الوطن العدنية/مقال لـ"علوي باهرمز"
اكتسح الذكاء الاصطناعي العالم كله وفي كل المجالات ويستخدم لضبط العمليات سواء في الخدمات أو المجالات الإنتاجية والتجارية أو المبيعات بصورة أكثر فاعلية وأقل أخطاء.
إن الذكاء الاصطناعي يقوم بمهام معقدة كانت في السابق تتطلب أداء بشر واليوم يقوم بمهام البشر بدون اخطاء، واكتسح المجالات المختلفة، فمثلا في التواصل مع العملاء، في شركات المبيعات شركات التأجير أو شركات الأدوية. وغيرها الآن الذكاء الصناعي تدخل وهو الذي يجيب عن العملاء بدون أخطاء. فهو تقنية مشتركة تتطلب احصائيات وبيانات دقيقة ورياضيات وعلوم ومعارف بالكمبيوتر وايضا اتخاذ القرار، فهو مثل أي موظف عندما يناقش أو يتحدث مع جهة أو عميل أو مستهلك فهو يتخذ القرار أي يعطي الرأي السديد. كل هذه التدخلات هي من أجل تلافي الاخطاء التي تحصل عند البشر، ويكون العمل بصورة دقيقة .
مجالات الذكاء الاصطناعي
أن مجالات الذكاء الاصطناعي مجالات واسعة جدا لاحدود لها، فهو يتدخل بجميع المجالات ويستخدم في جميع الأنشطة الحياتية، حتى في أداء الحكومات فيكون الذكاء الاصطناعي في العمليات التي تتطلب اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة، وكلما كانت البيانات دقيقة وكانت القرارات صحيحة يستطيع أن يتخذ القرار السليم عند تدخلاته في جميع المجالات دون استثناء أكانت المجالات الإنتاجية أو الخدماتية، أو التجارية، أي في جميع المجالات .
ولهذا سعت كل الشركات لأن تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
أن الحكومات التي سبقت بلادنا تشهد تطورا مستمرا يوما عن يوم. فمن خلال دخولك للنت تسطيع أن تحصل على الاجابات من خلال تدخل الذكاء الاصطناعي عن أي استفسارات أو اسئلة تقدم من قبل أي شخص أو جهة عن أي أمر من الأمور وفي شتى مناحي الحياة، اقتصادية تجارية صناعية، استثمارية، قانونية، وغيرها.
نحن في اليمن للأسف بسبب ظروف الحرب والتعقيدات السياسية فإن الحكومة لم تسع حتى إلى ادخال التكنولوجيا الاليكترونية في عملها ولا نقول الحكومة الاليكترونية لأداء مهامها.
فلو افترضنا مثلا حكومة معينة بدلا من استخدامها للنظام الورقي تستخدم النظام الاليكتروني في تعاملاتها وتقاريرها والتواصل مع المستويات المختلفة عبر النظام الاليكتروني وكذلك تواصل العملاء أو أي طلبات من المواطنين أو المقيمين أو المستهدفين يكون عبر النظام الاليكتروني. هذه كخطوة أولى، ثم يأتي الاستخدام التكنلوجيا الذكاء الاصطناعي لاحقا.
لكن نحن للأسف إلى اليوم لم تستخدم النظام الاليكتروني في أداء الحكومة.
ان البلاد بحاجة إلى السعي الممارسة ما يستجد في العالم وإلا ستكون متخلفين بشكل كبير جدا. فنحن معنيين بالاستفادة من التقنيات الجديدة فيما يخص النظام اليكتروني، وفيما يخص الذكاء الاصطناعي إذا ما أردنا تحسين ادائنا واتخاذ القرارات السليمة، فالذكاء الاصطناعي مهمته اتخاذ القرار السليم بناء على المعطيات والمعلومات والنظام الاليكتروني الذي يستخدمه .
نحن نأمل أن تبدأ في الحكومة بتطبيق النظام الاليكتروني بجميع مستويات الوزارات والهيئات والمؤسسات والمرافق الحكومية وهذا متاح وممكن. ولكن نريد اولا اتخاذ القرار باستخدامه في جميع الدوائر والمرافق الحكومية، كونه نظاما ليا موثوقا، وايضا يمثل نظام توثيق وموثق لكل شيء، ولا احد يستطيع أن يستبدله او يغيره . ولنبدأ بهذه الخطوة الأولى الالكترونية أولا ..
*علوي باهرمز
مستشار محافظ عدن للمناطق للاستثمار والمناطق الحرة
