الوطن العدنية /إعداد القاضي أنيس جمعان
*حصان طروادة :
▪️حصان طروادة (بالإنجليزية: Trojan Horse) جزء من أساطير حرب طرواوة، وهو أكبر الأحصنة الخشبية العملاقة في التاريخ ويبلغ من الطول 108 متر ومن الوزن ثلاثة أطنان، وقد ظهرت سيرة هذا الحصان في الإلياذة التي تتحدث عن حرب طروادة بواسطة هوميروس ذلك الشاعر الإغريقي الشهير والذي يرجع أنه عاش قبل الميلاد بأكثر من 700 عام ..*
*هل حرب طروادة وقعت بالفعل ؟؟
▪️مدينة طروادة الحقيقية موجودة في آسيا الصغرى منذ 3000 عام قبل الميلاد، وموقعها هو الاناضول في تركيا حالياً، وكانت تقع على الطرف الجنوبي لمضيق الدردنيل الذي كان يسمى وقتها بهيليسبونت، وقد كانت مدينةً غنية بالذهب والموارد الطبيعية وكانت تشتهر بالرعي والتجارة، ويعتقد بأن الحروب التي كانت تشهدها هذه المنطقة كان السبب ورائها الأهمية التجارية لهذه المنطقة، أما طروادة الأسطورية فلا زال الغموض يكتنفها حتى هذه اللحظة، ورغم أن اليونانيين القدماء أعتقدوا بأن الحرب وقعت بالفعل، وقدروا وقت وقوعها في القرن الثاني عشر أو الثالث عشر قبل الميلاد، إلا أن العلماء في عصرنا الحاضر لم يبثت لديهم بالدليل القاطع أن المعركة قد وقعت بالفعل، لكنهم وجدوا آثاراً في موقع مدينة طروادة لعدة مدن بنيت ودمرت عبر التاريخ إما بواسطة الزلازل أو الحروب وبعضهم رجح أن تكون إحدى هذه المدن قد حوصرت وأحرقت بالفعل، ولازال البحث والجدل مستمراً حول هذا الموضوع حتى وقتنا الحاضر ..*
*أسطورة حصان طروادة :
▪️تبدأ هذه الأسطورة بمدينة “طروادة” وهي مدينة بحريّة توجد في آسيا الصغرى في منطقة الأناضول التركية وهي من المدن التاريخيّة العريقة، والأسطورة تقول إنّ “إله البحر” بوسيدون بناها مع “أبولو” إله الشّعر والفنون، وهي مدينة ذات حصن قويّ ومنيع جداً، هذه الأسطورة بدأت بتنبّؤ كاساندرا والعرّافات الأخريات بأنّ ابن الملك الصغير “باريس” سيكون سبباً في دمار هذه البلاد وخرابها، وقد أمر الملك حينها بقتل الابن، لكن الخادمة لم تقتله وإنّما ألقته في جبل، وقد عاش باريس راعياً للغنم، إلى أن نشبت مشادة بين الإلهات الثلاثة “هيرا، و”أفروديت”، وأثينا”، وقد أحتكمن بباريس، وأعطته أفروديت هبة أجمل نساء العالم، وقد كان في إسبرطة إمرأة فائقة الجمال، وقد كانت زوجة ملك أسبرطة، وقد ذهب باريس إلى هناك وأعجبته هيلين فأغواها، وذهبت معه هرباً من زوجها الملك الإغريقي ..*
*وقد عاد باريس إلى طروادة، وقبلوا به أميراً بعدما عرفوا أنّه لا زال حيّاً، وعاش معهم ، إلّا أنّ الملك الإغريقيّ لأسبرطة قرّر أن يحشد الحشود والجنود لينتقم من هذا الأمير وابن ملك طروادة، فحشد جنوداً كثيرين وسفناً عديدة، واستعدّوا للحرب والقتال واسترداد شرفهم، وقد تحالفوا مع ملوك اليونان، وتوجّهوا إلى طروادة ..*
*▪️بعد أن وصلت الحشود إلى طروادة ونشبت حرب كبيرة بينهم وقُتل الآلاف منهم، حاصر هذا الجيش طروادة ولم يستطيعوا أن يدخلوا هذا الحصن المنيع لمدّة عشر سنوات وهي محاصرة منهم ولكن لم يدخلوها، وبعد أن دبّ فيهم اليأس فكّر يوليسوس أحد أذكى قادتهم وأدهاهم بفكرة تمكّنهم من دخول الحصن، وقد كانت الفكرة تتمثّل بأنّ أهل طروادة يقدّسون الأحصنة، ولذلك أمر جيوشه بصنع حصانٍ خشبيّ كبير، وقد أختبأ أقوى الجنود فيه، وأنسحب بقيّة الجيش، وإعتقد أهل طروادة أنّهم إنتصروا أخيراً على أعدائهم، وقاموا بإدخال هذا الحصان الخشبيّ الكبير الّذي أعتبروه غنيمتهم، وقد أحتفلوا ليلتها وشربوا الكثير من الخمر والسكر، وقام الجنود المختبئين داخل هذا الحصان بفتح باب حصن طروادة، وبعثوا إشارتهم للجيش ليقتحموا الحصن، وقد دخلوها وسفكوا الكثير من الدماء وأخذوا النساء والأطفال رهائناً وأسرى لهم، وقد استردّ الملك الإغريقي زوجته وعاش معها بعد أن قتل باريس وعمّ الدمار والخراب في هذه المدينة، وتحققت نبوءة العرّافات ..*
*▪️ونظراً لتعدد الأساطير حول قيام حرب طروادة وحصارها، فهناك من يقول ان أسباب الحرب ترجع إلى إن ابن ملك طروادة ” باريس ” قام بخطف هيلين ملكة أسبرطة وهي أيضاً زوجة منيلاوس شقيق أجاممنون بن أتريوس ” وهناك من يقول ان سبب الحرب يرجع إلى مشاحنة بين الالهه ”والأرجح هو إن أبن ملك طروادة ” باريس ” بخطف هيلين ملكة أسبرطة، وهي أيضاً زوجة منيلاوس شقيق أجاممنون بن أتريوس ..*
*▪️وبحسب الأسطورة فإنّ حصار الإغريق أستمر لمدينة طروادة الحصينة لمدة عشر سنوات، وكان الحصار مرهقاً للإغريق وذلك لأن طروادة كانت مدينة حصينة بجدران حجرية، وقام الإغريق بابتكار فكرة من أجل إنهاء الحرب الطويلة التي دارت خلال حصارهم لمدينة طروادة، فابتدعوا حيلةً لإنهاء المعركة، وكانت الحيلة هي حصان خشبي ضخم أجوف من الداخل وقد بني بواسطة إيبوس، وكان الحصان مليئاً بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس الذي خطط لهذه الحيلة الماكرة وأمر بتنفيذها، وقد أوهم الإغريق عدوهم بأنهم قد انسحبوا من المعركة حينما قاموا بحرق خيمهم والإبحار بعيداً، لكنهم في الواقع كانوا يختبئون وراء تيندوس، وقد قام الإغريق بصنع حصان خشبي في مدة ثلاثة أيام، ثم قدم الإغريق الحصان الخشبي كهدية وعربون سلام ومحبة واعتذار لأهل طروادة، ورغم الشكوك التي حامت حول الحصان الخشبي، إلا أن الجاسوس الإغريقي سينون قد نجح في إقناع الطرواديين بأن الحصان هدية رغم تحذيرات البعض مثل لاكون وكاساندرا، وقد قام هيلين وديفوبوس بفحص الحصان لكنهم لم يكتشفوا الحيلة، فأمر الملك بعدها بإدخال الحصان إلى المدينة وسط احتفالاتٍ صاخبةٍ بالنصر، وكانت إحتفالات طروادة عظيمة بهذا النصر، وكان أهلها في حالة سكر في الليل، فأستغلت القوات الخاصة المتواجدة في داخل الحصان العملاق وقد كان عددهم ثلاثون رجلاً هذه الحالة وقد كان هؤلاء الجند من خيرة جند الإغريق وخرجوا من الحصان، وفتحوا بوابات المدينة أمام بقية الجيش ليدخلوها دون أي مقاومةٍ تذكر، وقام جيش الأغريق بقتل الرجال بلا رحمة وأخذ النساء والأطفال كعبيد ونهب المدينة بالكامل، وقد نجا إينياس وقليل من الطرواديين من هذه المذبحة المروعة وقتل باريس ..*
*ملخص قصة حصان طروادة ..*
*أسطورة بلا دليل!!*
*▪️بدأت الحرب بين الإغريق وأهل طروادة، عندما قام باريس هيلين وهو أحد أمراء طروادة باختطاف زوجة مينلاوس من سبارتا، وعندما طالب بإعادتها رفضوا ذلك، فأقنع شقيقه أجاممنون بإطلاق جيش إلى طروادة فوافق على ذلك، وأنطلق جيش بقيادة نخبة كبيرة من قادة وأبطال من اليونان، وهم: آخيل وباتروكلوس وديوميديس وأوديسيوس ونيستور وأجاكس، وقد أتى هذا الجيش على الأخضر واليابس ودمر كل ما في طريقه وكل ما يحيط بطروادة من مدن وقرى على مدى 10 سنوات هي مدة الحصار ولكنهم فشلوا في أقتحامها، لقوة تحصيناتها ومناعة أسوارها ..*
*▪️أمر أوديسيوس العمال بصناعة حصان خشبي ضخم، وتظاهر الإغريقيون بالانسحاب وتركوا الحصان أمام أسوار طروادة كنوع من الإقرار بالهزيمة والتسليم، وأنخدع أهل طروادة بأمر الحصان، وأدخلوه إلى قلب مدينتهم، ولما حل الليل، خرج من باطن الحصان بعض الجنود الإغريق الذين تسللوا في الليل وفتحوا الأبواب أمام الزحف الإغريقي؛ فنهبوا المدينة وأحرقوها وقتلوا من فيها جميعاً حتى النساء والأطفال ..*
*تأثير أسطورة حصان طروادة في مختلف المجالات :*
*▪️لقد أصبح حصان طروادة مضرب مثل على تكتيك المكيدة المختفية خلف الابتسامة الصافية، وأصبح هذا المصطلح يرمز لما في ظاهره منفعة وباطنه يحمل الضرر الكبير، وقد تأثر بفكرة هذا الحصان الكثير من السياسيين والعسكريين والإعلاميين والكتاب والأدباء والفنانين وأصبح هذا المصطلح من أكثر المصطلحات انتشاراً في المفاهيم الثقافية والأمنية والعسكرية والسياسية وقد ظهرت العديد من البرامج الوثائقية والأعمال السينمائية والكارتون وحتى الألعاب الإلكترونية وكذلك المنحوتات الصغيرة والكبيرة واللوحات الفنية التي تتحدث عن حرب طروادة وحصانها الشهير ..*
*▪️في الختام حرب طروادة وحصانها الشهير قصة لم تنتهي بعد سوى كان الشاعر هوميروس قد نقل لنا معركةً قد حدثت بالفعل أو كان قد أبتدع القصة، ولكنها هي قصة لم تنتهي بعد يتم تداولها حتى الآن ..!؟*
----------------------------------
*▪️تم النشر في المدونة الثقافية في facebook بتاريخ ١٢ سبتمبر ٢٠٢٠م*
*▪️القاضي أنيـس جمعـان*