مقالات وكتابات


السبت - 10 يوليو 2021 - الساعة 12:02 م

كُتب بواسطة : حسين سالم السليماني - ارشيف الكاتب



ألّف الإسلام بين قلوب افراده، ونزع العداوة من صدورهم، وزين الإيمان في قلوبهم، ووقاهم حميّة الجاهلية، دعوتهم توحيد لمجتمعهم واتحاد في كياناتهم وحياتهم إخاء وتعاون فيما لا يغضب الله، قبلتهم واحدة، وبيوت الله تجمعهم، وحكم الله يشملهم، والمفاضلة بينهم بتقوى الله والعمل الصالح، وبوحدة الكلمة ملكوا العباد وسادوا البلاد، وسعد بهم الأشقياء، وبعدلهم ضعف الجبابرة وانتصف الضعفاء، كانوا في الحق كالبنيان المرصوص، فعز افراد تلك المجتمعات ومن حولهم بالعدل والانصاف، وحفظت أوطانهم من الحروب والتمزق.والمعاداه فيما بينهم، ولم تنتهك أعراضهم.
بل كان مجتمعهم متكاتف يدلون على الخير، وينشرون السعاده الكل فيهم يستجيب ويقوم بماعليه من واجبات بل يكون عضو نافع ولم يكن معول هدم بينهم،هكذا يكون المجتمع القويم يد واحده ، عامل بسيط اوموظف وإعلامي في أي مكان، يجب أن نكون يدا واحدة ومشاركين بحماية وثقافة مجتمعنا، وسد منيع فيمن يريد تبديل تقاليده وعاداته الحميده وتشويه نظم المجتمع، وزعزعة أمنه والترويج للفتن فيه .
ونحن اليوم نرى الأزمات تسارع للتفريق بين البلدان والشعوب لأتفه الأسباب، فترى الإعلام والغوغاء يثيرون الفتن بين الشعوب والقبائل بإثارة المشكلات العنصرية والبلبلة التي تفرق ولا تجمع وتهدم ولا تبني، مما يؤدي الى التعدي على الحقوق للافراد والمجتمع ونشر الرعب فيه،
إن بلاد المسلمين اليوم وخاصه العربيه منها بحاجة إلى جمع كلمتهم على الحق،الذي يصون المنجزات ويوحد الكلمه ويقارب هذه الدول الى الاعمال الاقتصاديه البينيه والموحده .فهناك يد عامله ليست بالبسيطه وهناك كادر مؤهل في هذه المجتمعات العربيه سينهض بتنميه كبيره فيما بينهم. لكن للاسف الشديد الاختلاف فيما بينهم غيب صوت العقل والحكمة والاحتكام إلى ميزان العدل، وسلوك مسلك الإنصاف، وترك الفرقة والتنازع، إننا نحتاج إلى النوايا الطيبة والتعاون الجاد الصادق من أجل إقامة مجتمعاتنا وأوطاننا وبث العدل، ونشر العلم، ومكافحة الجهل،
ونترك الخلافات ونوحد الرأي ونقف صفا واحدا في مواجهة المتغيرات، ومن المقومات التي تجمعنا اكثر بكثير. ممن تفرقنا وتشتتنا فهي السلاح القوي عند هذه الامه وتحقيق الحرية الحقة التي تنبذ الظلم.
وهذا الاصل في جمع هذه المجتمعات وهذا ما حذرنا منه القرآن الكريم: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إِن الله مع الصابرين). ومن يذكي مثل هذه الأزمات مستفيد من اختلافنا والتفريق بيننا. ويفرحون بهذا الخلاف بين أمتنا، لتنشغل عن النهوض والتنميه لانها تعود لنا بالقوة وهذا مالا يرضونه لنا هنا ستكون زمام المبادره بايدينا لاحياء تلك الشعوب المقهوره من شر هؤلاء وهذا هو الذي ينهي تسلطهم على العالم من احتكار في كافة المجالات.لانهم متطفلين على حضارت وثروات الشعوب.
لكن اذا نظرنا الى تلك المجتمعات التي ننعيها ب التسلط والاستبداد كيف يعيشون فيما بينهم بحرية الرأي ولايكون الاختلاف هو نتاج تدمير منجزات ثابته بل إن الاختلاف في وجهات النظر لا يجوز أن يؤدي إلى صراعات وإفساد بين الشعوب كما هو حاصل بيننا؛ فالاختلافات هي اعلان حرب بالنسبه لنا للاسف، بل نستطيع ان نحلها بمشئة الله، ولا يستفيد منها إلا الأعداء،
إنها دعوة إلى اجتماع للكلمة لا يذل فيها مظلوم، ولا يشقى معها محروم، ولا يعبث في أرضها باغ، ولا يتلاعب بحقوقها ظالم، ولا يستغل أزمتها المرجفين، ولا ينال من المدافعين عنها.
وبوحدة الكلمة تستطيع أية أمة أن تواجه الأزمات بعد توفيق الله لها.
إن جل الخلاف الذي فرق الأمة يبدأُ من داخلها، وهو يرجع إلى طغيان الهوى وحب الغلبة والرغبة في الاستبداد وتتبع الهفوات، وتصديق الشائعات من الإعلام الذي اصبح اليوم كل فريق يملك اعلام يسوق به العداوه للآخر والعكس بِنشر الأكاذيبِ التي ليس لها واقع. وهناك قطعان من الجمهور يجري خلفها ويدفع الاثمان الغاليه في معارك وهميه وعبثيه للاسف. وهذا كله يوجد في الانقسامات بين الشعوب، وهي المهلكة لتلك المجتمعات نسال الله السلامه.
إن المجتمع لا يصاب من الخارج، ولا تحيط به الشدائد، ولا تلحقه النكبات وتحيط به الفتن، إلا بعد أن يصاب من الداخل، فالحصن الحصين لاي مجتمع في الأزمات يكمن في تآزر المجتمع وتماسكه وتمسكه بمقوماته ويقل الخطرعلى المجتمعات
وباجتماع الكلمة وألفة القلوب تتحقق مصالح الدين والدنيا، ويتحقق التناصر والتعاون والتعاضد، (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وفي الحديث عن النبي : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تدعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» وقال الحسن : "أيها الناس، إن الذي تكرهون في الجماعة خير مما تحبوه في الفرقة".
وحين تتحد الكلمه تتمكن المجتمعات من حراسة الوطن والدين؛ لأن اجتماع الكلمة قوة لتلك الشعوب، واختلاف الكلمة ضعف لهم.
وان المحافظة على المكتسبات هي من توحيد الكلمه التي تزيل الطغيان ووتثبت العدل، وفي غيابها يتقاتلون فيما بينهم ويتآمر عليهم الاعداء لإجهاض منجزاتهم بالفرقة فيما بينهم.
ان الدعوة إلى وحدة الكلمة اليوم اصبحت اكثر طلب منها فيما سبق من الأراجيف المغرضة التي يديرها إعلام لا يريد خيرا،
فلا بد من الاتصال والتواصل والمحاورة والقبول لكل الكيانات التي تشكل المجتمع.
ان الحروب المعنويه تستهدف التآلف والتكاتف، وتسعى إلى إثارة النعرات والأحقاد، وتنشر الظنون السيئة، وتروّج للسلبيات، وتضخم الأخطاء، وهذا ما حصل اليوم، ان خطر الشائعات الذي نراه يظهر ما بين فينة وأخرى بإثارة النعرات بين الشعوب أو القبائل عبر مواقع التواصل للاسف يقوده ابناء المجتمعات المحليه،
وتبني الإشاعات والأراجيف وهي سلاح بيد المغرضين وأصحاب الأهواء والأعداء والعملاء، يسلكه أصحابه لزعزعة الثوابت وهز الصفوف وخلخلة تماسكها، وهي تبلبل الأفكار، وتفقد الثقة بالنفس والمجتمع والوطن الذي يعيش فيه، ان هذه الاراجيف قتلت كم من أبرياء، وهدمت من اعراض، وسببت من جرائم، وقطعت من علاقات، وأخرت أقواما، وعطلت مسيرة تنموية، وهزمت جيوشا جراره،
وتوحيد الكلمة سر بقاء المجتمعات، نحن في وقتٍ أحوج ما نكون فيه إلى جمع الكلمة، ومن حقنا ذلك، بل هو أمر اوجبه الله علينا.
ولن تكون السيادة ولا العزة ولا المنعة إلا بجمع الكلمه فيما بيننا. وفي الوقت الذي نرى فيه الدول والعالم يتحد مع بعضهم ويتفقون نختلف نحن لأتفه الأسباب، ونبعث شبابنا الى الحروب.وهنا شرذمة مجتمعاتنا ،وتمزق النسيج الذي يجمع بينهم.
وهي جمع الكلمه الذي طال امله...
والحمدلله رب العالمين