حوارات وتحقيقات

السبت - 18 أغسطس 2018 - الساعة 07:53 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية - كتب/خالد الحميقاني

عندما قلنا في التحليل السابق حول جريمة الطفل معتز على ضرورة التحفظ على كل شيء في مكان مسرح الجريمة ..

كل شيء بما فيها "مكب القمامة" الذي في الحي وأخذ منها كل ما يحتوي من القطع القماشيه و البلاستيكية و الورقية ليتم معاينتها و فحصها ، لاحتمالية استخدام المجرم أحد منها في النقل أو التنظيف أو إخفاء الجثة أثناء وبعد نقلها من موقع الحادثة إلى موقع اكتشاف الجثة .

البعض يراهن على تقرير الطبيب الشرعي في الكشف عن الجريمة ، وترك مسرح الجريمة يعبث، ومن يضن أن الطبيب الشرعي هو من يقرر هوية الفاعل فهو خاطئ ، لأن مهمة الطبيب الشرعي في القضايا الجنائية تقتصر فقط بفحص وتشخيص ومعاينة الضحية أو الجثة وذلك في حال تعرضها للاعتداء أو تسمم أو عقاقير نتج عنها فعل الجريمة .

فعلى سبيل المثال قد يكون الطفل معتز لم يتعرض لأي شكل من أشكال الاعتداء أو التسمم من قبل الجاني ، وأن طب الشرعي وحد بأن الضحية تعرض لاختناق !! هل يعني أن الاختناق سببه تواجد معتز داخل السيارة ؟؟ أم في مكان آخر .. وهنا فقط للافتراضية . بغض النظر عن هيئة السيارة و تواجدها في أحد مواقف الرسمية الحي والتي تركن سيارات آخر على يمينها وعلى يسارها من سكان الحي .

فهل يعني أن البحث والتحري معلق كل مهامه وفي انتظار تقرير الطبيب الشرعي . مع أن التقرير يعتبر أمام القضاء أحد الأدلة الجنائية في تكييف الواقعة الجنائية ولا يحدد هوية القاتل خصوصاً في بلادنا التي لا تمتلك الامكانيات المتطورة في فحص البصمات على جسم الضحية أو حمض آل DNA وان وجدت يتطلب وجود بيانات عامة في ادارة البحث لجميع أفراد الشعب اليمني ، لتكشف هوية المجرم .

الطفل معتز مات مقتولاً اذا لم تتمكن أمن عدن من القبض على المجرم فهذا يعني جميعنا مجرمون ونحن من قتل برائته وطفولته ، لمجرد سكوتنا عن ما حدث ويحدث في عدن خاصة ..

والله المستعان ..

خالد الحميقاني
محقق سابق إدارة البحث الجنائي عدن