مقالات وآراء

الأحد - 23 يونيو 2024 - الساعة 01:00 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب/ صديق الطيار

لكل زمان محنة وفتنة على يد المفسدين وأهل الباطل ممن يسعون لطمس ملامح الإنسانية في المجتمعات، عن طريق تأجيج نار الفتنة ونفث سموم الأحقاد والكراهية والبغضاء بين أبناء المجتمع الواحد، ودعم وتشجيع الاقتتال وسفك الدماء بين الإخوة، وصولاً إلى تمزيق نسيجهم الاجتماعي وتفريق جمعهم وإضعاف قوتهم وتماسكهم، ليتمكنوا بعد ذلك من السيطرة عليهم وجعل مصيرهم بإرادة غيرهم وليس بأيديهم من أجل تحقيق أهداف معينة..

ولكن في الوقت نفسه لكل زمان رجال عاهدوا الله للسير نحو إصلاح ما يمكن إصلاحه مما أفسده أهل الباطل، ونسف مخططاتهم الخبيثة التي تستهدف إسقاط المجتمعات في مستنقعات الشر والرذيلة.. رجال صدقوا مع الله وتوكلوا عليه في جهودهم ومساعيهم الخيرة، ولما علم الله بصدق نواياهم كان لهم نعم الوكيل والنصير، ومدهم بالقوة والعزيمة والبركة في كل خطواتهم ومبادراتهم الإنسانية، وكتب لهم القبول والتمكين في الأرض.

وفي هذه المساحة أتحدث حول ما مر على مجتمعنا الصبيحي خلال السنوات الماضية من محن وفتن تمثلت بظاهرة الثأر بين القبائل والتقطع للمسافرين وعابري السبيل في الطرقات عبر مناطق الصبيحة، وكذلك ظواهر التهريب بأنواعه.. وحقيقة لقد آلمتنا وأوجعتنا وأرهقت أرواحنا كثيراً تلك الظواهر السلبية التي انتشرت في مجتمعنا الصبيحي، وكانت أحد معالمه التي اشتهر بها.. ليهيئ الله لنا أخيراً رجالاً من أبطال هذا الزمان من أبناء جلدتنا ليواسونا ويبلسموا جراحنا ويعيدوا الاعتبار لتاريخ قبائل الصبيحة المجيد، ويعززوا في أنفسنا قيمة الافتخار والاعتزاز بالانتماء للمجتمع الصبيحي المثالي.

ومن هؤلاء الرجال الأشاوس الشيخ حمدي شكري الصبيحي قائد الفرقة الثاني عمالقة - اللواء السابع مشاة، الذي استبسل منذ ظهوره على الساحة في الدفاع عن أرض الصبيحة بالسلاح وبالفكر والصلاح، ليجسد ما يحمله في قلبه وعقله وضميره من حب وإجلال لمجتمعه وأبناء مجتمعه بكل انتماءاتهم وأطيافهم، واستطاع حلحلة الكثير من الأمور والقضايا الاجتماعية السائدة بمساندة عدد من وجهاء الصبيحة.

وكلمة حق أسجلها هنا عن الشيخ حمدي شكري الذي لا أعتبره شخصاً واحداً بل هو منظومة من القيم الإنسانية العليا على هيئة رجل.. وأدرك أنه لا يحب أن يمدحه أحد لأنه يرى أن ما يقوم به من جهود ومساعٍ لإصلاح ذات البين وكل عمل فيه خير للبلاد والعباد يأتي في إطار واجبه الديني والوطني والأخلاقي.. لكن القاعدة الشرعية تقول إن من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. لذا وجب علينا توجيه الشكر والتقدير والثناء لهذا الرجل الذي جسد أسمى القيم المجتمعية وقلّ نظيره بين رجالات هذا العصر.. الإنسان الشجاع الموفق الذي قلب الموازين وأحرق مؤامرات قوى الشر التي كانت تستهدف مجتمعنا الصبيحي لإدخاله في دوامة من العنف والاقتتال وإراقة الدماء، ناهيك عن إغراقه بالظواهر السيئة والمحرمة كالتقطع لعابري السبيل وتهريب البضائع والسلع (المباحة والمحرمة)، فضلاً عن تهريب اللاجئين الأفارقة الداخلين إلى بلادنا بطرق غير شرعية، وغير ذلك من الظواهر السلبية التي حقاً كانت على وشك أن تكون وبالاً على المجتمع الصبيحي وتسقطه في أتون الشر والضياع.

لقد عمل الشيخ حمدي شكري - الذي يفيض بالمحبة والتواضع ويتألق بالشجاعة والهيبة والاعتدال - على حماية المجتمع الصبيحي وتخليصه من براثن الشر المقيتة، واستنهض في أبناء الصبيحة قيم الخير والفضيلة والشهامة والأصالة الكامنة فيهم، وكرس جهده ووقته لحشد طاقاتهم المبعثرة وتوحيدها للذود عن سيادة مجتمعهم الأصيل من المتربصين بهم في هذا الزمن المليء بالتحديات الكبيرة والمؤامرات المتمادية..

يُعرف عن الشيخ حمدي شكري بأنه شخصية فذة واعية مفعمة بالإنسانية والنبل ويملك فكراً عالياً، يعامل الناس كلها سواسية ولا توجد في قلبه العنصرية والحقد الطبقي.. شخصية مثالية تعيد إلينا الأمل بأن نشاهد وجوهاً في هذا الزمن تخدم مصالح الوطن وتساهم في نهضة المجتمعات المنهكة بالخراب والفساد والانهيار الأخلاقي على مختلف الأصعدة.. لا أقول هذا من باب المجاملة فالشيخ حمدي لا يعرفني ولم ألتقِ به يوماً، بل هي الحقيقة والشهادة التي أعطاها فيه كل من التقى به أو سمع عن جهوده ومبادراته الإنسانية الطيبة لحل الكثير من المشاكل والقضايا سواء الحديثة أو التي كانت عالقة منذ زمن..

يعد الشيخ حمدي شكري من أولئك الرجال القلائل الأوفياء الذين حققوا بجهدهم وحرصهم طموح المجتمع الصبيحي وسعادة أفراده خلال فترة وجيزة.. توكل على الله واستعان به وسعى وسدد وقارب فنجح وأنجز وتحقق له الهدف المنشود ونال الغاية المرجوة، وسعد بحب المجتمع الصبيحي وتقديره..

رجل يفيض بالحب والتواضع والعطاء الإنساني والشجاعة والحزم، يسعى دائماً لتحقيق النجاح فكان النجاح ملازماً له في أعماله ومبادراته ومسؤولياته.. لا ينتظر من أحد جزاءً ولا شكوراً على جهوده ومساعيه نحو الإصلاح المجتمعي، بل فُطِر على بذل الخير فوجد القبول والاحترام من أفراد المجتمع.. فهو بحق شخصية مرموقة وصاحب نخوة وفزعة لأهله وعشيرته ولغيرهم من المجتمعات الأخرى ممن يطلبونه للمساهمة في حل بعض القضايا والمشكلات، فهو لا يتاونى عن مساعدة الآخرين في كل الظروف والأوقات.

منذ ظهوره على الساحة وسطوع نجمه لعب الشيخ حمدي شكري أدواراً كبيرة في التاريخ النهضوي للمجتمع الصبيحي، وكان حاضراً بقوة خلال كل المنعطفات التي مرت بها مناطق الصبيحة، يقود وجهاءها ويشد من أزر قادتها لينسج معهم خيوط الفجر القادم لأبناء الصبيحة، ويزرع الأمل فيهم ويشحذ من هممهم لرفض الظواهر السيئة والمحرمة في مجتمعهم المسالم، ويسهم بفاعلية في توعيتهم وتوحيدهم لمجابهة ونبذ قوى الشر والظلام.

شكل الشيخ حمدي شكري ومعه العديد من قيادات ووجهاء وعقلاء الصبيحة مداميك وأسس متينة لوحدة الصف الصبيحي، وأسهم بدور كبير في لملمة شتات أبناء الصبيحة وتجميعهم وإقناعهم بتجاوز خلافاتهم والالتفاف حول بعضهم وطي صفحة الماضي، وبدء مرحلة عهد جديد تسوده قيم المحبة والوئام والسلام والإخاء والرخاء وتعزبز الأمن الاستقرار في مناطقهم.

لقد جسد الشيخ حمدي شكري أروع معاني الإنسانية والشهامة، حيث تجده دائماً سباقاً لفعل الخير وإصلاح ذات البين، وبصماته في هذا الجانب حاضرة بقوة وتعرف قبائل وأبناء الصبيحة جهوده الخيرة في هذا المضمار، وسعيه الدائم لرأب الصدع ووأد الفتن والاختلافات والثأرات بين القبائل.

في الأخير.. أقول إن شهادتي في الشيخ حمدي شكري مجروحة، وبديهي أنها لا تزيده شهرة و لا تكسبه سمعة أكثر من سمعته الطيبة المتداولة على كل الألسن.. لكن رأيت أنه من واجبي أن أشيد بهذا الرجل الإنسان الذي نفتخر به بيننا، ونسأل الله أن يحفظه ويحميه من كل مكروه، ويبارك في جهوده ومساعيه الطيبة، وأن يديمه لنا ذخراً وفخراً وعزاً.