حوارات وتحقيقات

الأحد - 18 نوفمبر 2018 - الساعة 12:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

«الوطن العدنية»كتب/صالح احمد

على إمتداد اليمن الجغرافي تتوزع المأسي ويقع الموت القاتم التي لما تبارح باطن الارض وتظل متربصة بحياة تزهقها .
هذة الالغام التي تفنن العالم في صنعها واقبلت اطراف الصراع في اليمن على غرسها في كل بقعة ترائت لهم .
فعلى الرغم من ان اليمن من اولى الدول العربية التي وقعت على اتفاقية " اوتاوا " لتحريم إستعمال ونقل وتخزين الالغام المضادة للأفراد نرى ان الحوثيين استخدموها بكثرة وكثافة في نطاق التجمعات السكنية بل ظهرت حالة الإستخدام المزدوج لها مع الالغام المضادة للمركبات لإيقاع اكبر ضرر .ولكن المأساة تكمن في ان استخدام الالغام والعبوات الناسفة في الصراع اليمني لم تراعي قواعد القانون الدولي الإنساني في حماية غير المشاركين في الحرب وإستخدام الالغام في تعزيز قوة اطراف الصراع.
كما ان الآثار المباشرة لها خلال سنوات الحرب الاربع الماضية كانت كبيرة في اليمن مقارنة بحالات مشابهة .حيث حصدت الالغام اكثر من ١٤٠٠ قتيل و ٦١٨٠ جريحا وهي نسبة مرتفة بسبب إستخدام الالغام المزدوجة والعبوات المموهه .كما ان اغلب نقاط المواجهات المسلحة بين الاطراف كانت في اغلبها في المناطق السكنية والمناطق المحيطة لها او في مناطق الانشطة الاقتصادية لسكان تلك التجمعات.
وهذا الامر قد يجعل فاتورة ضحايا الالغام مفتوحة لفترة طويلة من الزمن.
كما ان تعطيل كثير من الامكانيات الاقتصادية والبشرية والطبيعية قد يكون تأثيره كبير على الاقتصاد في المراحل التي قد تلي انتهاء الصراع.
وعلى العموم فإن الالغام كألة من الآلات الحربية تبقى التهديد الحقيقي حتى بعد انتهاء الحرب.
لذا نرى ان إجتهاد كثير من الجهات الدولية والانسانية في معالجة مترتبات تلك الكارثة هي المعيار لمدى السيطرة على اضرار تلك الالغام .
ولعل مشروع " مسام" لنزع الالغام التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة يعتبر العلامة الفارقة التي قد تضع هذا الخطر في متناول السيطرة عليه تدريجيا.

وكما نتمنئ ازاحه هذا الخطر عن المجتمع اليمني مستقبلا الذي جنئ للبلاد والعباد الويلات.


صالح احمد..