الثلاثاء - 07 ديسمبر 2021 - الساعة 12:29 م
شكل منعطف المصالحة الخليجية حدثا فارقا في نمط العلاقة بين دول المنطقة والتي إتسمت غالبا بالعداء والتأزم على مدى سنواتها الفارطة، كما ومثل ذلك الحدث حافزا مشجعا نحو ضرورة إعادة النظر في المواقف والقضايا الخلافية بين قوى الاقليم .
لن أطيل ..
اليوم يحل مستشار الأمن القومي الإماراتي ضيفا على طهران لبحث القضايا المشتركة كما قيل، هذا وتتزامن الزيارة الإماراتية تلك مع جولة هامة يقوم بها حاليا ولي العهد السعودي لدول الجوار وأيضا تأتي الخطوة السعودية هي الأخرى في محاولة لتحريك القضايا العالقة، وبطبيعة الحال المستجدة للحديث عن إستحقاقات المرحلة القادمة .
وتبعا لتلك المتغيرات من المرجح عزيزي أن تغيب عن مسامعنا شيئا فشيئا تلك المسميات، والمسوقات، وربما المبررات التي ظل الإعلام الخليجي يكررها خلال نشراته المخصصة لإستعراض أزمات المنطقة وعلى وجه التحديد أثناء تناولاته لملف الأزمة اليمنية طيلة السنوات الست الماضية ..
ولعل البعض قد شعر اليوم حقا بتلاشي أهم نوتات اللحن المعتاد : ( المدعوم قطريا وتركيا، والمدعوم سعوديا وإمارتيا )، وقريبا قد لن نسمع النوتة الاكثر وقعا : ( المدعوم ايرانيا )، وكما يبدو هنا أن مقتضيات الضرورة قد بدأت حقا بإلقاء ضلالها على لغة الخطاب الاعلامي الخليجي تواكبا مع متطلبات المتغير السياسي المفترض دون أدنى مراعاة أو إحترام لعقلية وإدراك المتلقي، فضلا عن قناعات ومشاعر المجتمعات التي دفعت أثمان باهضة لقاء عفوية إيمانها بأفكار البروباجندا الخادعة والتمترس خلفها دون بصيرة أو مراجعة لنصوصها المتلونة غالبا .
لكن قبل هذا، هل تعلم ماذا يعني تلاشي ذلك اللحن ومعزوفة المسوقات الإعلامية التي ظلت ملازمة لصراعات المنطقة ومنها اليمن؟
هذا يعني أن الإيقاع الحقيقي والدوافع الفعلية من وراء تلك الصراعات هي من ستظهر قريبا للسطح كوقائع مسلم بها، وهي أيضا بالمناسبة من يتمحور حولها النقاش اليوم تحت مسمى ( بحث القضايا المشتركة)، الان فقط ستكشف لنا مخرجات لقاءاتهم عن سبب إفتعالهم عديد الأزمات السياسية، وعلى ماذا كانوا يختلفون ويتصارعون، ولماذا ظل خصوم الأمس أصدقاء اليوم يعبثون سياسيا وعسكريا وإقتصاديا وحتى إجتماعيا ببلدان المنطقة واحدا تلو الاخر ..!
في اليمن مثلا وليس حصرا، بات متوقعا على إثر تلك التحولات أو التقاربات أو حتى عقد التفاهمات الجديدة سمها ما شئت أن نستفيق قريبا على حقيقة مؤلمة نحن نعيش فعلا إرهاصاتها منذ مدة، ومفادها بكل أسف : بلد مقسم وغير مستقر، جغرافيا بلاسيادة وقد نزعت منها الأهمية الاستراتيجية ( محور الصراع اليمني ) وربما وطن تحت الوصاية غير معلومة المدى .
محمد الثريا