الأحد - 25 يوليو 2021 - الساعة 07:22 م
لا يمكن أن تستقيم حياة أو تنهض أمة أو تزدهر حضارة أو تبنى أوطان إلا عندما يكون الصدق والأمانة من أهم الصفات التي يجب يتحلى بها أفرادها ، وتصبح واقعاً وسلوكاً عملياً في حياتهم .هذا من الجانب السلوكي للفرد.والجانب الآخر هو وجود الدوله التي تنفذ القوانين على الواقع.وهذا الاخير قد يكون ضعيف في هذه الفتره.التي نعيشها.
واذا نظرنا في تاريخ الأمم والدول والشعوب كيف تطورت وارتقت وازدهرت ! فا الافراد والسلطه يتبادلون نفس السلوك والاخلاق الحميده.
وكيف سعدت في حياتها وماذا قدمت للإنسانية من حولها ؟
فهل يعتقد مثلاً أن تزدهر اليابان دون أن تكون هاتين الصفتين متوفرة في أبنائها ، فتربوا وتثقفوا عليها حتى وإن كان هدفهم وغايتهم من التخلق بهذه القيم والأخلاق غير مرتبط بأوامر الدين ورضا الخالق سبحانه وتعالى ، وكانوا يريدون بها الدنيا ،
لكنهم أدركوا أنها قيم إنسانية لا تقوم الحياة إلا بها فالتزموها في أمور حياتهم .
لذلك نجد هذا التطور العمراني والصناعي والزراعي والقانوني والعسكري والاقتصادي والتكنولوجي والسياسي والاجتماعي في حياتهم ،
وقدموا للبشرية والإنسانية الكثير من الاختراعات والصناعات في شتى نواحي الحياة ،
ونجد أنها في قمة الإتقان والفاعلية ،
وأصبحنا نتصور أنه لا يمكن أن يرتشي العامل الياباني في مصنع السيارات أو الأدوات أو الآلات ! او ياخذ رشوه من قبل شركات عالميه منافسه.
ولكنه تربى على ان الرشوه عمل غير اخلاقي واستشعر دوره ايضاً في الإرتقاء بوطنه والتفاخر بمنجزاته .
ما هو الدافع وراء ذلك؟
لماذا يحبون أن تكون أعمالهم متقنة؟
إن السبب وراء ذلك هي القيم والقوانين التي تربوا عليها ،
وكذلك سعيهم للتميز بين دول العالم ،
وكذلك البحث عن المصلحة والمنفعة لشعوبهم واوطانهم
وبينما نحن مع اليابان. يوجد في مجتمعاتنا من استطاع أن يجود من عمله ويتقن في أدائه وينافس الآخرين.ولكن للاسف الشديد هم محاربون من فئات تنافس لمصالح برجماتيه نفعيه وترسم وشم الرشوه على هذه الاوطان وتجسده في سلوك الشعب.
ونحن كا مسلمين أولى بأن نكون على قدر كبير من العمل والإبداع والإتقان ،
فإلى جانب أن سنة الحياة لا تقوم إلا على القيم العظيمة ، ومنها الصدق والأمانة ،فإننا مأمورين شرعاً بهما في سائر حياتنا ،
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
وأمتنا عندما كانت بهذه القيم والأخلاق كانت تسود العالم في جميع جوانب الحياة ،
وازدهرت علومها وصناعاتها ومخترعاتها وأنظمتها ،
ومكث العالم يأخذ ويستفيد من هذه الأمة قرون من الزمان ،
حتى اصبحت الرشوه من القيم وهنا افسدت الكثير من القيم والأخلاق ، ومنها الصدق والأمانة .
فرأينا إنحطاطا أخلاقياً وسياسياً وفساداً اجتماعياً ، وضعفاً في التعليم وتأخر في الصناعات والاختراعات وغير ذلك،
وأصبحنا عالة على أمم الأرض وأصبحت ظاهرة الرشوه والخداع من صفات الكثيره التي يمارسها افراد مجتمعنا.
وتجدها في المستشفيات والتجاره حين يأتي احدهم بالمواد الرديئة ويرشي المؤسسات المسؤله عن التفتيش ثم يبيعها للناس ، واصبحت الرشوه عند بعض الافراد قمة الذكاء والشطارة من يعملون بالرشوه ،
وهناك من يرتشي في المعاملات من الموظفين ، أهم شيء أن يصل إلى مبتغاه ويحقق هدفه من المال في يوم عمله.
والرشوه اوصلت لنا قيادات فتجد السياسي الذي يكذب على الجماهير ويظللها
وهي تعيش تلك الشعوب الظلم والطغيان والاستبداد.منه ومن امثاله.
وليس للرشوه حدود في مجتمعاتنا كما انها في السياسي تجدها في الإعلام والاقتصاد.
بل وصلت هذه الثقافه الى الاسر.حين تجد احدهم لا يذهب لخدمة الاسره الا بحقه من المال او يقطع من المخصص العائلي للاسف.
بل تجد أن هناك من الآباء والأسر من يدعم ذلك ، ويشجع عليه ويعتبرها صفه من صفات الواقع التي لابد من عملها والتعايش معها. وتبذل الأموال والهبات ليرشي من اجل نجاح ابنائه بوظيفه او غيره .
وأصبحت الرشوه ظاهرة اجتماعية وثقافة مجتمع !
وأفسدنا القيم ،
الأمر الذى أدى إلى ظهور نتائج أكثر خطورة على الفرد والمجتمع ،
وسيؤدي استمرار الرشوه إلى تحول المجتمع من خصائصه الحضارية إلى مجتمع همجي يغيب فيه السلوك الحميد بل وغيّب دور القانون والعمل به في كل مجالات الحياة ،
وتصبح الرشوة هي العرف السائد في المعاملات ،
ويسود الظلم وضياع الحقوق ،
وتنمى القيم والعادات السيئة ،
وتتحول الرشوه إلى عادة حميدة يتفنن فيها الافراد كما هو حاصل اليوم ،
في المجتمع في المجالات المختلفة ،
وتنتشر البطالة والتطرف بين الشباب ،
ويعم الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع، وتضعف الروح الوطنية،
وبسبب الروشوه تظهر قيادات هزيلة في المجتمع،
ويتحول هذا الامر إلى تجارة رخيصة اخلاقيا.
وتسبب الرشوه في تكوين أمة متخاذلة ضعيفة
فيظهر من الرشوه المعلم الفاسد والقاضي الفاسد والمهندس الفاسد والمدير الفاسد والطبيب الفاسد والضابط الفاسد.
وبهؤلاء تتعقد الحياة وتزداد المشكلات وتتهدم الحضارة الإنسانية .
فهل من مراجعة للأخطاء وتصويب للأعمال والتربية الجادة على القيم ، وإتقان الأعمال واستشعار المسئولية أمام الله سبحانه ثم الوطن والأجيال .
لن يكون علاج مثل هذا الداء العضال إلا بإيقاظ الضمائر وإحياء جانب المراقبة عند الأفراد،
فيعلم كل فرد أن الله مطّلع على أعماله وسوف يحاسبه، هذا الجانب الشخصي للافراد.
ويتزامن ذلك مع إيجاد عقوبات رادعة تُعاقب كل من سوّلت له نفسه
وقيام أجهزة الدوله بمهامها نحو هذا الانزلاق.
وعلينا ان نتذكر ان وجود الدين الذي يحمل في الفرد الوازع الخلقي وتحسين سلوكه وتهذيبها.
كذلك وجود الدوله التي تحمل الردع وهما متلازمتان اذا اصبح هناك فشل اجتماعي.
وعلينا أن نستوعب جيداً أن رقي الأمم والدول والشعوب وتطورها لم يكن إلا بتربية الجادة والقيم والاخلاق الحميده.
والحمدلله ربالعالمين