عربية وعالمية

الأحد - 17 أغسطس 2025 - الساعة 03:51 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

لم تحقق قمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي عقدت يوم الجمعة في ألاسكا، أي تطور ملموس حيال الأزمة الأوكرانية، إذ لم يطرح الزعيمان جديدا حول وقف إطلاق النار، رغم تأكيدهما وجود نقاط توافق وتبادل عبارات ودية.

ترامب، الذي غالبا ما يصف نفسه بأنه صانع صفقات بارع، فتح المجال أمام بوتين لزيارة قاعدة ريتشاردسون الجوية الأمريكية للمرة الأولى منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، حيث استضافت القاعدة القمة.

وجاء إعلان انتهاء المحادثات بشكل مفاجئ بعد مرور 3 ساعات فقط على بدايتها، إذ ظهر الرئيسان في مؤتمر صحفي مشترك تبادلا فيه كلمات الثناء من دون الإجابة عن أسئلة الصحفيين، في خطوة غير معتادة على صعيد التعامل الإعلامي الأمريكي.

“لم نصل بعد إلى الحل”
وأفاد ترامب خلال المؤتمر، قائلا: “لم نصل بعد إلى الحل، لكننا أحرزنا بعض التقدم. لا اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق”، ووصف الاجتماع بأنه “مثمر للغاية”، مشيرا إلى وجود توافقات في “الكثير من النقاط”.

وأضاف: “لم يتبق سوى نقاط قليلة، بعضها غير مهم ربما، وقد يكون أحدها هو الأهم”.

بوتين من جانبه تحدث بشكل عام، وقال: “نأمل أن يفضي التفاهم المشترك الذي تحقق إلى فتح الطريق للسلام في أوكرانيا”، وبينما كان ترامب يلمح إلى إمكانية عقد لقاء ثان، ابتسم بوتين مخاطبا إياه بالإنجليزية: “المرة القادمة في موسكو”.

ورأى بوتين أن الحرب في أوكرانيا لم تكن لتقع لو كان ترامب رئيسا بدلا من جو بايدن. أما ترامب فعبّر مجددا عن امتعاضه لما وصفه بـ”الخدعة” المتعلقة بتدخل روسيا لصالحه في انتخابات 2016، مستشهدا بتقارير الاستخبارات الأمريكية التي تدعم تلك النتيجة.

وتباين استقبال بوتين الودي مع انتقادات ترامب الحادة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال لقائهما السابق في البيت الأبيض.

ترامب كان قد تحدث عن رغبته في اجتماع ثلاثي يضم زيلينسكي، لكنه لم يتم الإعلان عن لقاء من هذا النوع خلال القمة، وأكد أنه سيجري مشاورات مع زيلينسكي وقادة الناتو، الذين أبدوا قلقهم من اتصالات الرئيس الأمريكي مع روسيا.

وفي تصريح لقناة “فوكس نيوز”، أوضح ترامب أن الأمر “بات الآن على عاتق الرئيس زيلينسكي”، وعدّ تقييمه للقمة “عشرة من عشرة”، وبعدما هدد روسيا قبل القمة بعواقب وخيمة في حال عدم قبولها وقف الحرب، صرح عقب المحادثات بأن نتيجة اليوم جعلته غير مضطر للتفكير في ذلك حاليا.

بوتين يحذر الحلفاء الغربيين
من جهته، حذر بوتين كييف ودول أوروبا من وضع عقبات أمام عملية السلام أو محاولة تعطيل التطورات الراهنة عبر الاستفزازات أو المكائد.
وكانت قد بدأت التحضيرات للقمة قبل أسبوع فقط بدعوة مباشرة من ترامب لبوتين، مع ترتيبات خاصة لأول لقاء شخصي بينهما منذ عام 2019.

وصل الزعيمان بطائرتيهما الرئاسيتين إلى القاعدة، وصفق ترامب أثناء ظهور بوتين، واستعرض الجيش الأمريكي قدراته بتحليق قاذفة “بي-2” الشبح.

مكاسب روسية على الأرض الأوكرانية
على صعيد الميدان، أحرزت القوات الروسية مكاسب جديدة تعزز موقف بوتين في أي مفاوضات مقبلة، رغم إعلان أوكرانيا استعادة قرى عدة تزامنا مع وصول الرئيس الروسي.

وشدد ترامب على عزمه الحفاظ على موقف صارم تجاه بوتين، بعد انتقادات تلقاها خلال قمة هلسنكي عام 2018، وخلال رحلته إلى ألاسكا، أعلن البيت الأبيض إلغاء لقاء منفرد مع بوتين، مفضلا حضور وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف إلى جانبه.

من ناحيته، لم يشارك زيلينسكي في المحادثات، ورفض الضغوط الأمريكية بشأن المناطق التي سيطرت عليها روسيا.

وقال في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “حان الوقت لإنهاء الحرب، وعلى روسيا أن تتخذ الخطوات اللازمة. نحن نعتمد على أمريكا“.