الوطن العدنية/مقال لـ"صالح الحنشي"
البعض يقول المناطق التي تتعرض للظلم والتهميش في الشمال من الستينات لماذا لا تنتزع حقها وترفع عن نفسها هذا الظلم.
هؤلاء لايعرفون ماجرى في الشمال في المراحل الماضية.. وماتعرضت له هذه المناطق. من قبل هضبة ذو محمد ومن والاهم.
خذوا عندكم مثلا. ريمه.. ريمه تعرضت لثلاث غزوات متتالية من قبل قبائل حاشد ، ومش اي غزوات. شفتوا اللي كان يحصل في افريقيا لما كانوا يدوروا على القرى بيت بيت ويتذابحوا بالمصارب والسواطير.. هيا ريمه هكذا حصل لها . يقتلون فيها على شق وطرف وينهبوا كل مايملكه اهلها ويدمروا مابقي..
لما تتعرض منطقة لمثل هذه الغزوات اللي تشبه الصراعات العرقية
تحتاج هذه المنطقة لمئات السنين على شان تتجاوز اثارها..
وبعد ان افقروا اهل ريمه اصبحوا يسخروا منهم بحكاية العربيات والبسطات.
اتذكر واحده من النكات التي كانوا يعمموها للانتقاص من أهل ريمه.
كانوا يقولوا اصحاب العربيات من اصحاب ريمه اللي بمختلف المدن يروحوا بالعيد ريمه. لو حد قال من راس جبل في ريمه بمكبر صوت بلديه بلديه.. بعد خمس دقايق الا وقد كل سكان ريمه في الحديدة.
تعز ايضا ماتعرضت له لايختلف كثيرا عن ماتعرضت له ريمه.. لو تأملتوا خريطة محافظة ذمار باتشوفوا فيها حاجه زي القرنه نازله باتجاه تعز..كانوا ذو محمد ومن والاهم يسيلوا سيل على تعز من هذه القرنه.
كانوا كلما شافوا تعز بدات تتعافى وتتهيى لثورة. فتحوا هذه القرنه وانسكبوا عليها ، اكثر منطقه شمالا ثارت ضد الامامه الزيديه هي تعز. ولهذا كانت اكثر المناطق تتعرض للتدمير.
كانوا بعد كل ثورة في تعز يعتقلوا كل وجاهاتها وقيودوهم وطلعوهم مقيدين سيرا على الاقدام الى صنعاء كان نصهم يموتو في الطريق.
شي تتذكروا مسيرة الحياة عام 2011 اللي انطلقت من تعز الى صنعاء. هيا شعوها رد على لما كانوا يطلعوا وجاهات تعز مقيدين
يعني كنتوا تطلعونا مقيدين الى صنعاء ، هانحن اليوم طالعين صنعاء رافعين الرؤس وفاتحين..
تهامه مايحتاج قد الكل عارف وش جراء فيها وماتعرضت له. وقد خلوهم يقفزوا من عشرة جمال..
مأرب لو كان الغاز والنفط طلع فيها من زمان كان الان قدهم يتقفزوا من خمستعشر جمل. الا ربك ستر.. ولهذا كانت مأرب ماشي فيها كما اللي بتعز وريمه وتهامه. معهم شوية ارض .لكن عاد اصحابها جن .
البيضاء ايضا ماشي فيها حاجه . مافيها الا حتارير وحبول حجار فيها الا الحطب حق ال سواد..
يعني البيضاء ومأرب نجت . ولهذا تحصلها عادها متماسكه..
اما اب عاد موضوعها الا ثاني. شلوها بارضها وجبلها ماعد باقي من سكانها الاصليين الا خمسة او عشرة نفر.
