مقالات وآراء

الأحد - 26 يناير 2025 - الساعة 03:10 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/مقال لـ"جهاد حفيظ"


عدن، تلك المدينة التي كانت يومًا رمزًا للجمال والصفاء تتحول مع مرور السنين إلى لوحة يغمرها الألم عدن التي أحببتها ليست كما كانت فالأيام أثقلت كاهلها والخدمات التي كانت تميزها تلاشت تدريجيًا حتى باتت الحياة فيها مليئة بالصعوبات.

معظم منتدياتها وتجمع الشباب في مجالسها الادبية والاجتماعية كلا يغني على ليلاه والجميع يشكو حالهم وتعاستهم وتدهور احوالهم لبعضهم البعض حتى تنتهي تلك اللحظات والتي قد تكون مكلفة ماديا ويخرجون خالين الوفاض حاملين همومهم الثقيلة الى اسرهم ليزيدوا الطين بله من العصبية وعدم قبول النصائح من احد تلك هي مخارج كثير من المجالس التي زرتها بعدن.

تمر السنين ولا شيء يتغير سوى زيادة الآهات واتساع دائرة المعاناة انقطاعات الكهرباء المتكررة شح المياه تدهور البنية التحتية وغياب أبسط مقومات الحياة الكريمة أصبحت واقعاً يومياّ يعيشه أهل عدن بصبر ومرارة كيف لمدينة كانت منارة للعلم والحضارة أن تصل إلى هذا الحال؟

عدن ليست مدينة عادية هي مكان يحمل في طياته ذكريات لا تنسى وجمالاً يروي حكايات الأجيال لكن اليوم تغرق هذه المدينة في أوجاعها تتألم بصمت وتئن تحت وطأة الإهمال كل زاوية فيها تشهد على تردي خدماتها على قلوب أنهكها الصراع وعلى أحلام ضاعت بين أروقة الفقر والتهميش.

رغم كل شيء ما زال الأمل في عدن حيًا حبنا لهذه المدينة لا يموت وإيماننا بقدرتها على النهوض من جديد لا يتزعزع فعدن التي أحببناها تستحق أن تعود كما كانت: مدينةً للحب للسلام وللحياة.

علينا أن نتكاتف جميعاً أن نحمل هذا الحلم ونحوله إلى واقع عدن التي أحببتها لا تزال حية في قلوبنا تنتظر منا أن نمد لها يد العون لنرى فيها من جديد تلك المدينة البهية التي سكنت أرواحنا يوماً.