مقالات وآراء

الأحد - 23 فبراير 2025 - الساعة 11:51 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/مقال لـ"جهاد حفيظ"


كل البروتوكولات والاجتماعات الرسمية والزيارات الميدانية ستظل ناقصة ما لم يتحول اهتمام المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي إلى المواطن ومعاناته بشكل مباشر فمهما كانت اللقاءات الدبلوماسية والاجتماعات السياسية فإنها لن تستطيع تخفيف وطأة الفقر ولن تحل مشكلة الخدمات المتردية ولن تملأ الفراغ الكبير الذي يشعر به المواطن في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها.

المعاناة الحقيقية لا تُرى من خلف نوافذ المكاتب الفاخرة ولا تُسمع من خلال تقارير رسمية باردة وحزبية ضيقة بل تُلمس في الشوارع والأحياء في طوابير المخابز في المستشفيات الخالية من الأدوية في أزمات الكهرباء والمياه وفي جيوب الناس التي أرهقها الغلاء وانعدام الفرص وارتفاع الاسعار والهبوط المخيف للريال اليمني امام العملات الاجنبية.

الاجتماعات المستمرة داخل أروقة القصور وبين المؤيدين والأنصار لن تجدي نفعاً ولن تغير من واقع المواطن شيئاً بل المطلوب اليوم هو النزول إلى الميدان إلى الأسواق إلى القرى والأحياء الفقيرة إلى المدارس والمستشفيات والاستماع المباشر لصرخات الناس وآهاتهم.

إن أي سلطة مهما كانت شرعيتها لن تكتسب احترام الشعب ما لم تضعه في مقدمة أولوياتها والمواطن اليوم لا يريد بيانات وتصريحات بل يريد حلولًا ملموسة خطوات عملية تخفف من معاناته وإجراءات حقيقية تترجم وعود المسؤولين إلى واقع ملموس والناس تترجى من تلك الزيارات بشارة خير ومهما كانت صغيرة ولكنها عمليه على الواقع ويشعر المواطن ان هناك بصيص امل لرفع معاناة المواطن.

لذلك لا يكفي أن يلتقي المجلس الرئاسي والانتقالي بمؤيديهم وأنصارهم فقط بل يجب أن تكون الأولوية للقاء الشعب لمشاركة همومه لإيجاد حلول جادة لأزماته فالشعب هو مصدر الشرعية وصوته هو الحكم الأول والأخير على نجاح أي قيادة أو فشلها ولا تحتاج الى جهابذة النفاق والمشورة الخاطئة والتي اوصلتنا الى هذا الوضع المزري يااولى الالباب والعاقبة للمتقين.