مقالات وآراء

السبت - 02 أغسطس 2025 - الساعة 02:41 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب/د. أنور الصوفي

كانت زيارة فتحي بن لزرق إلى البنك المركزي زيارة عادية، ولم تحمل في طياتها عصا سحرية، ولكنها كانت زيارة كشفت المستور، فعندما غنى أبوبكر سالم لا أفتش مغطى ولا غطي على مفتوش، جاء بن لزرق ففتش المغطى، وقال للجميع: هاهو الفساد وهاهم أربابه، فأصبح الفساد عاريًا يراه الجميع.

147 مؤسسة تنخر في جسم هذا الوطن، ولم يسمع الرئيس بهم، ولم يسمع بهم نوابه، فقد جاء معين وراح، وجاء بن مبارك وراح، وجاء بن بريك وخرج بوعد أيام الانتظار التي هي أقل من مؤسسات الفساد نفسها، ولم ينطق أحدهم بهذه المؤسسات التي نخرت جسم هذا الوطن.

انتشر المضاربون بالعملة في هذا الوطن كما تنتشر الحصبة في جسم الطفل، فأنهكت الوطن ودمرت اقتصاده وعملته، وأصبحت عملتنا بمثابة ورق على طاولة القمار.

لم نعد نبالي بتحركات الرئيس ونوابه ولا بن بريك ووزرائه وأصبحت متابعتنا محصورة في قلم الإعلامي الرائع فتحي بن لزرق، حتى الرقابة هو من أخذ بزمام المبادرة، فأي مخالفة وتجاوز في السعر لا نرفع مظلمتنا إلا إليه، فهو من سينصف المواطن أما كذبة الرئيس ونوابه والحكومة فقد ملها المواطن.

بن لزرق يتحرك بأقل التكاليف، فلا مواكب ترافقه، ولا ميزانيات ترصد لتحركاته، ولا يحمل صفة مسؤول، ولكنه بالنسبة للمواطن يمثل لهم الأمل وبصيص الدولة التي مازال المواطن يراها في قلم هذا الرجل المنقذ.

أصبح الفاسدون يخافون من زيارة بن لزرق ولا يبالون بزيارة الرئيس ونوابه، فالمواكب تنبههم بقدوم أولئك المسؤولين أما بن لزرق فلا موكب أمامه ولا من خلفه، ولا يسير عن يمينه ولا عن يساره المرافقون، فرفيقه في كشف الفاسدين هو قلمه، ويا له من قلم فهو بمثابة سيف مسلط على رقاب كل الفاسدين.

لقد تحدثنا عن فساد بعض المؤسسات الإيرادية ولكن لم نك نعلم ولم يكن يخطر ببالنا أن العدد كبير إلى هذا الحد، ولكن بن لزرق جابها من الأخير، وفتش المغطى الذي لم يفتشه المرحوم أبوبكر سالم، أما المفتوش فهو على عينك يا مسؤول.

حتى نلتقي مع أسماء تلك المؤسسات ومن يديرها ننتظر الأستاذ فتحي بن لزرق ليمتعنا بهم، ولتكن البداية مع المؤسسات التي إيراداتها بالمليارات، ونقول لبن لزرق سر ونحن معك، غربل الفساد ونحن معك، فالفاسدون سرعان ما ينهارون فهم كبيت العنكبون، فبأقلامنا سندمر تلك البيوت التي عشعش فيها الفساد.