مقالات وآراء

الثلاثاء - 02 سبتمبر 2025 - الساعة 02:27 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/المقدم ركن علي الوليدي*

أعتقد أن موقف البنك المركزي لم يكن سلبيًّا كما يظن البعض، بل إن صمته كان إيجابيًّا، وإجراءاته التي أعلن عنها في تصريح أمس كانت سليمة ومدروسة.

فأين تكمن الإيجابية؟
الإيجابية تكمن في أنه دفع المواطنين وشركات الصرافة إلى الاستفاقة، وأشعرهم بأن الواقع تغيّر، وأن المرحلة لم تعد كما كانت سابقًا. و أن كلمة الفصل والقرار بيد جهة واحدة، إسمه البنك المركزي وأن قراراته ثابتة لا تتزحزح،
و البنك المركزي،يقود المرحلة وفقاً لمؤشرات وبيانات ومعلومات دقيقة ومدروسه وليس بناءً على رغبات أو أهواء

وهي رسالة لتلك الجهات المختلفة أن تراجع أفكارها، وأن تتخلى عن نظريات المؤامرة والاناءه ، والتكسب السريع على حساب اقتصاد الوطن ومستقبله
اليوم لن تستطيع التأثير على قرارات البنك المركزي أو توجيهها كما كان يحدث في السابق.
إنها رسالة إيجابية لاستعادة البنك المركزي هيبته ومكانته، وللتأكيد على قوة قراره.
ويجب على الجميع، من مواطنين وشركات صرافة، أن يضعوا ذلك في عين الاعتبار.
إنها أيضًا رسالة واضحة
يقولها البنك المركزي للجميع بأنه معنيٌّ بحماية أموال المواطنين، وعلى الجميع الالتزام والتقيد بما يصدر عنه من تعليمات.

أما بخصوص من يطالب شركات الصرافة بإعادة فروقات الصرف للمواطنين، فالحقيقة أن تلك العمليات تمت برضا الطرفين وبقناعة كاملة، ولا يمكن اعتبار أن هناك طرفًا مُجبرًا أو مظلومًا. البنك المركزي سبق أن منح شركات الصرافة حرية شراء العملات بأقل من السعر الرسمي، لكنه حظر عليهم الشراء بأسعار تفوق تسعيرته الرسمية.
وسبق أن أصدر قرارًا يقضي بأن لجنة استيراد الموارد فقط هي الجهة المخوّلة بصرف العملة الصعبة.
وبالتالي فإن استعادة تلك المبالغ إلى البنك المركزي وشراؤها من الصرافين بهامش ربح محدد يتماشى مع قرار البنك المبني المضاف إلى قيمة شراءها واعتباره ملك للبنك
لمعرفته بالجهة التي باعت للصرافين العملة

ولو افترضنا أن مصدر تلك الأموال مجهول، فمن الطبيعي أن يتخذ البنك المركزي الإجراءات القانونية اللازمة بحق من خالف .

الخلاصة:
ما حدث كان محاولة لضرب البنك المركزي والتشكيك في خطواته، لكن البنك كان يقظًا، وردّ الضربة على أصحابها، بل حولها إلى ضربة مرتدة قوية. واليوم يمكن القول إن البنك المركزي خرج من غرفة الإنعاش، وتماثل للشفاء، وهو الآن في وضع صحي وذهني وقيادي ممتاز.

لذا، من حقنا أن نقول: البنك المركزي أقوى من أي وقت مضى، وقد كسب مناعة إضافية تحصنه من محاولات الإرباك والتشكيك ويمشي بخطاء واثقة
ومدرسة وصحيحة ولا يمكن لها أن تعود للخلف وعلى من لإزال في نفسه شك قبل هذه الخطوة
فهذا الموقف كافي أن له أن يقتنع ويلحق بالركب ويتفاءل بالمستقبل القريب المشرق بإذن لله.

*مقدم ركن/ علي محمد الوليدي
مدير الشؤون المالية إدارة أمن محافظة أبين