عربية وعالمية

الجمعة - 06 ديسمبر 2024 - الساعة 04:01 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

فاجأ الهجوم المباغت الذي شنته "هيئة تحرير الشام" والفصائل المسلحة المتحالفة معها منذ الأسبوع الماضي، الجميع، لاسيما بعدما سقطت المدينة التي تعد ثاني أكبر المدن في سوريا خلال فترة وجيزة، ثم اتجهت الفصائل منذ السبت الماضي نحو حماة.

فقبل خمس سنوات فقط، كانت "هيئة تحرير الشام" التي كانت تسمى سابقا النصرة، مجموعة مسلحة محاصرة تقاتل في إدلب من أجل البقاء، بعد سنوات من الهجمات التي شنها الجيش السوري مدعوماً من قبل روسيا.

أما الآن فباتت فصيلاً قوياً يفاخر في معقله بمحافظة إدلب، بوجود أكاديمية عسكرية، وقيادة مركزية، ووحدات متخصصة سريعة الانتشار، بما في ذلك المشاة والمدفعية والعمليات الخاصة والدبابات والطائرات بدون طيار والقناصين، وحتى تصنيع الأسلحة.

"جيش مصقول"
وفي السياق، أوضح آرون زيلين، الخبير في معهد واشنطن للأبحاث، أن الهئية تحولت على مدى السنوات الأربع أو الخمس الماضية إلى جيش مصقول"، وفق ما نقلت "فايناشيل تايمز.

كما ذكّر بالهجوم عبر الدرون الذي طال أكاديمية عسكرية سورية في حمص، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص عام 2023، معتبراً أنه شكل دليلاً واضحاً على قدرات الهيئة وما اكتسبته.

علماً أن أحدا لم يعلن حينها مسؤوليته عن الهجوم، لكن يُعتقد على نطاق واسع أن "الهيئة" هي من نفذته.

إلى ذلك، أشار زيلين إلى أن الفصائل استخدمت طائرات بدون طيار للمراقبة واستهداف عناصر الجيش السوري ومراكزهم، قبل إرسال مقاتليها إلى المعركة. ولفت إلى أنها أسقطت أيضاً، ولأول مرة، منشورات من طائرات الدرون فوق المناطق المدنية لتشجيع الانشقاقات.

في حين اعتبر برودريك ماكدونالد، الباحث في الصراعات من معهد "كينجز كوليدج" بلندن أن تصنيع الدرون محلياً أو استعمالها في الحروب بات أمرا شائعاً حالياً. وقال:" لقد رأينا تكتيكات مماثلة في أذربيجان وأوكرانيا وأماكن أخرى".

درون محلية الصنع
كما أضاف ماكدونالد، الذي تابع استخدام الفصائل للطائرات بدون طيار هذا الأسبوع، أنها نشرت في السابق درون صغيرة يمكنها التحليق فوق المركبات المدرعة وإسقاط القنابل اليدوية.

لكنها استخدمت خلال هجومها الحالي، طائرات درون صاروخية محلية الصنع، ونماذج أكبر يمكنها التحليق لمسافة أبعد وحمل حمولة أكبر، حسب قوله.


فيما أكد عدة محللين أن الكثير من الخبرة المطلوبة لتشغيل أو تصنيع الدرون، يمكن استخلاصها من الموارد الموجودة عبر الإنترنت.

بينما لفت مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن للعربية/الحدث اليوم الخميس إلى أن ضباطاً من أوروبا الشرقية دربوا الفصائل السورية المسلحة على استخدام المسيرات.

كميات هائلة من المعدات
إلى ذلك، عززت هيئة تحرير الشام ترسانتها من الأسلحة عبر نزع أسلحة من فصائل مسلحة أخرى سابقا.

كما استولت مؤخراً على أسلحة تابعة للقوات السورية خلال معاركها في حلب، وحالياً في ضواحي حماة.

فقد أظهرت مقاطع مصورة انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي أسلحة للجيش االسوري فضلا عن مركبات وآليات مدرعة، بعضها روسي الصنع، استولت عليها الفصائل من مواقع عسكرية سيطرت عليها أو ربما تركت من قبل القوات السورية والجنود قبل اسنحابهم.

إذاً بات بأيدي تلك الفصائل كميات هائلة من المعدات، من دبابات وناقلات جنود مدرعة، بل أنظمة مضادة للطائرات أيضا.

كذلك استولوا مقاتلو هذ الفصائل على "منظومة بانتسير الصاروخية (الروسية الصنع)، والعديد من الصواريخ الأخرى المضادة للطائرات، بالإضافة إلى العديد من الطائرات الهجومية الخفيفة، التي يحاولون معرفة كيفية استخدامها"، وفق ما أكد ماكدونالد. وقال: "إذا تمكنوا من تشغيل أنظمة الدفاع الجوي المضادة للطائرات، فذلك سيمكنهم من الدفاع ضد الضربات الجوية الروسية، وهو أمر لم يكن بمتناول "هيئة تحرير الشام" أو غيرها من الفصائل سابقا".

هذا وأوضح عدة خبراء أيضا بأن "الهيئة" تمكنت من تصنيع درون في ورش صغيرة تتمركز في المنازل أو المرائب أو المستودعات في إدلب، معتمدة على الطابعات ثلاثية الأبعاد عندما لا تتمكن من الحصول على قطع غيار،


"صاروخ القيصر"
كما استثمرت هيئة تحرير الشام في إنتاج الصواريخ بعيدة المدى والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون. فخلال هجومها الأخير على حلب، كشفت عن نظام صاروخي موجه جديد، لا يُعرف عنه سوى القليل.
لكن تشارلز ليستر، الباحث في معهد الشرق الأوسط، أوضح أنه "صاروخ كبير بذخيرة ضخمة في المقدمة، يُعتقد أنه يحمل اسم القيصر.

يشار إلى أن الحصول على الأسلحة الأساسية كان أمراً سهلاً نسبياً في السابق بالنسبة "للهيئة"، في بلد عج بالسلاح طوال سنوات الحرب الأهلية الـ 14 الماضية

لكن التصنيع المحلي للطائرات بدون طيار والصواريخ، من قبل هيئة تحرير الشام مكنها حاليا من تشكيل تهديد جديد لا يستهان به للقوات السورية التي تفتقر إلى قدرات كبيرة لصد الدرون.

وكانت الفصائل المسلحة نشرت خلال الأيام الماضية، لقطات من هجمات انتحارية بطائرات بدون طيار على اجتماع لقادة عسطكريين في مبنى للجيش السوري، وهجوم آخر على القاعدة الجوية في مدينة حماة بوسط البلاد.