علوم وتقنية

الخميس - 08 أغسطس 2024 - الساعة 01:01 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/مقال لـ"حسن الكنزلي"


من أعماق التاريخ، وحتى موائدنا اليومية، امتدت رحلة نبات غني بالفوائد، يرتدي عباءات متعددة، فمن الحقل إلى الصيدلية، ومن المطبخ إلى مستحضرات التجميل، نجد "البقلة" أو "الرجلة" كما يحلو للبعض تسميتها. هذا النبات المتواضع، الذي ينمو بريًا في الكثير من الأحيان، يحمل في طياته كنوزًا غذائية لا تُحصى، وخصائص علاجية اكتشفها الإنسان منذ آلاف السنين.

تعتبر البقلة مصدراً غنياً بفيتامينات (أ، ج، هـ، وحمض الفوليك)، ومعادن (كالسيوم، حديد، مغنيسيوم، بوتاسيوم)، وأحماض دهنية أوميغا-3، ومضادات الأكسدة، كالبيتا كاروتين والجلوتاثيون. هذا المزيج الفريد من العناصر الغذائية يجعل منها درعًا واقيًا للجسم، يحمي الخلايا من التلف، ويعزز صحة القلب والدماغ، ويحافظ على شباب البشرة.

وثمة دراسات عديدة أكدت فوائدها، وأظهرت قدرتها على:
- حماية القلب والشرايين: من خلال خفض ضغط الدم والكوليسترول.
- إبطاء الشيخوخة: بفضل خصائصها المضادة للأكسدة التي تحارب الجذور الحرة وتجدد خلايا الجلد.
- تعزيز صحة العين: حماية العين من الالتهابات وتحسين الرؤية.
- تنظيم الجهاز الهضمي: تخفيف الإمساك وعسر الهضم.
- مكافحة الأمراض: بعض الدراسات أشارت إلى خصائص مضادة للسرطان في مركباتها.

وقديما استخدم المصريون والرومان أوراقها المسحوقة لعلاج الجروح والحروق، وعصارتها لعلاج التهاب العين. وفي الطب الشعبي استخدمت لعلاج لدغات الحشرات والحساسية ومشاكل الجهاز الهضمي.

ورغم فوائدها العديدة، إلا أنه يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها لعلاج أي مرض، خاصةً الحوامل والمرضعات والأشخاص الذين يتناولون أدوية أخرى.

تظل البقلة كنزا طبيعيا يزخر بالفوائد، وتاريخها العريق يشهد على قيمتها الغذائية والعلاجية. ومع ذلك، يجب التعامل معها بحذر، واستشارة الطبيب قبل استخدامها كعلاج. ففي عالمنا الذي يبحث عن حلول طبيعية، تبقى البقلة خيارًا واعدًا للحفاظ على الصحة والعافية.
والله تعالى أعلم!
وادام الله لكم الصحة والسلامة!