أخبار محلية

الأحد - 17 نوفمبر 2024 - الساعة 02:59 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/الأيام _ هشام عطيري

المعاناة تولد الإبداع وهذه المقولة تنطبق بشكل كامل على الشاب م. محمد عبد الكريم شايع من منطقة الصلولي في مديرية الملاح رغم الظروف الصعبة التي مر بها والقيود التي فرضتها عليه البيئة المحيطة إلا أنه تمكن من تحويل معاناته إلى فرص إبداعية، حيث ابتكر آلات زراعية ومعدات هندسية من مواد تم جمعها من مواقع القمامة والسيارات القديمة والبراميل.

على الرغم من ذكائه المتميز الذي جعله يحصل على المراكز الأولى في دراسته لم يستطع محمد إكمال تعليمه بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي مر بها. فقد توقفت رحلته التعليمية عند الصف التاسع لينخرط بعد ذلك في العمل في المجال الهندسي الذي كان يعشقه منذ صغره، ورغم افتقاره إلى الدعم المادي والمعنوي، لم يياس بل انطلق ليحقق حلمه بالابتكار.

بدأ م. محمد في العمل على هندسة وتصنيع الدراجات النارية، لكن سرعان ما تطور شغفه ليشمل تصنيع آلات أكبر وأكثر تعقيدا. بعد تجارب عديدة، نجح في صناعة حراثة وونش وغطاس مياه، بالإضافة إلى بعض الابتكارات في مجال الدراجات النارية. وكانت هذه الابتكارات بمثابة الحلول العملية التي قدمها محمد لتلبية احتياجاته الزراعية، حيث يمتلك أرضا زراعية كانت تحتاج إلى تكاليف باهظة لتوفير المعدات اللازمة.

يقول م. محمد: إن ارتفاع أسعار الآليات الزراعية كان يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لي، وكنت بحاجة ماسة إلى حلول مبتكرة لمساعدتي في الزراعة». وواصل: من هنا بدأ التفكير في صناعة المعدات التي احتجتها باستخدام القطع والخردوات التي كنت أجمعها من الشوارع والمواقع المهجورة.

فيما يتعلق بتصنيع هذه الآلات، أوضح محمد أنه جمع جميع القطع التي احتاجها من مواد قديمة مثل أنابيب مجلفنة ومحركات دراجات نارية وقطع سيارات مستعملة، وقد استمر العمل على هذه الآلات لمدة عام كامل، حيث بدأ بتخطيط الفكرة على الورق، ثم انتقل إلى العمل الميداني ونتيجة لهذا الجهد الدؤوب تمكن من تصنيع حراثة بسيطة يمكنها أن تستخدم في أرضه الزراعية بالإضافة إلى وونش يعمل على كمبريشن يصل إلى أعماق تتراوح بين 100 متر بسعة تفوق الخمسين كيلوغراما، إلى جانب غطاس المياه.

ورغم النجاح الذي حققه في هذه الابتكارات، أشار المهندس محمد إلى أنه يطمح لتطوير هذه الآلات بشكل أكبر، إلا أن luck الدعم كان دائما عائقًا أمامه.

وقال: «أحلم بتطوير هذه المعدات المساعدة المزارعين في منطقتنا، ولكنني أحتاج إلى دعم من الجهات المختصة لتمويل مشاريعي وتحقيق أهدافي ..

يأمل محمد أن يتمكن من الحصول على الدعم الذي يحتاجه لتوسيع دائرة عمله وتحسين إنتاج الآلات، خاصة الحراثة الزراعية، لتكون متاحة على نطاق أوسع وتساعد في تحسين الإنتاج الزراعي في المنطقة.

وأكد أن لديه العديد من الأفكار الأخرى التي يمكن أن تساهم في تطوير المجتمع المحلي، لكن عدم توفر الدعم حال دون تنفيذ تلك الأفكار.

وعن رأي أسرته أشار علي عبد الكريم شقيق المهندس محمد إلى أن شقيقه كان منذ طفولته شغوفا بالهندسة وكان يحاول تطوير الآلات الصغيرة مثل الدراجات النارية باستخدام قطع غيار السيارات القديمة.

وأضاف: «لقد حقق محمد شيئًا عظيمًا من لا شيء، وأعتقد أنه بحاجة إلى دعم حقيقي ليتمكن من تطوير أفكاره وتحقيق المزيد..

من جانبه قال فهمي الحنشي، أحد المهتمين بإنجازات المهندس محمد، إنه فوجئ بما أنجزه محمد باستخدام أدوات بسيطة تم العثور عليها في الشارع.

وأضاف: «المفترض أن تكون هناك جهات مسؤولة تهتم بتطوير قدرات مثل هذه العقول المبدعة، لدعم المشاريع التي تخدم الناس والمزارعين».

أما فائز قايد، فقد وصف المهندس محمد شايع بأنه نموذج من الإبداع، حيث استطاع تحويل المعاناة إلى قرص عظيمة، مشيرا إلى أن المعاناة هي التي تولد الإبداع في العديد من الأحيان.

من جهته، أكد عنتر المغربي مدير عام مديرية الملاح أن السلطة المحلية في المديرية تولي اهتمامًا خاصا بهذا الشاب المبدع، وقال: «نحن نسعى للتواصل مع الجهات المختصة في القيادة المحلية لدعم محمد ومساعدته على تطوير مشاريعه، لأنه يعد نموذجا للشاب المجتهد والمثابر الذي يواجه التحديات بشجاعة....

يبقى م. محمد شايع مثالا حيا على أن الإبداع لا يعرف الحدود، وأن المعاناة يمكن أن تكون المحفز الأقوى للابتكار والتغيير.