مقالات وكتابات


الأربعاء - 20 يونيو 2018 - الساعة 08:12 ص

كُتب بواسطة : أ. صالح القطوي - ارشيف الكاتب



نعم, لا نامت أعين الجبناء, الذين تمردت نفوسهم عن اتباع الحق, ولا كانت أقلام المثبطين في البلاد, والمتخوفين من قضاء الله وقدره (ولا تدري نفس بأي أرض تموت), لكن الذين خلدوا إلى الدنيا جالسين وراء تقيتهم وتقلبات طقوسهم, ينظرون ومعاشاتهم تأتيهم شرعا" إلى بيوتهم- أذلة كالزواحف, لأنهم ضعيفين عقيدة ودين وقعدوا مع الخوالف يستنزفون حروف الكلام في المجالس, وتناسوا أن شهيدنا بألف فارس.
الأزارق - همتها عالية بشبابها ورجالها, ومن يتباكى على من سقطوا شهداء في سبيل الله والوطن والعروبة لن تشرفهم حسراتكم - أيها المثبطون وأنتم على وثير المفارش - بعيدين عن المتارس, ولم يسقط منكم شهيدا وحارس.
وأنتم تعلمون - أنه لم يجبرهم أحد للسفر إلى لشمال, أو الالتحاق مع أبطال المقاومة في الريف والحضر, ولا على الدخول في ميادين الحرب والقتال, ولكنها القناعة من ذات أنفسهم, حين اطمأنت قلوبهم من عند الله, واقتناع نخوتهم ورجولتهم لخوضها في الجنوب والشمال.
ولا تقول لي: الحاجة والفاقة, ولكنها البيعة والشهادة, (ومن يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له), وإن لم تكن حاجتهم إلى الله ما كانوا خرجوا وجلسوا مثلكم من بيوتهم. ...
وكم صحيح مات من غير علة, وكم من سقيم عاش حينا من الدهر.
مثلما أنتم على قناعاتكم في بيوتكم فرحين بما آتاكم الله من فضله - بتلك الزيادات المالية, دعوا المكارم لأهلها, ولا تخجلوا من رتبكم وألقابكم العسكرية ومن مسمياتكم وصفاتكم, التي منحتموها أنفسكم من ذات أنفسكم, متبجحين بحقوقكم ومستحقاتكم ونسيتم مبادئ المؤسسة التي تنطوون تحت مظلتها يا حماة البطون لا الوطن.
ولم يجبركم من أحد للخروج إلى الحرب, وفوق هذا تولولون لصالح السفهاء من البغاة والمفسدين, ونسيتم دماء الشهداء, لأنكم فعلا أنتم السعداء, تعيشون وتأكلون مالا لبدا, ونسيتم أن الزبد يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض أبدا, دم الشهداء.
بل, وتحلمون بوطن يأتي إليكم هرولة إلى بين أرجلكم من جرولة, مثلما ورق القات وعلب السجائر والكبريت, والجسم جسم بغلي والغرولة, والوجه وجه العفاريت والفرولة.
مهنتهم النظر إلى شاشات هواتفهم, وإلى أمعاء بطونهم الخاوية, وثقافاتهم البالية, ولا تجيد بعضها حتى البسملة, وتسأل وتدعي التسامح والأفيلة.
ومنكم من يتشدقون بالصيام والصلاة والقيام, وبالحلال والحرام, وهم في الحقيقة نيام, ويجيدون في الأعياد اختيار التهاني ويرسلونها للأنام, وتكذبون على أنفسكم وكأنكم أشبه بالهوام, ولا تخجلون يوم أن يفضحكم الله بين يديه أمام عباده أيها المنافقون واللئام.
أين ذهب حماسكم الرمضاني, أين ذهب فخركم وعزمكم الروحاني, وكيف تبخر في ثواني, (وإن كنتم تألمون فإنهم مثلكم يألمون), بل مشافي صنعاء وإب والحديدة لم تتسع لقتلاهم وجرحاهم, ولستم وحدكم من يقاتل, هناك جيش, بل جيوش, واستنفروا ثباتا كالتيوس, لا ضعيفي نفوس.
طيب كيف لو أنكم محاصرون من الخارج?, وماذا لو أن التحالف هو من يحاربكم.?, طيب ماذا لو أن التحالف أوقف ضرباته الجوية عنهم.?, طيب ماذا لو أن التحالف أوقف تدخله.?, هل ستصمدون.?, لا تقولوا لي: أنه يحارب من أجل مصالحه - بالتأكيد, ويحارب دول تمحو مطالبه, وتزيد من معاناتكم وتكايد, بل قل لي: هل ستصمد بمفردك وهذا أثر عويلك.?, لا تكذب على نفسك وتصدق شيطانك.
أظنك ستستسلم من أول وهلة للحوثي, بل ستفععل نفسك بشريحتين, وستؤدي الصرخة في العيدين, وستقولوا: يا مولايا: ضربوا صنعاء والنهدين, لطموا صعدة كفا عالخدين, قضموا يفرس في إحدى الرجلين.
يا مولولين, (قولوا خيرا أو اصمتوا), يا موتسبين لا تواسوا أهالي الشهداء ببكائياتكم وريائكم وكأنكم لا تدركون خطورة الحرب وخلفياتها وتبعياتها, يا أخي, وقد أكدوا بعزيمتهم قول الشاعر: عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين وقع القنا وخفق البنود
كفى المتسولين منكم شر القتال, وكفى المؤمنين من تحذيراتكم وتخوفاتكم, واتهاماتكم للجبهات في الشمال, وتطلعاتكم إلى عودة الجنوبيين للانخذال, لا تذموا الشرعية لأنها رمز لدحرهم والنضال, لأن التحالف ماض في طريقه لتحقيق أهدافه بعزائم الرجال.
هذا والتحالف وشرعيته وضعوا ثقتهم فيكم, يدعونكم إلى احتلال الشمال قبل المتخاذلين منهم بقوة السلاح, والذود عن كرامتكم من هذه الشرذمة المارقة, التي دستم كرامتها في الرمال وعلى رؤوس الجبال, وإلا تستقيموا وتفعلوا فأنتم تحت وطأتهم, وتحت رحمتهم, وتحت قبضتهم ما بقي الفجر والليال.
نعم, ماذا لو أنكم تحت مرمى نيران الحوثي, الذي عجزت الشرعية ودول التحالف العشر من كسر شوكته بسبب ضغوطات الغرب وزنادقة الشمال.
هذا ودول التحالف تقاتل للعام الرابع إلى جواركم, ولم تبلغوا مبلغهم من الصمود والتكاتف, وكان المفروض أن تحتلوهم بساعات أو بشهور مثلما هم احتلوكم بساعات وشهور, لا تقولوا لنا: هناك في تآمر إصلاحي شيعي شعبي غربي, هناك في بيع مؤتمري عربي شرقي.
نعم, هناك في كل الاحتمالات طالما وأنت تحت الخطر الإيراني الحوثي وغوغاء الفكر المخفي, وأنتم أصلا أساس هذا البيع والتآمر, قتلتكم فوبيا تخوفاتكم, وسياساتكم السلبية والسالبة التي لا ترقى لا إلى مستوى العقيدة فتجاهدوا وتقتلوا, ولا إلى مستوى الوطنية فتناضلوا وتنتصروا ولو لأجل دحر الشيطان.
أي وطنية هذه التي تتحدثون عنها.?!, وأنتم سادرون وتنظرون خروج المهدي بدابته ذي الأيدي, ونسيتم: (وقل اعملوا), لا تقل نسبوا انتصاراتنا لسين من الناس أو لشرعيتهم, هذه طبيعة الحرب والحرب مشروع دولي - صرخة من صنعاء حتى مرخة الحرب كيد, خدعة لا رجعة فيها أو دمعة, الحرب تصريح شعبي من أجل تخفض الجرعة, حيل جاءتهم من "قم" إلى درعة.
ارفع صوتك أولا, وادفع الخطر الانقلابي عنك ثانيا, أو اصمت وانسحب أنت وأخوك وابن عمك وابن خالك, *(فلن تضروا الله شيئا)*, كن صريحا مع نفسك, فهناك (رجال يقاتلون لا تعلمونهم), الله يعلمهم ويثبتهم على الحق وينصرهم, (ولينصرن الله من ينصر), هؤلاء هم جند الله شهداؤه على أرضه, وإن كنا لا نزكي على الله من أحد, لكنها الحقيقة التي ماتوا واستشهدوا من أجلها, بغض النظر عن الدوافع والأسباب, أو عن نوايا من يقفون وراء هذه الحرب وغاياتهم, التي لو شاء لها الله لأطفأها بين لحظة وأخرى, لكنها ابتلاءات ليمحصكم الله نفسه, فأما الذين ثبتوا ففي جنات وعيون, وأما الذين زاغت أفكارهم أزاغ الله قلوبهم, سنة الله, ولن تجد لسنة الله تبديلا.
➖➖➖➖➖➖➖➖