قصص الشهداء

السبت - 21 أبريل 2018 - الساعة 07:13 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/خاص

من مواليد عام 1987 م في مديرية البريقة بالعاصمة عدن التي انتقل اليها والده للسكن فيها .

التحق الشهيد نصر بمدرسة المسيلة ودرس فيها الابتدائية والإعدادية ثم أكمل دراسته الثانوية في ثانوية سبأ في البريقة .
الشهيد نصر ومنذٔ مطلع شبابه كان مشبع بفكر النضال ضد المحتل ،
ورفضْ الظلم أياً كان مصدره كما كان مشبع بالفكر الوطني النضالي ضد قوى الطغيان بمختلف مسمياتها.

قبل إكماله دراسة الثانوية العامة بأشهر كانت انتفاضة الحراك السلمي الجنوبي
قد انطلقت فقاد الشهيد نصر البتول مضاهرات طلابية في مديرية البريقة ضد نظام صنعاء الذي كان يقمع المتضاهرين الجنوبييين في مختلف مناطق الجنوب .
وبعد أن أكمل الشهيد نصر دراسته الثانوية انخرط في تشكيلات الحراكية وساهم في تنظيم المضاهرات والاعتصامات السلمية التي كان يقيمها الحراك الجنوبي في العاصمة عدن وانتخب رئيساً للحركة الشبابية والطلابية في مديرية البريقة وعلى إثر هذا النشاط الثوري دأبت سلطة الاحتلال على مطاردة الشاب اليافع المشبع بالعنفوان الثوري نصر البتول وبعد تتبّٔع وترصد لتحركاته تمكنت قوات الأمن السياسي من اعتقاله في عام 2008 ثم تم تسليمه الى إدارة أمن عدن في خورمكسر وبعدها تم تحويله الى سجن المنصورة وفيه تعرض لشتى أنواع التعذيب ورفضت سلطة الاحتلال الإفراج عنه إلا بضمانة أحد التجار .

بعد خروجه من السجن عاد الشهيد نصر البتول مجدداً لتنظيم مهرجانات ومسيرات تطالب برحيل الاحتلال عن أرض الجنوب وعلى إثر ذلك أصدرت النيابة العامة في عدن أمراً قهرياً وبناءً على هذا الأمر باشرت قوات الاحتلال باقتحام الحي الذي يسكن فيه الشاب نصر البتول وحاصرت المنزل قبل أن تقتحمه ولم تتمكن من العثور عليه حيث كان الشهيد نصر يتمتع بيقضة عالية وشجاعة استثنائية قل أن توجد في شخص بعمره فاقتادت شقيقه المناضل أنيس محمد حسين البتول وتم اقتياده في منتصف الليل الى مقر الأمن السياسي واستجوابه فيه ليومين .

لم تثمر كل هذه المحاولات والمضايقات التي قامت بها قوات الأمن التابعة لسلطة الاحتلال في ثني القائد نصر البتول عن استمراه في النضال من أجل استعادة وطنه المغصوب بل زاد ذلك من عزيمته وإصراره واستمر في حشد وقيادة الفعاليات والمضاهرات السلمية والإشراف على تنفيذ العصيان المدني وكسر محاولات سلطة الاحتلال في إفشاله وعمل ضمن لجنة الشهيد خالد الجنيدي للتصعيد الثوري، وساهم في حماية المتضاهرين في اللجان الأمنية أيضاً حتى إعلان شعب الجنوب للاعتصام المفتوح في ساحة الحرية بخورمكسر فكان الشهيد القائد نصر البتول ضمن اللجان الأمنية والتنظيمية للاعتصام .
استشهد رفيق دربه الشهيد القائد خالد الجندي نائب رئيس الحركة الشبابية والطلابية في العاصمة عدن فازداد عنفواناً ثورياً وازداد شغفاً للشهادة فداءً لتربة هذا الوطن .

وفي مطلع شهر مارس من العام 2015 حشدت قوات الاحتلال ولملمت قواها إيذاناً باقتحام الجنوب من جديد رغم أنه كان يعج بالمعسكرات والألوية التابعة له فأدرك الشهيد نصر البتول أنه آن الأوان للتفرغ لوضع الأصبع على الزناد استعداداً لهذه المرحلة والبدء بمباغتة قوات الاحتلال في هذه المعسكرات المنتشرة في عدن فشارك الشهيد نصر ومجموعة من رفاقه من أبطال البريقة في تحرير معسكر الصولبان .
بعدها توجه الشهيد نصر البتول مع مجموعته التي كانت تتكون من 31 فرداً منهم ابن عمه الشهيد عبده محسن البتول وكذلك شقيقه الشهيد القائد حسين محمد حسين البتول ومجموعته صوب مديرية البريقة وفيها حاصروا قوات الأمن المركزي التي حاولت السيطرة على مبنى مديرية البريقة والنقطة التي أمامه فاستشهد الشهيد عبده محسن البتول بعد معارك خاضوها مع قوات الأمن المركزي حتى استسلمت فتم السماح لأفرادها بمغادرة عدن على أن يسلموا عتادهم الحربي وهو ما ساهم في تسليح أفراد المتطوعين للقتال من أبناء البريقة الأبطال .

وفي عصر يوم الجمعة الموافق 3 / 4 / 2015 استشهد شقيقه الشهيد حسين محمد حسين البتول الذي كان يقود مجموعة من أبطال البريقة الذين كلفهم بحماية وتأمين مصفاة عدن وذلك برصاص عصابة حاولت اقتحام المصفاة والسيطرة على بوابتها لتسهيل تهريب النفط لقوات الاحتلال ومليشياته.

بعدها بأيام تمكن الحوثيون وحلفائهم من اقتحام بعض مديريات عدن فتوجه الشهيد نصر البتول مع عدد من أفراده صوب جبهة المطار وكان من أوائل من اقتحموه وساهم في تحريره أكثر من مرة وقد ضهر في فيديو صوره أحد أفراد المقاومة وهو على مقربة من سور المطار قبل اقتحامه وتحريره .

بعد ذلك توجه الشهيد القائد نصر البتول بمعية أفراد مجموعته الثلاثين وانظم اليها كثيرين وتوجهوا صوب جبهة بئر احمد وقاتل فيها ببسالة نادرة وتمكن مع رفاقه من صد كل الهجمات التي شنتها ميليشيا الاحتلال الحوفاشية في مسعاها لاقتحام عدن من هذه الجبهة التي جرت فيها معارك طاحنة خاضها الشهيد نصر البتول الى جانب عدد من رفاقه وبلوا فيها بلاءً عظيماً حيث تمكنوا من من صد الهجمات المعادية وأفشلوا مخطط السيطرة على منطقة بئر احمد وحرروا مدينة الجوكر ومعسكر بئر احمد .

وفي تاريخ 6 شهر 7 من عام 2015 فٔجعت البريقة خصوصا وعدن عموماً كما فجعت جحاف ( مسقط رأس الشهيد ) بنبأ استشهاد القائد البطل نصر محمد حسين البتول وستة من رفاقه من أبطال البريقة بعد معركة عنيفة في بئر احمد استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة تكبدت فيها مليشيات الاحتلال وقواته خسائر فادحة وتم دحرهم من مدينة الجوكر السكنية .

شيع الشهيد نصر ورفاقه الأبطال الى مقبرة الشهداء في البريقة ووري جثمانه الثرى في موكب جنائزي مهيب شارك فيه الآلاف من أبناء الجنوب رغم أجواء الحرب التي تسيطر على أجواء عدن.

رحل الشهيد شقيق الشهيد وابن عم الشهيد بعد حياة حافلة بالعطاء والتضحية مليئة بالمتاعب والبطولات.
رحل الشهيد القائد نصر البتول لكن بطولاته ضلت محفورة في قلوب رفاقه الأحرار قبل وبعد تحرير عدن من مليشيات الاحتلال الإجرامية .
بكت عدن المدينة التي أحبها نصر وأحبته فأخلص لها وللوطن عامة كما بكى الجنوب رحيل قائد ومناضل شاب صلب بحجم الشهيد القائد نصر البتول .
ضل رفاقه الأبطال يتذكرون مآثره البطولية وكتب أحدهم بعد تحرير عدن على صفحته في الفيسبوك عن مخاطباً الشهيد نصر قائلاً :

(( أتذكرك جيداً يا صديقي وانت تتحدث عن تحقيق حلمك واصوات الرصاص تضج من فوق رؤوسنا في معركة تحرير مطار عدن .

لقد تحررت عدن يا صديقي من الاحتلال الذي ناهضته منذ نعومة أظافرك .
واليوم وهي ترسم ملامح مستقبلها المشرق بفضل تضحياتكم الكبيرة التي دفعتموها غالياً بوداعكم لها لكي تبقى شامخة ..أطمئنك الأن عليها بكونها تستعيد عافيتها يوماً بعد الأخر ، وأنها بفضل رجالها الأوفياء تسير صوب تحقيق الهدف الذي رسمته انت بدمك ودماء الأبطال الذين سقوا أرضها الطاهرة لتعيش اليوم عهداً جديداً تسابق نفسها لتحقيق العيش الكريم والمستقبل الأفضل لها ولشعبها المناضل الوفي .
الشهيد نصر البتول افتقدك كثيراً ياصديقي . ))

رحمة الله تغشاك يا شهيدنا البطل ورحم الله كل شهداء ثورتنا التحررية.