حوارات وتحقيقات

الجمعة - 13 أكتوبر 2023 - الساعة 11:46 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب/محمد صائل مقط

اجل هي الصدفه التي اراد لي بها الله ان اتعذب كنت انا وزوجتي في رحله إلى عدن ولي من الذكريات الخوالد من اجمل أيام عمري وفي ذات ليله لحت علي أم الحسين ان اصطحبها إلى السوق لشراء بعض الحاجيات فأخذتها على مضض رغم كراهيتي لمصاحبتها فهي لاتقنع بالشراء بسهوله ولابد ان تلف السوق طوله وعرضه وتضغط على اعصاب البائعين بمعاينة جميع البضاعه وتعليقاتها الساخرة ثم في النهايه لاتشتري شي ..لم يبقى إلا مكان في الركن مازحتني زوجتي قد يكون هذا المتجر المنزوي فيه طلباتنا دخلت هي والاولاد قبلي اما انا فما كدت ان ادخل حتى وقع بصري على آخر ماكنت اتوقعه من المفاجأت تسمرت مكاني ذهلت وكدت افقد توازني حاصرتني بنظراتها فأنا كنت خطيبها لم يكن فيها حقد ولاكراهيه بل كانت تلك الرقه والعذوبه من الحب وكأننا افترقنا قبل لحظات ثم جالت ببصرها بين زوجتي واولادي وعلى وجهها تعبير ندم واسيان ..فهمت من خلال لمحاتها واحسست بوخز الضمير الاولاد التي تنظر اليهم هي الاسرة التي كانت تحلم بأن تكونها معي آه ياإلهي كم انا حقير ونذل ولم افيق إلا على صوت أم الحسين وهي تعنف البائعه المسكينه ذات الوجه الشاحب وتقول هذه الشمطاء لاتصلح للبيع فقد رفضت ان تفرجني على انواع البخور زفرت وانا موجوع ولوحت للبائعه معتذرا لها عن مابدر من سلوك مشين لزوجتي ..كانت زوجتي تسب وتلعن البائعه الصوماليه العجوز الشمطاء اما انا فقد كنت شارد الذهن مشتت الافكار لو رآني يهودي لرق لحالي ولم يغمض لي جفن في تلك الليله تحركت ذكرياتي ..عجوز شمطاء ماكانت سميرة ابدا عجوز ومارأيتها في ذلك اليوم إلا جميلة الروح والاخلاق كانت سميرة زهرة نديه اجمل فتاة عرفتها في شبابي كانت رقيقه وطاهرة وقد آثرتني على الجميع بالتجاوب ووثقت مني بالزواج وانا البدوي الغريب ولقد خشيت من الاعتراف لها من أن امي قد قطعت شرط على نفسها ان تزوجني ببنت خالتي احببت نفسي وخشيت ان ابوح لها فأفقدها ..ووجدتني في اليوم التالي اهرول بأتجاه المحل فتسمرت وصعقت عندما لم اجدها وخشيت ان صاحب المحل قد اخذ بنصيحة زوجتي المجنونه وطردها ..سألت صاحب المحل عن المرأه وقلت له اين هي انها لم تخطئ بل زوجتي هي ... وقاطعني الرجل العجوز قائلا اعرف ذلك سميرة بائعه ممتازة منذ اكثر من عشر سنوات لكن صحتها في تدهور وربما لم تستحمل ذلك بالأمس فهي مريضه وقد طلبت مني ان تستريح اليوم قلت بقلق اريد اريد ان اعتذر لها عن مابدر من زوجتي قال لاعليك ستحضر غدا بأذن الله وفي الغد ذهبت اليها ورغم الضعف والشحوب كانت عيناها تلمعان بذلك البريق الاخاذ وماكادت تراني حتى قالت تعبت نفسك يامحمد ولاداعي للاعتذار قلت اسمعيني جيدا اريد ان اتحدث معك في امر مهم ثم شاحت بوجهها عني وقالت ارجوك يامحمد قبلت اعتذارك عن ماجرى بالأمس كما قبلته مماحدث منك في الماضي توقفت وانا اعترض طريقها وقلت ارجوك امنحيني هذة الفرصه سأكون بأنتظارك خارج المحل ثم اتت سميرة بعد نهاية دوامها واحسست انه مكانها الطبيعي .قبل عشرين سنه اتجهنا الى منتزة نشوان حيث كانت ذكرياتنا وطلبت مني سميرة عدم نبش الماضي حتى لانشوة صورة الايام الجميله قلت حدثيني عن ماجرى لك ثم حكت لي سميرة عمر ابراهيم عن وفاة والدها وعن صحتها الذي الذي بدأت في التدهور تأملت الشحوب على وجهها والذبول على جسمها ثم قلت لها يجب ان تهتمي بصحتك فقالت صدقني انني غير مهتمه وحتى لو اهتميت فمن اين املك حتى اعرض نفسي على الاطباء لقد وجدتني اعرضها على كل الاطباء كنت اريد ان اكفر عن غلطتي وقسوت على نفسي ووضعت سميرة تحول جذري في حياتي واصبحت رقيق في مشاعري واحاسيسي وقد دفعني ذلك ان اتتم مراسيم الزواح من سميرة بأسرع مايمكن وكأنني مع سباق مع القدر كنت شارد الذهن بين زوجتي الجريحه في المدينه وزوجتي المسكينه في الريف هكذا شاءت لي الاقدار فعندما اكون الى جانب سميرة كانت تحثني قبل الموعد بيوم الى السفر الى الريف حيث ام العيال فلربما احتاجوا شيئا وفي احد الليالي اشتد المرض بسميرة وفارقت الحياة تاركة لي بحور من المآسي والالام ورغم اسعافهم لها ومحاولتهم لها ان تغطيهم عنواني إلا انها آثرت الرفض على ذلك حتى لاتسبب لي متاعب مع زوجتي ام اولادي وبرت سميرة باتفاقنا الذي كان من شروطه عدم افشاء زواجنا وصلت دار سميرة بعدما واروها التراب تحجرت الدموع في عيني بعدما اخذت نظرة من حاجياتي وملابسي المرتبه بأنتظام التي حزمتها سميرة حتى تودعني الوداع الاخير وكأنها تقول تأخرت كثيييير ياحبيبي ...
بقلم محمد صائل مقط ...