مقالات وآراء

الثلاثاء - 28 مايو 2024 - الساعة 01:51 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب/د. أنور الصوفي

لم يخرج الميسري في يوم من الأيام ليطالب الشعب بالصبر على الظلم، ولم نسمعه يشحن الشعب بالعزيمة، بل أن كل كلامه وخطاباته كانت تنعش الوطنية في هذا الشعب، فكم نحن بحاجة لرجل يتمتع بالوطنية ويغضب لحال شعبه، حقيقة نحن بحاجة لرجل مثل الميسري فقد حاصرته قوى داخلية وخارجية، فلم يقل للمواطنين اصبروا على انطفاء الكهرباء، بل وقف يعالج قضايا مواطنيه، فكانت الكهرباء على ما يرام في عهده عندما كان يدير المحافظات المحررة، وكانت الخدمات متوافرة، فكنا نحس بالدولة في تلك الفترة، ولكن عندما غاب الميسري غابت الخدمات فالكهرباء انتهت والمياه انقطعت، والمواطن فقد الأمل في عودة الدولة، وابتلانا الله بمسؤولين لا يحسنون حتى الكلام.

لا نعني بالوطنية أن نحث المواطن على الصبر وحال المسؤول على مايرام، فعندما يغرق أطفالنا في العرق، وأطفالهم يتنعمون بكل الخدمات فهنا تنتهي الوطنية، الوطنية هي أن تُعرض عليك الدولارات والدراهم والريالات مقابل التنازل عن السيادة، فتقول: لسنا سلعة للبيع، الوطنية هي أن تحارب من أجل وطنك، وتتكالب عليك كل القوى، ولكنك لا تسلم لهم وتظل على مبدأ، ولا تنحني لتلك العواصف حتى وأنت مثل السيف فردًا، فتترك كل المغريات مقابل وطنيتك.

الوطنية أن تصارع منذ ساعات الفجر الأولى لتحل مشاكل المواطن، ويعسعس الليل وأنت في اجتماعاتك من أجل المواطن، تسأل عن الكهرباء وتوجه بحل مشكلة المياه، وتقارع لصرف رواتب الموظفين، فتنام لتصحو على نفس البرنامج، ولا تخرج للمواطن لتقول له: اصبر، بل تقول له أبشر بكل خير، فهذه هي الوطنية.

الوطنية أن تفاخر بهويتك في كل محفل، فتظل الأنموذج الأروع للمسؤول، فتأتيك قصائد المديح والكلام الجميل من كل مكان.

الوطنية الحقيقية أن تقدم مصالح وطنك على مصالحك الشخصية، وترفض البيع أو الارتهان للخارج، فيتمنى الخارج أن تتنازل بعشر ما تنازل عنه الآخرون، فترفض.

الوطنية الحقيقية أن تكون بمواقف وصفات المقدام المهندس أحمد بن أحمد الميسري الذي ضحى بأعلى المناصب من أجل ألا يبيع وطنه، وقال كلمته المشهورة: نحن لسنا سلعة للبيع، فهذا الرجل رمز للوطنية، فكلماته رصاصات في وجه كل من يحاول أن يسرق السيادة، وكلماته محاضرات في الوطنية، ومادام في هذا الوطن رجال كالميسري، فلا خوف على هذا الوطن، فما هي إلا مرحلة سرعان ما تنجلي سحبها، فيتوارى بائعو الوطن، ويعود الوطنيون إلى وطنهم، وسيرحل تجار بيع الأوطان ولن يتأسف على رحيلهم أحد، فتحية بحجم جبال اليمن كلها للميسري ولكل الوطنيين.