مقالات وكتابات


الجمعة - 25 يونيو 2021 - الساعة 05:16 م

كُتب بواسطة : حسين سالم السليماني - ارشيف الكاتب



بعد خروج بريطانيامن الجنوب تسلم الحكم ابناءالجنوب ولكن كان الثمن الذي دفعه الجنوبيين اكثر من مما دفعه ابان الاستعمارالبربطاني
اليكم هذه الاعمال
ومنها انهم قضوا على التعدديه الحزبيه التي كانت موجوده وايضا على التنميه ووضعوا قانون الاصلاح الزراعي وحاربوا التنميه من خلال جزء مهم وهم اصحاب الممتلكات التجاريه والاستثماربه

مما جعل الجنوبيين يرجعون الى مسافات بعيده جداً حيث كانوا من الدول النشطه والمتقدمه على مستوى افريقيا وآسيا هنا تنفست سنغافوره واصبحت اليوم من نمور آسيا في الاقتصاد
لكن الثوار اوهمو ذلك الشعب بحياة افضل ووزعو المنشورات بان الماء والكهرباء والسكن مجانا
لكني عايشت جزء منها حيث كنت ادفع رسوم الماء من العداد وكذلك الكهرباء والسكن المجاني في الماء والكهرباء والهاتف لم يتحصل عليه غير الحكام لذلك النظام وذر الرماد في عيون الشعب بان القادم افضل....

اخواني الكرام

من يشيد بتلك الحقبة إما شخص له مصالح برجماتيه انانيه أو شاب ثوري متحمس لم يعرف ماحدث في تلك الفترة .... من استخفاف بالعقول والشعب والتي للاسف لازالت موجده حتى على مستوى الوطن العربي

أعادونا إلى الوراء مائتي عام ؛ عدن كانت حاضرة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وعندما أممت احتفلت سنغافورة بذلك وبدأ الإنتعاش الاقتصادي فيها ؛

عندما يستلم مقاليد الأمور جاهل أو عسكري فابشر بدمار البلد أخلاقيا واقتصاديا ؛ تجد التقدم في تزييف الحقائق وتلميع القائد الملهم وبطل التغيير والتقدم إلى الوراء....

لازالت مقاليد الأمور بيد الغير وأغلب منهم على الساحة ليسوا سوى أدوات... للاسف الشديد على الساحه الجنوبيه
لكن يدعونا العدل للانصاف قال الله تعالى
ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا
فمثلا

سالمين كان شخصية فذة، نزيه نظيفا متواضعا وطنيا محبا للشعب.
كانت فيه نوازع العظمة

كان متمردا على القيادة العامه
ولهذا قتله التنظيم في ليلة ليلاء، واليوم الثاني سار كل شيء في البلاد كأن شيئا لم يكن.
الموظفون داوموا من الصباح الباكر
لم أرى شعب يجلد ذاته الا نحن الجنوبيين، لم نرى شعب يحاكم على نفسه تاركا تاريخه يسرد عليه مواقع مؤلمه من حياته مثل الشعب الجنوبي، و لم نرى شعب في نفس الوقت يعيش الماضي بكل تفاصيله مثلنا نحن، هذا ما يخص السياسيين ومن يناصرهم، يقابلهم آخرين يرون في الماضي كل شي جميل، يحنون الى تلك الأيام التي خلت، يتمنون العيش يوما من ايام دولة الجنوب، وهؤلاء هم جماعة صغيره او كبيره لايهم لكن الاهم كيف نتجنب الوقوع في مستنقع التخلف
لكن حسب نظرتي ان الجميع يعيش في صراع مستمر سواء مع نفسه وذاته او ماضيه وتاريخه.
وهنا ضاع الوطن بين هؤلاء المتعصبون الذين لايقبلون الاخر والمبالغون، ولم نفرق بين الوطن بمفهومه الحقيقي وبين طبيعة الحكم والسلطة.
جمعنا القدر قبل ايام في في مكان واحد الذي نحن جالسين فيه، وكان خليط جنوبيين وشماليين، وكان معنا واحد جنوبي من نوع شريحه واحده يرى في نفسه الحق وباقي القوم في المكان على خطا، المهم بدأ النقاش وقلنا ، اول لقاء شمالي جنوبي بعد معركة الحسم في عدن، ضحك الجميع الا صاحبنا قال نحن مع..... او الموت...(واعني بذلك الطرفين للاسف) ولكن نريد نظام للحياة دون الموت نعيش جميعنا بأمن وسلام
الخلاصة مما سبق اننا معشر الجنوبيين خاصة متعصبين لحد التطرف ، من يحمل فكر سياسي أو عقدي او اي شي منا، منتقمين من ماضينا وتاريخنا، لا نقبل العيش الا مع انفسنا ونحاكم كل من ليس معنا .والمشكله اليوم ان هناك من يريد استنساخ الماضي بكل الإتجاهاته المعارض يدرج مع الخونة والعملاء
النتائج التي جناها الجنوب من التعصب والتشدد ستكون نفس النتائج لحكم الماضي في الجنوب
لم يكن سالمين إشتراكيا حسب فكري بل كان مخالفا ومن أسباب قتله خوف الرفاق أن يحرف المسار لفتحه علاقات مع محيطه ومع الماويه الصينيه لذا شعر المخالفين له ان يد العداله ستصلهم واعني عدالة سالمين
لان الطرف الاخر كانوا غير نزيهيين كلهم إن لم يحصلوا على المال فقد حصلوا على الحكم والسلطة وكان معظمهم بلا بيوت أيام الإحتلال وأصبحوا بعد التأميم من أصحاب الفلل والشقق ومعهم من الإمتيازات لهم ولأسرهم الكثير وكان راتبه قليل لكن يملك نثريات كثيرة وأكبر دليل عند الوحدة اشترى كثير منهم عفاش بسيارة وشقة وقطعة أرض لا مبدأ لهم ولا دين ؟ اعني بذلك ليس التيار الحاكم لان فيه وطنيين لكن اعني الصفوه الحاكمه
اخواني الكرام
ليكن حوارنا منطقي لاشك إن هناك تصرفات وأحداث باسم الثورة ترتكب مثل اليوم السطو المحمي من قبل رعاة الثورة لندرس تاريخ سابق من خلال من عاش فيه وشارك أو كان مراقبا لنخرج بنتيجة
لقد كانت تعددية سياسية أيام الإنجليز وهذا ايجاب بحد ذاته على الرغم ان الاستعمار هو سئ مهما كان عمله.
اخواني االسياسيين العقلاء ولا أقصد المنتفعين المطبلين المتأثرين بضغط الواقع .
عندما يتحدثون عن الماضي ويكثرون الكلام عنه مخافة تكراره ،وخاصة ان الجيل الجديد للأسف سطحي ليس عنده أي دراية ومعلومة مؤصلة للتأريخ الجنوبي وصراعاته وارتهانه للخارج، فجاء الأبناء والمناصرين يعيدوا لنا انتاج تأريخ انطوى بنفس الشعارات الثورية الجنوبية وبنفس الحماس والاقصاء والإلغاء وتصدر المشهد لفئات جهويه اومناطقيه توارثت المشهد وكأنه وليد اللحظة مع فارق الفترة الزمنية وجديدها .
فكان لهؤلاء العقلاء الغير منتفعين أن يعيدوا الجميع إلى حقيقة مايجري وإلى أين هم ذاهبون بِنَا فكان لزاماً سرد التأريخ لتجنب سلبياته ومفرزاته الأليمة على الدين والشعب والوطن والشرفاء و... الخ .
وعلينا ان نفهم ان الصراع لم يكن خاص بنا نحن الجنوبيين ولكن كان يعاني منه الوطن العربي
نتيجة لطبيعة الأنظمة كانت متقاربة لا فرق،بيننا وبينهم. العراق وكذلك سوريا، ومصر والجزائر وغيرها. تعرفون البعد القومي ، حتى الثورة الفلسطينية كان الصوت الأقوى للقوميين ، لذلك ظهرت نفس الأخطاء التي حدثت معنا في الجنوب، لا فرق بين كل الأقطار العربية، بقيت دول المشيخات والممالك، وقفت ضد المد القومي ليس حبا في دين او احتراما لشعوب هذه الدول بل خافوا على عروشهم وكراسيهم، وانظروا اليوم كيف يتضرفون بعقليات الدول الجمهورية لا فرق فقط أضافوا هؤلاء بهارات قومية ويهارات ثورية، وقليل من اصحاب اللحى يحللون لهم ما يشتهون، لذلك لا أحد بجلد ذاته كثيرا، ووجب التفريق بين طبيعة الحكم والسلطة وبين الأوطان.
فحين قتل سالمين امر الجمهور في اليوم التالي بحرق صوره لان االجمهور ليس له قيمه

وكذلك عند قيام الوحده دولة لمؤسسات تتوحد مع الا دوله اي ليس للجمهور الجنوبي اي اهميه وهذا دليل على التعصب وعدم القبول با الآخر
:سالمين كانت له شخصية جبارة
ولو لم يقتلوه لصار أحد شيئين:
إما دكتاتور مستبد مثل حاكم كوريا الشمالية وحاكم كوبا.

أو زعيم وطني ديمقراطي مثل جورج واشنطن.

هذه وجهة نظري
ومازال الناس تذكر محاسنه. عند خروجه اليهم وليس بينه وبينهم حجاب كان يقضي حوائج الناس. كيف سيكون مستبدا؟! كان يميل نحو التنمية ووالقوف مع الضعيف هذه شخصية سالمين لكنه كان في نظاما لايستطيع التغلب عليه بسهوله الذي كان مدعوم من روسيا ولهذا تحمل سالمين كثير من الاتهام تلك الحقبه. ويليه علي ناصر محمد الذي انتهج نهج يقارب منه ولكن وكان على حذر . لان روسيا ليست راضيه بهذا. واصبح التدخل الخارجي هو الذي يسير الاعمال لصالحه.وللاسف ان الذي ينفذها على واقع البلاد هم اهلها.والى اليوم لم يعي البعض ذلك.
اذا" تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم "
كل مايجري الآن ليس الا ثمرة ذلك الغراس

الأفضل أن نستشرف المستقبل ونعمل له ما استطعنا ونلتفت للماضي للحظات للإستفادة من دروسه.. وهذا الذي يفترض نقف عنده كثيرا، بدل سلخ الماضي وسلبياته، وكأننا وحدنا من مر بهذه التجربة.

وتحياتي اليكم اخوتي الكرام