أخبار محلية

الأربعاء - 05 فبراير 2025 - الساعة 07:37 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات


- في زقاق ضيق في مديرية التواهي بالعاصمة عدن - بمنطقة المسرح الوطني تحديداً، خلف باب خشبي لم يفتح منذ أيام، كان هناك عالم صغير لامرأة لم يكن يعلم أحد عن حياتها سوى الجدران التي حفظت همساتها الأخيرة.

- كانت عجوزاً وحيدة، اعتادت الجلوس بجوار نافذتها الصغيرة، تنظر إلى الشارع وكأنها تنتظر أحداً لن يأتي، ربما ابناً لها رحل منذ زمن، أو قريباً نسي وجودها، أو حتى عابر سبيل يردّ السلام، لكنها ماتت دون أن يطرق أحد بابها.

- أربعة أيام ظل جسدها في سكون تام، كما لو أنها لم تكن هنا أبداً، لم يفتقدها أحد، لم يسأل عنها جار؛ حتى فاحت رائحة الموت، فأجبرت الجميع على الالتفات، وعندما دخلت الشرطة منزلها، وجدوا جثتها محنطة بفعل الزمن والصمت، وكان هناك ذهب وأموال، وبعض الممتلكات الثمينة متناثرة حولها، كأنها كانت تعلم أن رحيلها سيكون موحشاً، فتركت شيئاً لتذكر به.

- لكن الغريب لم يكن موتها وحيدة، إنما ما تلاه من صمت أكثر قسوة، حيث لم يفتح تحقيق، ولم تصدر الجهات الأمنية أي تصريح، وهناك في أروقة الشرطة تدور همسات خافتة أن هذه الممتلكات ستصبح ملكاً لهم، بحجة أنها لا تملك أهلاً ولا أقارب، ولا حتى من سيسأل: كيف ماتت؟ لماذا ماتت وحدها؟ وهل كان هناك ما يستدعي أن تعيش وتموت بهذه العزلة؟.