مقالات وآراء

الثلاثاء - 14 مايو 2024 - الساعة 06:16 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /بقلم/ د. أنور الصوفي

بعد غياب شمس الوطنية التي غابت بغيابكم عن هذا الوطن، وبعد خروجكم من السلطة صمتنا لعلنا نتلمس الدولة في من جاء خلفًا لكم، ولكنه طال انتظارنا، فتلفتنا يمينًا ويسارًا فلم نجد شيئًا مما كنا نراه من الدولة في عهدكم، أخذنا نفسًا عميقًا لعلنا نشتم بقايا تلك الدولة التي كانت أيامكم، ولكن للأسف لم نشتم إلا تفحيطات إطارات الأطقم التي تطارد من يحمل البلك لبناء منزلًا له، فترحمنا على دولتكم، حاولنا نستمع لعلنا نسمع خطابًا وطنيًا كخطاباتكم أو يشبهها قليلًا، ولكن للأسف لم نعد نسمع شيئًا من الوطنية، ولكننا سمعنا ما يشبه الهذيان عن دولة ستأتي ولكنها بعد عقدين من الزمن، فضربنا أخماسًا في أسداس، ودعونا الله أن تعود دولتكم التي كانت، فلقد كنا نغضب إن انقطعت الخدمات في عهدكم، وكنتم تخرجون لتعالجوا سوء الخدمات، ولكننا اليوم لم نعد نغضب لأننا نعلم أن لا دولة بعد غيابكم، فكل فصيل في تبته، ينام ويصحو ليتسلم مخصصه، ليكرر هذه الممارسة كل يوم، فهم لا يعلمون ما معنى الدولة، فهم يظنونها بدلة وموكب، ولم يعلموا أن الدولة تعني معالجة قضايا المواطن، وتفقد أحواله، وتوفير الخدمات له، فلم نجد من يحمل الدولة، فترحمنا على دولتكم التي كانت يا رائد الوطنية، وحامل الكلمة الحرة.

ألا تدري أخي المهندس أن عدن بلا كهرباء ولا ماء بعد غيابكم، وأن من جاء بعدكم، يقولون: إن الخدمات ليست من اختصاصهم، فالله الله على دولتكم يا رجل الدولة.

غابت شمس الوطنية، فأصبحنا في وطن لا عنوان له، ولا هوية، فالكل يتسابق على العمالة للخارج، وبلا شروط، فانهارت معنويات المواطن، فترحم على دولتكم التي كانت فوالله وبالله وتالله إن دولتكم كانت دولة، ولكنها لم تعجب من ألفوا تمام سيدي، فعملوا بكل ما أوتوا لإبعادكم، فنجحوا، ولكنهم لم يفلحوا في انتزاع حب الناس لكم لا لشيء إلا لحب المواطن لوطنيتكم وشكيمتكم، وشجاعتكم، ولأنكم رفضتم التخلي عن الوطنية، فتزاحمت خطاباتكم بالوطنية التي تزرع فينا الأمل لعودة الدولة التي كانت.

اليوم توجهت إلى عدن كريتر فمررت بشارع الشيخ محمد بن زايد المؤدي إلى مستشفى الشيخ محمد بن سلمان، فتقطعت بنا السبل بسبب المظاهرات لأبناء عدن الذين فقدوا كل شيء، هل لفت نظركم تلك التسميات الجديدة لشوارع ومستشفيات عدن؟ ما علينا من ذلك، أخي المهندس، أهم شيء أنها مجرد فترة ويعود كل شيء لمسماه.

غابت بعدكم الدولة يا مهندس الوطنية والدولة، فاشتقنا للوطنية والدولة فلم نجدها، فعدنا لنسمعها في خطاباتكم التي كانت تحيي فينا الأمل، ومازالت تحيي فينا الأمل، فما أجمل أن يكون للوطن رموزه الذين يظل الأمل بوجودهم، بعدما تكاثرت على هذا الوطن شخصيات لا يهمها مصلحة المواطن، فالراتب ليس في قاموسها والكهرباء ليست في سجلاتها، فاشتقنا لدولتكم يا صاحب الدولة والوطنية.