسة، ويأخذها في نهاية الأسبوع لزيارة الأقارب .
ذهبت تلك الأيام وذهب أبوها للقتال ولم يعد إلا جثة مع عديد من الجثث .
يا الله يا الله يا الله
ما هذا الشعور الذي أنتابني ولم أعد من خيالي إلا والدمع يسيل من عيني بلا إرادة مني .
حاولت أيقاف الدموع لكن باءت محاولتي بالفشل.
فقلت مخاطبا عيني وجميع حواسي

إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولا بد للحق أن ينتصر .