مقالات وآراء

السبت - 01 يونيو 2024 - الساعة 07:23 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/صالح البخيتي


محمد بالليل سالم اليوسفي( الشعبي) الأب الروحي لمشروع طريق باتيس رصُد معربان وهذه التسمية اطلقها عليه وزير الأشغال والطرقات فمن هو محمد الشعبي.

الشعبي من مواليد 1954م منطقة كلسام قرية أمنمكه يافع سرار أبين التحق بالمعلامة ( الكتاتيب) لتعليم القرآن الكريم على يد المناضل محمد راجح البوزة الذي نزح من ردفان أثناء قصف الطيران البريطاني لقرى ومناطق ردفان أبان فترة الكفاح المسلح ،ثم وأصل تعليمه فترة من الزمن على يد كل من أحمد ثابت اسكندر وعلي محمد قاسم اليوسفي حتى اجاد الكتابه والقراءه، ينحدر من أسرة فقيرة وارتبط مباشرة بزراعة الأرض ورعي الماشية التي كانت المصدر الأساسي لأعالة أسرته٠

*الأنشطة والفعاليات الذي ساهم بها*

الشعبي حفظه الله كان نشيطاً بالأعمال الجماهيرية والمبادرات التطوعية والحراسات الليليه وخاصة اثناء تأسيس الأندية الشبابية (المراكز الثقافية) مطلع السبعينات من القرن الماضي هذه المراكز التي كانت تشكل نواة التنوير بالمناطق من خلال لقاءات الأهالي وتجمعهم لخلق روح التقارب والألفة ومناقشة القضايا اليومية وطرق معالجتها، كما كان من مؤسسي منظمة لجان الدفاع الشعبي بالمنطقة وتم تكليفه مسؤول مالي لجمع الاشتراكات الشهريه من الأعضاء نظراً لما يمتاز به من امانة وإخلاص وتفاني بالعمل الجماهيري الطوعي وإصلاح ذات البين داخل المنطقة ٠

وبعد عام 1974م التحق في المليشياء الشعبية وكانت أول دورة تدريبية في منطقة الصفأة رصُد وهذه الدورة التي أهلته للأنتقال مباشرة إلى معسكر الجلاء في عدن لينتقل من هذا المعسكر إلى المنطقة الشرقية (حوف) من المحافظة السادسة المهره لواء عبود ومكث فيه مايقارب سبعة أشهر ثم عاد إلى عدن بمستحقات 700 شلن خلال كل تلك الفترة بعدها عاد إلى منطقته ليمارس عمله الخاص بالزراعة، واستمرحتى حرب عام 1978م ليلتحق بالقوة التي تمركزت في منطقة ركب حطاط لإعدادهم بالدخول إلى جبل خنفر في جعارحتى استقرت الأوضاع في المنطقة وفي عام 79م التحق ظمن القوة العسكرية المشتركة بالمعركة التي قامت بين اليمن الديمقراطية والعربية اليمنية بقيادة حسين أمعبد التابع للواء شلال هذه القوة التي توجهت صوب مكيراس - البيضاء حتى وصلت (درب ذي ناعم) وبعد إنتهاء المعركة عاد إلى المنطقة لممارسة عمله الخاص.

كما كان له حضور ومشاركات في كل الأحداث التي عصرت بالبلاد منها أحداث يناير 1986م في جبهة أبين ، وحرب 94م الذي تنقل في عدة جبهات ومواقع عسكرية ابتداء من سرار إلى باتيس حبيل برق ثم ردفان وكرش وصولاً إلى العند ثم العسكريه الحبيلين إلى معسكر الكبسي بأتجاه الحبيلين العسكرية وبعد سقوط عدن والمحافظات المجاورة عاد بخيبة أمل إلى منطقته لممارسة عمله الخاص بالمنطقة مثل سابقاتها !

وفي عام 2000 م تم انتخابه مندوباً للرعاية الاجتماعية بالمنطقة نظراً لما يحضى به من تقدير وإحترام من قبل الأهالي ،وأثناء إعتماد مشروع طريق باتيس رصُد معربان ، ارتبط ارتباط مباشر من أول يوم بالعمل المجاني حيث كان له حضور فاعل وتواجد مستمر وكان لديه القدرة على التواصل وحل المشاكل وتذليل الصعاب التي تواجه العمل بمشروع الطريق وبحكم حاجتهم لتلك الشخصيه تم تكليفه رسمياً لمهمة ترتيب الحراسات وإستلام المواقع وخاصة أثناء العطل وكذلك التنسيق بين المقاولين ومؤسسة الطرق والجسور.

وأثناء حرب القاعدة هرب العمال وتركوا معدات العمل بالعراء فقام الأخ محمد الشعبي بالتنسيق والتشاور مع الأهالي واقنعهم بضرورة جمع تلك المعدات والآليات والحفاظ عليها من النهب والتلف على أعتبار أن تلك المعدات بأوجاههم بحسب العرف القبلي وأنهم المسؤولين عن حراستها والحفاظ عليها وقام بجمع 36 نفر وسلمت لهم كل المعدات واتفقوا من خلال التنسيق مع الحاج أحمد عبد عبدالله ومدير الحركة على أن يصرف لكل وأحد منهم حافز شهري يتم جمعه من قبل رجال الخير والسلطان المرحوم فضل محمد بن عيدروس العفيفي ،استمروا سنة ونصف وبعدها تم اعتمادهم على حساب الوزارة بالتنسيق مع منسق عمل المشروع الأخ عزيز شنظور وتم تسليمه المواقع من قبل الحاج أحمد عبد عبدالله وشيخ عوض النوباني ومدير الحركة بالمشروع عام 2011 م باستلام رسمي لكل الآليات والكسارات وخلاطات الأسفلت وأربعة مواقع مكائن وقلابات وشيولات وحفارات ومعدات كثيرة وسكن استشاريين وإداريين وعمال ،لكن الذي حدث أن الأغلبيه ممن كان يقوم معه بالحراسة قد التحقوا بألوية العمالقة في المخاء وخاصة بعد حرب الحوثي وأصبحت المواقع فاضية بدون حراسات وتحمل المهمه على عاتقه بالذات ،حيث أضطر أن يرابط مع أسرته للسكن في كنب المشروع ليقوم بمهمة الحراسة بالشكل المطلوب.

وأثناء إستئناف العمل بتكوين إدارة المشروع برعاية القائد أبو زرعه المحرمي وبمساهمة مؤسسة يافع للتنمية ورجال الخير وتكوين لجان للتبرعات على مستوى يافع أجرى إعادة المسح الشامل للمشروع ومقاولة مقطع الركب ثم إعتماد إعادة ترميم وإصلاح المقطع الأول من كيلو 0 إلى كيلو 16 من قبل صندوق صيانة الطرق والجسور ونقل شركة أولاد صالح للعمل من كيلو 16 وما بعده بتكليف من القائد أبو زرعة المحرمي ،كما كان على إهتمام ومتابعة لكل هذه التطورات ولن يغيب دوره فيها وكان يطرح دائماً من ضرورة الاستفادة من المعدات الموجوده في المشروع التي هي تحت حمايته وقبضته وكان القائد أبو زرعة يهتم ويستمع لآرائه السديده المتعلقة بضرورة صيانة المعدات وتشقيلها للاستفادة منها بعمل المشروع في عقبة ثنهه وفلاحة وحققت إنجاز كبير تحت إشرافه ولا زال مستمر بالإشراف على العمل والحراسة والحفاظ على أدوات ومعدات المشروع، وأمام كل هذا العمل والأهتمام المبذول من قبل هذا المواطن الأمين والمخلص والحريص على مشروع الطريق وممتلكاته٠

لكن للأسف الشديد لم يتحصل على أي دعم من اي جهه رسمية إلا دعم فردي بسيط لايذكر ولهذا نلفت انتباه إخواننا في السلطة المحلية والقائد أبو زرعة المحرمي الذي يكن له كل تقدير وإحترام على تجاوبه والأخذ بكل الملاحظات التي طرحت عليه وكذلك رجال الخير أن يقفوا مع هذا الرجل ويكرموه التكريم اللائق على صموده وتحمله هذه المسؤولية الكبيرة وحفاظه على أكبر ثروة ليافع والتي من خلالها يتحقق حلم يافع الكبير.

الشعبي تحصل على العديد من الشهائد التقديرية ورسائل الشكر على موقفه وأبرزها كانت مقدمة من رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بمحافظه أبين.

تحية شكر وتقدير لهذه الهامة الاجتماعية المليئة بالعطاء والنضال والشكر موصول للأستاذ أحمد عبد عبدالله والأستاذ طاهر حنش لموافاتنا عن الأب الروحي لمشروع طريق باتيس رصُد معربان لبعوس ونتمنى لهم جميعاً الصحة والعافية في العمر والبدن.