السبت - 08 فبراير 2020 - الساعة 12:51 ص
كانت وما زالت المملكة العربية السعودية، وعلى مدى عقود، تبذل جهوداً كبيرة لضمان استقرار الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في اليمن، بهدف دعم الشعب اليمني جنوبا وشمالا، والحفاظ على أمن واستقرار بلادنا، وتحقيق التنمية المستدامة فيه ليسير على الخطى التنموية والإيجابية التي تحققها دول الخليج.
التاريخ القديم والحديث يشهد للمملكة مواقفها مع أشقائها في اليمن، فمنذ اندلاع الأزمة في بلادنا بادرت المملكة بتقديم الحلول من البداية، وتمخضت الجهود الدبلوماسية السعودية عن اتفاق المبادرة الخليجية في أبريل 2011 والتي تلاها توقيع صالح والمعارضة في الرياض على اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة السياسية في اليمن نهاية العام 2011، إلى أن تراجع المخلوع ونقض العهد وأدخل ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران لخلق فوضى في اليمن تؤثر على دول المنطقة، وهو ما دفع المملكة ودول التحالف الإسلامي للتحرك دفاعاً عن أمن المنطقة واستقرارها، وصولا إلى اتفاق الرياض الذي من شأنه تمهيد الطريق لحل سياسي للأزمة في اليمن.
وجاء اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي رعته السعودية تتويجاً لهذه الجهود المستمرة من القيادة السعودية لتوحيد صفوف اليمنيين لمواجهة العدو المشترك المتمثل في الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
واتذكر خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في 12 ديسمبر 2016م، الذي ألقاه تحت قبة الشورى، حيث قال فيه: «لن نقبل بجعل اليمن ممراً لاستهداف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها».
وما زالت سياسة المملكة ومنذ عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز، رحمه الله، تقوم على مبدأ الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومبادئ سياستها تنص على حسن الجوار وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للدول الشقيقة والصديقة في حال حدوث الكوارث الطبيعية والحروب الأهلية والأزمات، واليمن حظيت بدعم كامل من المملكة قيادة وشعبا.
في المقابل يجب ان نثني على جهود القيادة السعودية الرامية لإعمار اليمن والمشاريع التنموية التي تنفذها المملكة في المحافظات الجنوبية المحررة، والتي شملت عدة قطاعات حيوية في جميع المحافظات الجنوبية، وفق استراتيجية ورؤية سعودية تهتم بالمواطن الجنوبي أولاً، وتلامس احتياجاته من الخدمات، بهدف خفض معدل البطالة بين أبناء شعبنا، وتحريك عجلة الاقتصاد، واستقرار العملة اليمنية، وذلك عبر تقديمها وديعة بمبلغ 3.2 مليار دولار للبنك المركزي اليمني.
أخيراً : من ينكر جهود المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في دعم استقرار اليمن ، يعتبر جاحد، ونحن أبناء الجنوب لسنا كذلك ، بل أننا مخلصين وصادقين في تعاملنا مع الأخوة الأشقاء في مختلف المجالات.