مقالات وكتابات


السبت - 16 يونيو 2018 - الساعة 01:40 ص

كُتب بواسطة : أ. صالح القطوي - ارشيف الكاتب



بين الأمس واليوم, أهلا رمضان, وداعا رمضان وهاهي قلوبنا تتفطر لوداعك, كأن لم تمر بنا أيامك المعدودات.
فهنيئا لمن حصد من خيراتك في دنياه لينعم بها دنيا وآخرة, وينال الأجر والثواب جائزة تلوى أخرى من رب الأرباب ومسبب الأسباب.
هنيئا لمن تاب في أيامك وأقلع عن ذنبه واستغفر, هنيئا لمن خشع في عبادته وبكى وتصدق واستكثر منها في الورى.
هنيئا لمن تلا كتاب الله واطمأن قلبه وتدبر آياته في الملأ, هنيئا لمن جد في الطاعات والعبادات واقتدى, هنيئا لمن تلمس محتاجا, هنيئا زار لمن مريضا, هنيئا واسى جاره, هنيئا لمن خشعت نفسه, وانكسرت سريرته خوفا وطمعا بين يدي الله.
هنيئا لمن تمعن فيك يا رمضان وتدبر شروطك وأركانك وأحكامك فأنت شهر الرحمة, وشهر المغفرة, وشهر العتق من النار, وأنت شهر تجارة مع الواحد القهار, شهر الجود والكرم وصلة ذي الرحم, وماحي النقم, والمؤلف بين الأمم.

وويل لمن أدرك رمضان ولم يتعظ, وزاد انغماسا في نفاقه وظن أنه اليقظ, ويل لمن نفر نفسه منك وتاجر معها فيك تجارة الفجار وزين له الشيطان حسن الدار, ويل له في دنياه وآخرته على ما هو فيه من الإصرار.
ويل له يوم يلقى ربه عاري المسألة, وظن أنه فاز في ما عمله, ويل لمن أغلى ثياب العيد عن الناس, وظن أنه استرزق بخير معاش, ونسى أن يطبق سنة المصطفى, ولو بالقياس, ويل لآكل الربا, ويل لمن تاجر بعرق الفقراء, وظن أنه فاز واهتدى, ونسي ما تلاه من القرآن وما قرأ, وأن إلى ربك الرجعى, وويل لمن مسك خلافة الناس أو تأمم بصلاهم وعلى كرامتهم داس, ويل لمن يفضحه الله بينه مع نفسه, ويدرك أنه تجاوز ما كان عليه في أمسه.

اللهم اغفر لي ولوالدي ولمن لهم حق علينا, اللهم اغفر لعبادك الأحياء منهم والأموات, اللهم ارحم وتجاوز عمن وقفك ببابك, اللهم إننا عبادك نرجو رحمتك ونخشى عذابك, ونطمع أن نكون من أحبابك أنت ولينا في الدنيا والآخرة, ولا مولى لنا سواك, اللهم لا تحرمنا من رضاك وعفوك ومن نعيم جنتك. 1439ه
S.a.h.s.K
➖➖➖➖➖➖➖➖