قصص الشهداء

الثلاثاء - 27 نوفمبر 2018 - الساعة 10:53 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_محمد كمال الضالعي


في ليلة مقمرة من ليالي المدينة الساحلية المسالمة عدن وبتاريخ ٢٧ /١١/٢٠١٧ قرابة الساعه ١٠:٤٥ pm كانت الدقائق تمضي ثقيلة وإذ بلحظة سكون شلت الثوان فيها انفجرت عبوة الغدر والخيانة لتلتهم ببارودها الأسود ونيران حقدهم الدفين جسم وبدن الشهيد كمال الضالعي "الكمال بصفاته وأخلاقه وشجاعته ومروءته"
لتفتك وتهدم معول حياةالشهيد الحي ، فبعد تلك اللحظة تلوث هواء عدن بالظلم والغدر ، حيث ودعنا فيها أحلم أب حنون وفقدنا فيها رجل شهم كريم يتذكره الجميع بكل مواقفه البطولية والانسانية وضحكته الجميلة التي أسرت الجميع ممن عرفه ..
هذه بعض صفات "الكمال" بعض صفات الشهيد / كمال علي محمد الضالعي والدي ومستندي الذي استشهد في تلك الليلة الحالك ظلامها ، فقد كان قبل الحادثة بساعة في المنزل الصغير وكان بمثابة الضوء المنير لنا وللمنزل والأسرة قاطبة ، كان يلاعب طفلته الرضيعة حينها ولم يكن يعلم بأن تلك اللحظات ستكون آخر ساعة له بطفلته ، وانه لن يستطع على تحقيق الاحلام التي رسمها مع طفلته وأطفاله وأسرته، وحتى تلك الوردة "الطفلة الرضيعة" لم تكن تعلم بأن هذه أخر لحظاتها وضحكاتها بوالدها الحنون وأنها سوف تكبر يتيمه بدونه أو أن أباها سيخرج بلا وداع ولا عودة..

خرج أبي من المنزل بعد أن سمع نداء الواجب من رفيقه /أديب العيسي الذي هو الآخر قد تلقى تهديدات من عناصر إرهابية لاتعرف سوى لغة الموت والدمار والدماء ليلقى ربه بعد أن وصل منزل العيسي بإنفجار غادر وآثم وجبان ..

علما بأنه قد تم كشف عبوة خارج المنزل في صباح ذلك اليوم من قبل حراسة منزل العيسي وبعد وصول أبي بدقائق إلى مكان الحادث وسط ديوان منزل أديب وبعد أن زال وتبدد الخوف من الجميع بقدومه وبدأت ضحكات شهيدنا تجول في جنبات المكان ،
إنفجرت عبوة الموت الناسفة والتي وضعت بجانب مجلس المنزل وبالقرب من أبي الشهيد .

لم يكن بالحسبان تصور ماحدث ونحن في منزلنا الذي خرج منه الشهيد والدي ننتظر عودته بفارغ الصبر ولكنه لم يعد بل عاد إلينا خبر فاجع وموجع في تلك الليلة الباردة والتي رحل فيها الدفئ والحنان ورحلت معها ضحكة الأب الشامخ والمناضل الإنسان ..

وبعد ليلة مريرة أشرقت شمس يوم جديد ، لم يكن أبي موجود فيها فما أقساها من لحظات أغمضت فيها عيني على أمل أن يكون ماحدث كابوس ليس له في الواقع وجود ولكن فتحت عيني لأجدها حقيقة لم يتغير مما تخيلته بشيء..


عندها شيعنا جثمان الشهيدين قاسم العيسي الذي استشهد داخل المنزل أيضا وشهيدنا كمال الضالعي واختلط في ذلك اليوم دم الضالع و أبين ولم ارى إلا كفنه الأبيض فقط بعد أن ضاعت ملامحه بشكل لن استطع وصفه وتخيله ،، وشارك الكثير من الأحباب والأصدقاء و قيادات المقاومة في التشييع وودعت أبي إلى مثواه الأخير وسط كثير من الأسئلة التي كانت تدور في أذهاننا عن الحادثة الارهابية تلك وعن القتلة ولكن بعدها بأيام علمنا ببعض التفاصيل وأنه قد تم القبض على المتهم والتحقيق معه واعترافه وكشفه للعصابة التي حاكت ونسجت وخططت للجريمة ولكن تفاجئنا كأسرة للشهيد بعد مدة بهروب المتهم و العصابة من السجن وإلى يومنا هذا ونحن لا نعلم كيف هربوا وإلى أين ؟؟


وفي الأخير لايسعنا إلا أن نلجأ إلى الله ونترحم على الشهيد وعلى بقيةالشهداء ونشكر كل من وقف معنا في مصيبتنا ، وإنا لله وإنا إليه راجعون..!