حوارات وتحقيقات

الإثنين - 22 يوليه 2019 - الساعة 06:18 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتبه/ أحمد بلحاف

السعودية منذ قدومها الى مخافظة المهرة وهي تحاول ان تحظى بقبول المجتمع المهري لها ، الا ان تصرفاتها ورغبتها الجامحه في ان تحتل هذه المحافظة الآمنه جعل كل ابناء المهرة ينتفضون امام اطماعها رافضين تواجدها العسكري وذلك من خلال الاعتصام السلمي لأبناء محافظة المهرة

وفي الآونه الأخيرة تصاعدت وتيرة الاحتجاجات حيث كانت الغيظة مع موعد للقاء الجماهير في جمعة الخامس من يوليو 2019م والتي كانت بمثابة استفتاء شعبي كبير فيه رفع ابناء محافظة المهرة صوت الرفض للتواجد السعودي ومطالبة الشرعية بإقالة راجح باكريت و إحالته للتحقيق بالجرائم التي ارتكبها ، و تلتها جمعة الثاني عشر من يوليو 2019م فيها قامت لجان شعبية بتنظيم فعاليات ووقفات احتجاجية كبيرة في خروج متزامن للمحتجين في عدد من مديريات ومناطق المحافظة التي يتواجد فيها المعسكرات والمليشيات السعودية ، حيث كانت الوقفات امام هذه المعسكرات التي أسستها السعودية وتمولها وتضاييق بها المواطنين في مصالحهم العامه وتستهدف أمن وأستقرار هذه المناطق .

المجتمع الدولي منظمات ودول وهئيات لاحظ باهتمام خروج الشعب في محافظة المهرة المُعبّر عن رأيه في رفض الوجود السعودي وبدأ يضع علامات استفهام وخطوط حمرا على وجود القوات السعودية ودعمها للمليشيات والخارجين عن القانون ، وبدأت الرسائل والتساؤلات على المستوى الدولي تتجه الى السعودية ..ماذا تفعل السعودية في محافظة المهرة ؟؟ التي ظلت آمنه وهادئه حتى تغلغلت فيها القوات السعوديه العسكرية ومليشياتها التي تثير الفوضى و الفتنة وتغذية الصراعات بداخلها والانقلاب على مؤسسات الدولة الشرعيه .

هنا ..حاولت الرياض البحث عن مبررات لفشلها و علقت ذلك على دول اخرى و عملت على تحريك ادواتها ومكاينها الاعلامية لتوجيه الاتهامات إلى سلطنة عُمان وقطر بانهما تقفان خلف احتجاجات ابناء محافظة المهرة (الاعتصام السلمي )، فكان لقاء السعوديين في مطار الغيظة مع قلة ممن يعملون مع راجح باكريت ان يتبنوا فكرة إقامة احتجاجات ضد سلطنة عُمان و قطر في الغيظة وتم الترويج لها إلا ان الواقع كان يقول غير ذلك وفشلت خطة المطار حيث لايوجد لدولتين المذكوره اي تواجد في الاراضي اليمنية فمن غير المعقول ان تحتج على تواجد من ليس موجودا بما تدعي !!

لم تكتفي الرياض و لازلت تحاول باصرار ان تعلق فشلها وتُبرر تدخلها من خلال ادواتها لمهاجمة سلطنة عُمان التي يرى فيها ابناء محافظة المهرة انها الحضن الدافئ لهم ولكل اليمنين ونقطة التقاء كبيرة تاريخياً وجغرافياً و امنياً حيث عبر كثير من ابناء محافظة المهرة من السياسين والناشطين والشخصيات الاجتماعية عن رفضهم للحملات التي تستهدف سلطنة عُمان التي ساهمت منذ فترات طويلة بدعم انساني وتنموي في محافظة المهرة واليمن عموما .

الرياض وفي إطار التوجيهات المستمرة لايجاد مبررات تدخلها الفاشل في المهرة الذي ابطله المعتصمين باحتجاجاتهم السلمية تعمل على الاستمرار في مهاجمة دول الجوار مرارا وتكرارا وتحديدا سلطنة عُمان فحشدت ذبابها الالكتروني والاسماء المستعارة والمواقع المموله من قبلها وادواتها واذنابها لتشن حملاتها على مسقط باتهامها انها تدعم المحتجين إلا ان الاخيرة لم يثبت عليها اي علاقة في ما يُروج له الذباب الالكتروني التابع لرياض ، وتزامن ذلك التحشيد والاعداد ظهور راجح باكريت عبر القناة التلفزيونية (الحدث) يهاجم المعتصمين واصفاً اياهم بالخارجين عن القانون ويتناسى ان القانون اليمني يكفل الاعتصامات السلمية ، وفي الاطلالة ذاتها التي ويبدو انها تم تحضيرها جيدا من قبل اسياده في الرياض هاجم باكريت مسقط وفي الوقت ذاته كان يناقش نائبة امين عام المجلس المحلي سالم نيمر مع السلطات العمانية في ظفار تبني عُمان مشاريع ضخمه في مجال الطرق والكهرباء ، وكان باكريت قد ظهر قبل أشهر قليلة على تلفزيون ابوظبي يؤكد انه لا يوجد اي تهريبات او تدخلات عمانية في المهرة غير الدعم الانساني والتنموي وما قاله عن عُمان على تلفزيون ابوظبي هو الصحيح الذي أكده السكان في محافظة المهرة .

مواقف واراء :

رفض ابناء محافظة المهرة كل تلك التصريحات التي فيها إساءة لسلطنة عُمان معتبرين ان كل تلك الحملات مصدرها الرياض وتشوه سمعة المهرة من خلال اسماء مستعارة او باستغلال ظروف قلة من الناس غير الواعيين لدفع باسمائهم في حملاتهم المغرضة ، وعبّر السياسين والشيوخ والناشطين والكوادر والشعراء والادباء عن رفضهم لكل ما يسيء لسلطنة عُمان ومنها :

- صرح الشيخ / عبدالله بن عيسى آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى رافضاً الإساءة إلى ‏سلطنة عمان حيث قال على موقعه في تويتر : سلطنة عمان الجار الوفي الذي ظل يقدم لأبناء محافظة المهرة كل الدعم والمساعدة في مختلف نواحي الحياة منذ الازل , لا نقبل الإساءة إليها أو المساس بها.

- وفي ذلك أيضا و عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك قال الشيخ محسن علي ياسر :

قناة الحدث لم تكن موفقة بالامس والاتهامات التي كالتها وواضح الضغوطات التي من خلف تصريحات الشرعية وشطط السلطة المحلية في المهرة للاسف الشديد وتناقض الاقوال الجديدة مع ما سبقها من اقوال في قنوات سابقة
المهرة بحاجة الى جيرانها جميعا وتحتاج الى الرصانة وعدم الخفة ولاتحتاج الى هذا النوع من التصعيد وتصوير الاشياء بما لاتحتمل والدنيا بخير

- وتحدث رئيس لجنة اعتصام المهرة الشيخ / عامر سعد كلشات قائلا: أنه من العيب أن نسمي باكريت محافظ لأن المحافظ يحافظ ويبني وهذا يدمر ويخرب محافظته مستنكرا تصريحات باكريت الأخيرة والتي تهجم بها على سلطنة عمان والتي تهتم بالشأن اليمني والتي فتحت حدودها للجرحى اليمنيين ولا تتدخل في شؤون المهرة ولا لها أي مغزى وتقدم الدعم للمهرة بحسن الجوار بعكس التحالف السعودي الإماراتي.

- وقد وضّح "الوزير اليمني" أحد شيوخ وقيادات محافظة المهرة الشيخ/ محمد عبدالله كده في تصريح سابق لأحد المواقع الاخباريه أن اتهام سلطنة عمان بتهريب السلاح للحوثيين عبر المهرة تهمة كاذبة، مستبعدا في الوقت ذاته أن تغامر بسمعتها وتمد الحوثيين بالسلاح وليس لها أطماع أو أجندة للتوسع في المهرة وأشار إلى أن هناك فرق كبير بين الحضور العماني والسعودي في المهرة فالسلطنة تدعم عدة خدمات عبر السلطة المحلية وبدون شروط مسبقة أو أجندة ولم تحضر جيشها إلى المهرة ولم تأتي بأحد من مواطنيها ليدير المحافظة أما السعودية فقد حولت مطار الغيضة إلى ثكنة عسكرية وقواتها تتدخل في المنافذ.

- وعبّر أبناء مناطق فرتك عن استيائهم من التصريحات غير الصحيحة وقالوا في بيان أصدره ملتقى أبناء فرتك :
إن "كل ما قاله باكريت في تصريحاته الاخيرة لا أساس له من الصحة". وأوضح أن الهدف من هذه التصريحات هو "تشويه سمعة المهرة وشخصياتها ورموزها الوطنية وتشويه لصورة سلطنة عمان الجارة الوفية ولدورها الايجابي ودعمها السخي في محافظ المهرة". وأشار البيان إلى أن "مثل هذه التصريحات من محافظ المهرة لا تمثل أبناء المهرة الشرفاء و الغيورين وكل ماقاله باكريت مردود عليه جملةً وتفصيلاً".

-ويقول الشاعر المعروف بمحافظة المهرة علي القميري(ابو حسين ) ردا على تلك الإساءات والمغالطات الموجهه نحو سلطنة عمان :

وعمان والله مننا ماتستحق
الا الثنا والشكر بعد الاهتمام
دائم مكارمها تلوح في الافق
واللي نكرها بانحمله الملام
لانه جحود وبالحقيقه مانطق
والحقد ماخلف وراه الاحطام
والآن ياالمرسول مني انطلق
لعمان شعب وارض بلغهم سلام
واحمل الى قابوس فكاك الحلق
كل المؤده والوفاء والاحترام
اللي بحكام العرب ماقد خلق
مثله ولاشفنا شبيهةفي الانام
وافي وخيره داخل المهره سبق
ملموس في الواقع ولاهو بالكلام

-وخلال هذا العام قدمت الهيئة العمانية للأعمال الخيرية كثير من المشاريع والدعومات الإنسانية والتنموية في شق الطرق وتبني المستشفيات(تاثيثها وتزويدها بالمعدات والدواء ومكافأت العاملين بشكل شهري) بمحافظة المهرة وقد كان لمديرية حوف نصيب منها ..و أشاد مدير عام مديرية حوف الأستاذ حاتم عامر سعيد مكي بالدعم الذي تقدمه حكومة سلطنة عُمان الشقيقة لأبناء المديرية في إطار جهودها المبذولة لتحسين مستوى الخدمات الأساسية في مختلف المجالات الخدمية التي تهم حياة المواطنين كالمياه والصحة والكهرباء والإسكان والشؤون الاجتماعية والجوانب الإنسانية والإغاثية وغيرها من المساعدات التي تعكس عمق الجيرة والروابط الاجتماعية الوثيقة .

وهكذا يبادل أبناء محافظة المهرة الوفاء مع سلطنة عمان ويرفضون اي إساءة لها ، و بعيدا عن اي تباين للآراء ووجهات النظر الداخلية يتفق جميع اليمنين وبالخصوص ابناء محافظة المهرة ان عُمان هي العون والسند لهم في كل الظروف والأوقات دون أن تتدخل في شؤونهم او تغذي طرف على آخر ، فتدخلها محصور في الجانب الانساني والتنموي و حاضر بقوة ويستفيد منه أبناء محافظة المهرة وجميع اليمنين دون استثناء ، كما ان هذه المعونات والمشاريع التي تقدمها سلطنة عُمان ليست وليدة اليوم او انها ضمن اي خطط تنافسية او ذات إسقاط سياسي بقدر ما هي جانب انساني يحظى باهتمام من قبل الاشقاء في سلطنة عُمان منذ فترة طويلة بناءً على رؤية صاحب الجلاله السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله و أبقاه و التي تنطلق من حب الخير والسلام والتعايش ومد جسور التعاون الى الجميع دون استثناء .