مقالات وكتابات


الأربعاء - 07 يوليو 2021 - الساعة 12:17 ص

كُتب بواسطة : الخضر البرهمي - ارشيف الكاتب


يأسرني دائما مايمكن أن نسميه الفكر النقيض أو الوجه الآخر للحقيقة ، فنصف الكأس الذي يراه المتشائم فارغا ، ينظر اليه المتفائل ممتلئا ، ما أعنيه هنا أن للحقيقة وجها آخر الذي قد يكون مكملا لها ، وربما كان أكثر صدقا منها ، بدأ عشقي لنقل ماتخفيه الصورة المظللة الذي يعيشه واقع اليوم ، كمن سار في الطريق راكبا عربته القديمة من ثم وجد العربات الآخرى تسبقه ، ولما استبدل بعربته عربة جديدة ليسبق الجميع أكتشف ، انه مازال متأخرا في المشي ، وأن عنده كذلك مشكلة في القيادة لايستطيع التغلب عليها ، وأن كان أبوه من سكان حصن شداد *!*

فمن المتغيرات الداخلية لنجاح أي دولة سواء كانت طبيعية أو بشرية تعود لوعي وثقافة قاداتها ووزرائها في إدراك الحقيقة للحكم ، ولون ومذاق خاص في بنيتها التحتية ، والتي قد تتفف عليه بعضا من الدول المتجاورة ، فارضا الكبيرة قيود على تلك الدويلات الصغيرة والتي لاتستيطع التخلص من تلك السلاسل والقيود رغم إمتلاكها لصكوك الحرية والسيادة وبالتالي أصبحت تلك المبادئ من أولويات الحفاظ على الكيان الواحد تحت السطح الخفي المهزوم رغم أنف معطيات البرتوكولات والمواثيق الدولية المعلنة لتعيش في حالة هدوء بالوجه الآخر الذي ناسبها كثيرا ، حتى وأن كان المزاج متوجها نحو إقصائها من على الخريطة السياسية بالكلية ، فهذا هو الوجه الذي لايفهمه الكبار من حذاق السياسة والدبلوماسية وقيادة الدولة في بلادنا اليوم وأن لبس الكرفتة وحمل الشنطة والقلاع فوق كتفيه والنياشين في صدره وركب سيارته الفارهة فتلك لعنة الحقيقة التي يجهلها !

القائمة طويلة والسرد كثير ، ويكفي ما أشرنا اليه ، وكل هذا يؤكد أن للحقيقة وجها آخر ، وأن ماقد يبدو صحيحا ، قد تكون الحقيقة نقيضه تماما ، وأن المشكلات قد تجد حلها إذا نظرنا اليها من الضفة الأخرى من النهر ، فما عليك الآن سوى أن تحاول قلب بعض أفكارك ، لتكتشف أنك كنت على خطأ ، وقد تخرج بفكرة هائلة وكبيرة تغير مجرى الحياة ٠٠ وإلى أن نلتقي تمعن في فكرة إيليا أبي ماضي ٠٠ النقيض :
*قال *السماء كئيبة وتجهما*
*قلت ابتسم ويكفي التجهم*