إسلاميات

الأحد - 02 مارس 2025 - الساعة 04:09 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/إعداد القاضي أنيس جمعان

تسمية صلاة التَّراويح :

▪️من الطقوس الروحية التى يتميز بها شهر رمضان المبارك، صلاة التَّراويح، أحد أهم وأطول الصلوات عند المسلمين وأكثر قرباً لقلوب الصائمين، وهي صلاة تؤدي كل ليلة من ليالى شهر رمضان بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها إلى قبيل الفجر، وحكمها سنة مؤكدة للرجال والنساء.

▪️وصلاة التَّراويح هي صلاة تتزيّن ليالي رمضان في ربوع العالم الإسلامي بعد تأدية المسلمين صلاة العشاء بعبادة ذات صلة بالصَّلاة التي هي صلة بين العبد وخالقه، يجتمع فيها الخشوع والتضرّع والدُّعاء والاستماع لتلاوة القرآن؛ حيث تصطف الصفوف وتتراص وتستوي الأقدام والأكتاف، وتخشع القلوب والجوارح؛ وهي تستمع كلَّ ليلة لتلاوة جزء من أجزاء القرآن الكريم، لتختم عدد ركعاتها الثمانية أو العشرين بصلاة الوَتر، إنَّها صلاة التَّراويح، التي تعدُّ الميزة التي تميّز ليالي شهر رمضان عن بقية شهور السنة، وهي الصّلاة التي ينتظرها المؤمنون كلَّ سنة، ويشتاقون إليها كلّما رحل عنهم رمضان، وسمّيت صلاة التَّراويح بذلك، لكون المصلين يصلون أربعاً ثمَّ يستريحون، يفصلون بين كلّ أربع براحة، فسمِّيت تراويح، فأنْعِم بها من تراويح، ويرجع سبب تسمية الصلاة بهذا الأسم، حيث إن التَّراويح وهي جمع ترويحة، فقد سميت بهذا الأسم لأن المسلمين عندما يصلونها يقومون بالأستراحة بين كل تسليمتين، ويؤمن المسلمون أن صلاة التَّراويح هي صلاة حكمها سنة مؤكدة، حيث قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).[صحيح البخاري].

*كيف ظهرت صلاة التَّراويح :
➖➖➖
▪️إنَّ لصلاة التَّراويح قصة نقف عندها في هذه الأسطر، لنحدّد أصلها، ونذكّر بفضلها، ونحفز على المحافظة والمواظبة عليها.*

*▪️روى البخاري في صحيحه عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج ليلة من جوف الليل، فصلَّى في المسجد وصلَّى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدَّثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلّوا معه، فأصبح النَّاس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلّى، فصلّوا بصلاته، فلَّما كانت اللّيلة الرَّابعة عجز المسجد عن أهله، حتَّى خرج لصلاة الصّبح، فلمَّا قضى الفجر، أقبل على النَّاس فتشهد، ثمَّ قال: (أمَّا بعد، فإنَّه لم يخف عليَّ مكانكم، ولكنّي خشيت أن تفترض عليكم فتعجزوا عنها).*

*▪️أما كيف بدأت الصلاة، ففي كتاب الموطأ للإمام مالك، فإن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى في المسجد "فصلى بصلاته ناس كثير، ثم صلى من القابلة، فكثروا، ثم أجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم، فلما أصبح قال: "قد رأيت صنيعكم، فما يمنعنى من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم"، وذلك فى رمضان، لكن لم يذكر في السنن أو كتب التفسير في أي الأعوام قام بذلك.*

*▪️وأستمرت الصلاة بعد ذلك حتى كان الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم بعد وفاة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلونها في جماعات وأفراداً حتى جمعهم عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على إمام واحد، وذلك إستناداً لما رواه البخارى: (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِى أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَةً فِى رَمَضَانَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أَوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّى الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، وَيُصَلِّى الرَّجُلُ فَيُصَلِّى بِصَلاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّى أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلاءِ عَلَى قَارِئٍ وَاحِدٍ لَكَانَ أَمْثَلَ، ثُمَّ عَزَمَ فَجَمَعَهُمْ عَلَى أُبَى بْنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُ لَيْلَةً أُخْرَى، وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ الْبِدْعَةُ هَذِهِ، وَالَّتِى يَنَامُونَ عَنْهَا أَفْضَلُ مِنْ الَّتِى يَقُومُونَ - يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ - وَكَانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أَوَّلَهُ).*

*▪️وقد كانت السيّدة عائشة أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا تصف صلاة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقولها: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقالَ: يا عَائِشَةُ، إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي).[صحيح النسائي].*

*▪️فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا: (أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج لَيلة من جوف الليل، فصلَّى فِي المَسجد، وصلى رِجال بصلاَته، فَأَصبح النَّاس فَتحدَثوا، فَاجتَمع أَكثر منهم، فَصلوا معهُ، فَأَصبح الناس فَتحدَثوا، فَكثر أَهل المسجد مِنَ اللَّيلَةِ الثَّالِثَة، فَخرج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلَى، فَصلوا بصلاَته، فَلمَّا كَانت اللَّيلَة الرابعَة عجز المسجِد عن أَهله، حتَى خرج لصلاَة الصبح، فَلمَّا قَضى الفجر أَقبل على الناس، فَتشهد ثم قَال: أَمَّا بعد، فَإِنَه لم يخفَ علَيَّ مكَانكم، ولَكنّي خشيتُ أَن تفترض علَيكم فَتعجزوا عَنها. فَتوفِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَمر عَلَى ذَلك).[رواه البخاري].*

*▪️وبقي الأمر كذلك في حياة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفِي خلاَفة أَبِي بكر وصدرًا من خلاَفَة عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما. أي معناه استمرَّ الأمر هذه المدَّة على أنَّ كلَّ واحدٍ يقومُ رمضانَ في بيتِهِ منفرداً حتى انقضى صدراً من خلافة الفاروق عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأمر أبيَّ بن كعب وتميماً الدَّاري أن يقوما للنَّاس، فصلّوا بهم جماعة، وأستمرَّ العمل على فعلها جماعة، وتعدّدت الرّوايات في عدد الركعات، ففي موطأ الإمام مالك: (إحدى عشرة ركعة)، وفي رواية (ثلاثة وعشرين ركعة)، وقد ورد أنَّ عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم عندما جمعهم على صلاة التَّراويح ورأى أستمرارهم في ذلك قال: (نعْمَتْ البدعةُ هذه)، ومعنى ذلك أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإن كان قد صلاَّها، إلاَّ أنَّه تركها ولم يحافظ عليها، ولا جمع الناس إليها، فمحافظة عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عليها وجمع الناس إليها وندبهم بدعة لكنها تركها خشية أن تُفرض على الأمة، فلما مات زالت هذه الخشية، وكان أبو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ منشغلاً بحروب المرتدين وخلافته قصيرة سنتان، فلما كان عهد عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وأستتب أمر المسلمين جمع الناس على صلاة التَّراويح في رمضان كما أجتمعوا مع النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقد صارى ما فعله عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ العودة إلى تلك السنة وإحياؤها.*

*▪️وعن عبدِ الرَحمَن بن عبد القارِيِ قال: (خَرَجتُ معَ عمَرَ بن الخَطَّاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَيْلَة فِي رمضان إِلَى الْمَسجِدِ فَإِذَا النَّاس أَوزاع مُتَفَرِّقُونَ يصَلِّي الرجل لِنَفسِه، ويصلِّي الرَجل فَيصلِّي بصَلَاته الرَّهط، فَقَال عمر: إِنِّي أَرَى لَوْ جَمَعْتُ هَؤُلَاء عَلَى قَارئ واحد لَكَان أَمثَل، ثُمَّ عَزمَ فجَمَعَهم عَلَى أُبَيِ بن كعب، ثُم خرَجتُ مَعَهُ لَيْلَة أُخرَى وَالنَّاس يصلون بِصَلَاة قَارِئهِم، قَال عمر: نعم البدعة هَذِه وَالَّتِي يَنَامون عنهَا أَفضل مِن الَّتِي يَقومون . يريد آخر الليل، وَكَانَ النَّاس يَقومون أَوله) رواه البخاري.*

*▪️قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري وفيه:(أنَّ قيام رمضان سُنَّة؛ لأنَّ عمر لم يُسنُّ منهُ إلَّا ما كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبُّهُ، وقد أخبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعلَّة التي منعتهُ من الخروج إليهم، وهي خشية أن يفترض عليهم، وكان بالمؤمنين رحيمًا، فلمَّا أمِنَ عمرُ أن تفترض عليهم في زمانهِ لانقطاع الوحي؛ أقام هذه السُّنَّة وأحياها، وذلك سنةَ أربع عشرة من الهجرة في صدر خلافته).*

*▪️وروى أسد بن عمرو عن أبي يوسف قال: سألتُ أبا حنيفة عن التراويح وما فعله عمر؟ فقال: (التَّراويح سُنَّةٌ مؤكَّدة، ولم يتخرَّص أي لم يفعله بظنٍّ غير صحيح أو كذب بل فعلهُ عن علمٍ ــ عمرُ من تلقاءِ نفسهِ، ولم يكن فيه مُبتدعاً، ولم يأمر بهِ إلَّا عن أصل لديهِ وعهد من رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولقد سَنَّ عمر هذا، وجمع الناس على أبي بن كعب فصلاها جماعة والصحابة متوافرون من المهاجرين والأنصار، وما ردَّ عليهِ واحد منهم، بل ساعدوه ووافقوه وأمروا بذلكَ).*

*▪️وقد أستقرّ حكم صلاة التَّراويح الفقهي عند علماء أهل السُّنة ،على أنها (سُنّة) لا (فَرْض)، وساقوها مثالاً نموذجياً على البدعة الحسنة شرعاً عند القائلين بها منهم؛ لكن بعض هؤلاء العلماء ذهب إلى أنه "لا يجوز ‏تركها في المساجد لكونها صارت شعاراً للمسلمين، فتلحق بفرائض الكفايات أو السُّنن ‏التي صارت شعاراً كصلاة العيد؛ وفقاً لخلاصة فقهية قررها الإمام تاج الدين السبكي (ت 771هـ/1370م) في طبقات الشافعية.*

*كيفية صلاة التَّراويح :*
➖➖➖➖➖
*▪️يرى جمهور الفقهاء أنّ صلاة التراويح تُؤدّى ركعتَين ركعتَين؛ لِما رواه ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنّه قال: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى).[رواه مسلم]، وأختلفوا في جواز صلاتها دون السلام بين كلّ ركعتَين؛ فذهب الحنفية إلى جواز صلاة التَّراويح كاملة بتسليمة واحدة، في حين رأى الشافعية بُطلان صلاة من صلّى أربع ركعات بتسليمة واحدة إن كان فعل ذلك مُتعمِّداً، وكذلك اعتبر الحنابلة أنّ من قام بعد الركعة الثانية عليه أن يرجع ليُسلّم، فإن لم يفعل بَطلت صلاته، ويرى المالكية أنّه يُندَب للمُصلّي السلام بعد كُلّ ركعتَين، ويُكرَه السلام بعد كُلّ أربع ركعات، كما يُشرَع جلوس الإمام للاستراحة بعد كُلّ أربعِ ركعات منها؛ ليُفسِح المجال للناس لِشُرب الماء، أو غيره، وتجوز لهم قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرّات في كلّ استراحة.*

*▪️يسلَّم في صلاة التَّراويح من كلِّ ركعتين لحديث النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (صلاة الليل مثنى مثنى). رواه البخاري، أمَّا وقتها فهو بعد صلاة العشاء وتختتم بصلاة الوَتر، لأنَّ وقت الوَتر كما أخبر أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الوِتْرِ ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر) رواه الترمذي، فإن كان له تهجد جعل الوتر بعده لقوله رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اجعَلوا آخرَ صلاتِكم باللَّيلِ وترًا). صحيح أبي داود، وهذا أمرٌ للنَّاسِ أن يَجعَلوا آخِرَ صَلاتِهم في صَلاةِ النَّافلةِ إذا ما أرادوا أن يَنتَهوا مِنها لِنَومٍ أو لِدُخولِ الفجرِ، "وترًا"، أي: يُنْهُون صَلاتَهم بصلاةِ الوِتْرِ بركعةٍ واحدةٍ أو عددٍ فَرديٍّ.*

*▪️وقد وردت كيفيّة الصلاة عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، ومَن جاء بَعدهم من التابعين؛ فالمُسلم يبدأ بالطهارة، وسَتر عورته، ثمّ يستقبل القِبلة بوجهه، ويتوجّه إلى اللَّه تعالى بقلبه مُخلصاً عمله له، ثُمّ يبدأ الصلاة بتكبيرة الإحرام؛ فيقولها بلسانه: "الله أكبر"، ثُمّ يقرأ بسورة الفاتحة، ويقرأ بعدها ما تيسّر له من القُرآن الكريم، ثُمّ يركع حتى يطمئنّ في رُكوعه، ثُمّ يرفع من الرُّكوع حتى يطمئنّ وهو قائم، ثُمّ يسجد على أعضائه السبعة، وهي: اليدَين، والرِّجلَين، والرُّكبتَين، والوجه، ثُمّ يرفع من سُجوده، ثمّ يسجد مرّة أُخرى، وبعد الانتهاء من السجدة الثانية يكون قد أنهى الركعة الأولى، ثُمّ يقوم للركعة الثانية، ويفعل كما فعل في الركعة الأُولى، وفي آخر الصلاة يجلس للتشهُّد والصلاة على النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمّ يدعو بما شاء من الدُّعاء، ثُمّ يُسلّم عن يمينه وشماله ممّن بجانبه من الملائكة والناس.*

*وقت صلاة التَّراويح :*
➖➖➖➖➖
*▪️يبدأ وقت صلاة التَّراويح بعد الانتهاء من صلاة سُنّة العِشاء وقبل الوِتْرِ، ويمتدُّ وقتها إلى أذان الفجر الثاني، ومن صلّاها قبل العِشاء لزمته الإعادة؛ لأنّها من السُّنَن التابعة للفريضة، فلا تُؤدّي إلّا بَعدها، كما لا تصحُّ صلاتها بَعد الفجر؛ لِفوات وقتها، وهي من الصلوات التي لا تُقضى بعد خُروج وقتها، وصلاتها بعد فرض العِشاء وقبل السنّة جائز، إلّا أنّ الأفضل القيام بها بعد السنّة.*

*أشتراط النيّة في صلاة التَّراويح :*
➖➖➖
*▪️يُعَدّ تعيين النيّة لصلاة التَّراويح شرطاً عند الشافعية، والحنابلة، وبعض الحنفية؛ فلا تجوز عندهم الصلاة دون تحديد النيّة؛ إذ ينوي المُصلّي أداء قيام الليل في رمضان؛ لأنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ).[رواه البخاري]، وقد بيّن الحنفية أنّ صلاة السنّة لا تجوز بنيّة مُطلَقة دون تحديد، أو بنيّة صلاة التطوُّع، إلّا أنّهم أختلفوا في حُكم تجديد النيّة بعد كُلّ سلام، أو بعد كُلّ ركعتَين على قولَين؛ بين الجواز، وعَدَمه، والأفضل عندهم أشتراط النيّة بعد كُلّ ركعتَين؛ لأنّ المُصلّي يخرج من الصلاة، ويبدأ صلاةً جديدة بعد السلام، ويرى الحنابلة استحباب تجديد النيّة بعد كُلّ ركعتَين، وهذا بخلاف المالكيّة الذين لم يشترطوا نيّة تعيين لصلاة التَّراويح.*

*القراءة في صلاة التَّراويح :*
➖➖➖
*▪️رأى الحنفيّة، والحنابلة أنّ من السنّة خَتم القُرآن في صلاة التَّراويح، وذلك لتحقيق سماع القُرآن كاملاً في صلاة التَّراويح، في حين يرى المالكية، والشافعية أستحباب ختم القُرآن في صلاة التَّراويح، وتجوز للإمام قراءة سورة واحدة في جميع صلاته وإن كان ذلك بِخلاف الأولى، وقد ذهب المُعاصرون، ومنهم الشيخ ابن باز إلى أنّ الأمر في ذلك واسع؛ إذ يجوز للإمام أن يقرأ ما شاء من القُرآن بشرط عدم الإخلال بصحّة الصلاة، ومُراعاة أحوال المُصلّين، وإن كان الأفضل خَتم القُرآن في الصلاة.*

*▪️قال الإمام النووي في الأذكار: (وأمَّا القراءة، فالمختار الذي قاله الأكثرون وأطبق النَّاس على العمل به أن تقرأ الختمة بكمالها في التَّراويح جميع الشهر، فيقرأ في كل ليلة نحو جزء من ثلاثين جزءاً، ويستحب أن يرتل القراءة ويبينها، وليحذر من التطويل عليهم بقراءة أكثر من جزء).*

*الوَتر بعد صلاة التَّراويح :*
➖➖➖
*▪️يُسَنّ للمُسلم أن يبقى مع الإمام حتى يُصلّي الوَتر، وإذا أراد الصلاة في آخر الليل، فإنّه يُصلّي ما شاء، ويكفيه الوَتر الأوّل الذي صلّاه مع الإمام، ويجوز له إذا نوى القيام بعد ذلك أن ينوي أداء صلاة التَّراويح عندما يُؤدّي الإمام صلاة الوَتر، وعندما يُسلّم الإمام فإنّه لا يُسلّم معه؛ إذ يقوم ويأتي بركعة أُخرى، ويُوتِر في آخر الليل.*

*فَضل صلاة التَّراويح :*
➖➖➖➖➖
*▪️أجمعَ العُلماء على أنّ حُكم صلاة التَّراويح سُنّة عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا عِبرة بالأقوال التي تقول بغير ذلك؛ لأنّها شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة، وتُصلّى في كُلّ ليلة من ليالي رمضان؛ فلا يتحصّل قيام رمضان إلّا بقيام جميع لياليه، وممّا جاء في فَضل صلاتها أنّها سبب في مغفرة الذُّنوب؛ لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ).[ رواه الألباني]، كما أنّ من صلّاها مع الإمام وبقيَ معه حتى ينصرف، كَتب اللَّه تعالى له أجر قيام الليل جميعه، قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلةٍ).[رواه الألباني].*

*▪️ختاماً .. إنَّ المواظبة والالتزام بصلاة التَّراويح تكسب المؤمن فرصة لسماع وتدبر القرآن الكريم كاملاً خلال هذا الشهر الفضيل، كما أنَّها تقرّب إلى اللَّه عزّ وجل بكثرة الدُّعاء والقنوت والرّكوع والسجود والتكبير والتسبيح.*

*المصادر :*
-------------
*(١) قصة صلاة التَّراويح - موقع بصائر - 8 أغسطس 2011*
*(٢) متى شرعت صلاة التَّراويح؟ - موقع عربي - 10نوفمبر 2019*
*(٣) كيف تصلى صلاة التَّراويح - موقع موضوع كوم*