حوارات وتحقيقات

الإثنين - 23 يناير 2023 - الساعة 05:52 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_منصور العلهي

كتاب (بين الأنهار الخمسة) لمؤلفه الشيخ ناصر الوليدي لايمل وتشعر وأنت تتصفحه بالمتعة...!
وما ان تنتهي من قراءة إحدى القصص التي يرويها الكاتب عن رحلته لباكستان طيلة أربعة أشهر ، إلا وتجد نفسك أسيراً لهذا الكتاب ومرغماً لمواصلة القراءة لتستمتع وتبحر مع هذا الكاتب الأنيق في سرده للقصص...!

فتعالوا بنا نرافق الشيخ ناصرالوليدي إلى باكستان ليعرفنا بإبن رئيس وزراء باكستان...

جلست بعد صلاة الجمعة إلى ثلاثة إخوة باكستانيين - والحديث للأستاذ ناصر الوليدي - وكنا نتحدث عن أهمية الدعوة إلى الله ونضرب في ذلك الشواهد والأمثال..
وكان يجلس على كرسي قريب منا شيخ يقارب الثمانين من عمره، وسيم الوجه، أبيض وقور، فرأيته ينصت إلى حديثي بشغف...!
وينظر إلي وهو يبتسم ويهز رأسه...!
ويواصل ألأديب ناصر الوليدي سرد وقائع لقاءه بإبن رئيس وزراء باكستان قائلاً :

فلما أنهيت الحديث مع الإخوة أشار إلي الشيخ بالجلوس على كرسي بجانب كرسيه، فصافحني بكلتا يديه كعادة الباكستانيين..
وكانت كفاه باردتين، فلم أنزع كفي من كفيه...
رأيت في وجهه كل معاني الصفاء والصدق والإخلاص والطيبة..!
ويصف الوليدي وجه ذلك الشيخ بقوله:
(كان وجهه قطعة من نور)

ويشرح الكاتب ناصر الوليدي وصفه الدقيق للقاء الشيق مع هذا الشيخ التقي الذي يشع وجهه نوراً من أثر السجود كما قال تعالى:
(سيماهم في وجوههم من أثر السجود)
سألني بلسان عربي فصيح :
من الواضح أنك عربي، فمن أي العرب أنت...؟
قلت : من اليمن.
قال :
سبحان الله، أنا أيضاً أصلي من اليمن، رحل أجدادي إلى الهند قبل أربعمائة سنة، فلما وقع الإنفصال أخذنا أبي إلى كراتشي، وكان عمري حينها سبع سنوات.

قلت إلى أي بلاد من اليمن يرجع أصل آبائك؟ والكلام للاديب ناصر الوليدي..
قال: لاأدري، ولكن ينتهي نسبنا إلى جد يقال له(الراعي)

هنا قدم الشيخ الجليل - الذي ترجع أصوله لليمن - نفسه لإبن اليمن الوليدي ويفصح له عن شخصيته :
أنا الدكتور أمجد تشودري وأبي (تشودري محمد علي) هو رئيس وزراء باكستان من عام1955م إلى 1956م وهو ضمن اللجنة التي كتبت أول دستور لباكستان، بل هو من أختار إسم جمهورية باكستان الإسلامية...!

وسأله الوليدي عن طبيعة عمله ليجيب:
أنا طبيب باطني وعميد كلية الطب كراتشي إلى عام 2013م

ودعونا نبحث مع الكاتب والقاص صاحب الأسلوب الممتع في السرد ناصر الوليدي عن هذا الطبيب الذي انخرط في تبليغ رسالة الإسلام إلى جانب عمله كطبيب باطني..
يقول الأستاذ ناصر الوليدي واصفاً همة ذلك الرجل التي تناطح السحاب:

علمت بعد ذلك ان هذا الرجل يأتي نهاية كل شهر فيقطع مسافة (20) ساعة بالقطار من كراتشي إلى رايواند ليقوم بأعمال الدعوة...!
ويضيف الوليدي:

الدكتور/ أمجد تشودري هو مؤسس رياض ومدارس وجامعة إبن عباس في كراتشي وصاحبها، وهي أفضل جامعة تعتني باللغة العربية، وتتبعه رياض ومدارس وجامعة عائشة للطالبات.

هؤلاء هم أجدادكم الذين رحلوا لمختلف بلدان العالم لينشروا دين الإسلام ويضعوا بصماتهم في كل بلد وطئته أقدامهم..!
شكراً للأستاذ ناصر الوليدي الذي أخذنا في رحلته الشيقة والممتعة إلى باكستان.


✍️منصورالعلهي
23 يناير 2023