حوارات وتحقيقات

الثلاثاء - 06 يونيو 2023 - الساعة 06:16 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/عمر الحار

جاذبة حضرموت لكل المشاريع الداخلية والخارجية ، وستظل محل اطماع الجميع ولن تغفل العين عنها في مختلف المراحل .
ويعزى كثيرا من المهتمين بشان حضرموت اسرار الاهتمام الدولي بها الى موقعها الجيواستراتيجي ، في مسار يكشف حقيقة ذهابهم في الاتجاه المعاكس والبعيد كل البعد عن ذلك الاهتمام الخفي بها ، و ان ظلت هذه الجزئية الهامة محور تعاطيهم الفكري و الرئيس المزمن مع الشان الحضرمي ، دون استطاعتهم معرفة الابعاد الحقيقة لملفها المحمول بايادٍ دولية نافذة تراعي خصوصية التوظيف المناسب له في دورة الاحداث على كافة المستويات والدول ، ولا يهمها حضرموت كمملكة آسوية ولا امارة افريقية ، ولا امبراطورية مالية في محيطها العربي غير معلنة ، بقدر مايهمها البعد الروحي لها ، فهي مدرسة الوسطية الاولى في العالم و العابقة بتاريخها ومورثها الحضاري العريق ، و صاحبة الفضل في غرس القيم الروحية لاكثر المذاهب الدينية شيوعا في الاقطار الاسيوية رغم تعدد اعراقها ، واعجاب الغرب بحكمة احتفاظها بجوهر المذهب والحفاظ عليه من عاديات الزمان وصمودها الروحي في وجهها .
اذاً ينظر العالم لحضرموت باعتبارها مهد مدرسة الوسطية والاعتدال في العالم العربي والاسلامي وينبوعا من ينابيع الصفاء الداخلي للانسانية بما لها من سحر وتجليات في كافة تحولاتها اللينة القادرة على صناعة الحياة المتوافقة مع اقدار الخالق لها ، و لايمكن اغفال استعادة قوة حيويتها وحضورها الروحي بمحيطها الديني الواسع ذات الكثافة السكانية العالية على المستوى الاسيوي والافريقي بعد قيام الجمهورية اليمنية .
ومن هنا يمكن ارجاع تمسك العالم بحضرموت وفهم اهتمامه المتواصل بها واستعداده للحفاظ عليها والدفاع عنها لترسيخها لقيمٍ وسلوكيات حضارية راقية واصيلة تعب الغرب في الوصول اليها وهي تمثل النموذج الحضاري الراقي للانسان الذي يبحث عن كيفية الوصول اليه في اي بقعة من بقاع العالم بالذات في العالم الاسلامي .
و وجد العالم ضالته المنشودة في حضرموت دونما ابدأ لرغباته في توظيف مقدرات مدرستها الروحية اليوم في خدمة اهدافه الاستراتيجية في هذه المرحلة على النقيض من المدرسة الشيعية المتأصلة في الهضبة الزيدية والزج بها في معترك الاحداث كمتداد لتجذر ظاهر عنفها الثوري في التاريخ الاسلامي وتمكينها من استعادة قبضتها على الهضبة وتهامة .
واستبعد اقدام القوى الدولية المتحكمة في العالم ولعبة اليمن في الوقت الراهن الشروع في تنفيذ توجهاتها السابقة بتعزيز بنية وتركيبة حضرموت السكانية بخمسة مليون مهاجرا من مهجرها الآسيوي الاول فهذا خيار خاسر قد يضر بها ، والاقرب للصواب اعادة التفكير في دراسة امكانية دعم تمدد نفود مدرستها الروحية من جديد لتغطي فضاء مساحتها الجغرافية القديمة الممتدة حتى تعز .
وحينها ستتمكن القوى العالمية من الحصول على انموذجها المذهبي المفضل في اليمن باعادتها لحاضنتها المذهبية التاريخية المعروفة بالصوفية والشيعية ذات الاصول والنشأة الدينية الواحدة قبل حلول المتغيرات المذهبية الطارئة عليها من قبل بريطانيا العظمى .
وهناك قابلية للحياة بالماء والنار في اليمن حال تذكرنا مراحل من تعايش المذهبين في اليمن وتكاملهما من مختلف النواحي وبالذات في ترميم حضرموت المعقل الروحي لصوفية اليمن والعالم .
واني على ثقة ودراية تامة بان البعد الروحي لحضرموت سيظل الغائب عن اذهان قوى الطيف الحضرمي المتحاورة في الرياض والراعين لهم ، متجاهلين بانه يمثل مركز القوة الحقيقة لهم ، و جوهر ومستقبل الحلول المستدامة للقضية اليمنية .