أخبار محلية

الثلاثاء - 14 يناير 2025 - الساعة 02:56 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

"ديفيد":السفر إلى اليمن رحلة عبر الزمن إلى العالم الرابع
الجنوب يتجه صوب إعادة تأسيس دولته واليمن يتشظى>

سلط موقع عبري الضوء على يهودي إسرائيلي غامر وزار اليمن رغم التصعيد والهجمات بين جماعة الحوثي في البلاد ودولة الاحتلال الإسرائيلي منذ زهاء عام.

وقال موقع "واي نت" العبري في تقرير نشره أمس: "بينما تخوض إسرائيل صراعًا مع جماعة إرهابية يمنية، سافر ديفيد، المغامر الذي يحمل جواز سفر أجنبيًا ويتطوع في العمل الإنساني، عبر هذا البلد الخطير والرائع".

وحسب الموقع "عاد ديفيد، وهو إسرائيلي مغامر يبلغ من العمر 50 عامًا، أعزب ويحمل جواز سفر أجنبيا، الشهر الماضي من زيارة جريئة إلى اليمن في إطار عمله التطوعي مع المنظمة الإنسانية "أطباء بلا حدود".

وفي حديث مع الموقع، قال ديفيد: "كانت هذه زيارتي الخامسة إلى اليمن"، هكذا قال ديفيد. "أسافر بالطبع بجواز سفر أجنبي وبهوية مزيفة لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لدخول اليمن والخروج منها على قيد الحياة. وأعود إلى اليمن مرارًا وتكرارًا لأنني كنت دائمًا أشعر بالفضول تجاه عقلية الناس هناك ـ فمن ناحية، هناك الكثير من العناد والصعوبات، ومن ناحية أخرى، هناك الكثير من التفاؤل". "أدرك هذه العقلية لأنني عملت سابقًا في الصومال وجيبوتي في منطقة القرن الأفريقي، وفي كل هذه الأماكن تقريبًا، تقابل أشخاصًا بنفس العناد، ونفس التحدي، والشعور غير المبرر بالحرية. إنها مسألة ثقافة وعقلية تبهرني".

قال ديفيد، وهو مدير طبي متخصص في تشغيل المستشفيات الميدانية، إنه جمع بين مهمته المهنية وجولة لمدة أسبوع في اليمن، موضحًا بقوله "شعرت وكأني سافرت عبر الزمن إلى عصر مختلف تمامًا".

وأضاف: "أردت أن أرى عن قرب كيف يعمل العديد من اللاجئين القادمين من شمال اليمن، أولئك الذين يعبرون الحدود ويحاولون البقاء على قيد الحياة"، كما قال. "وبعيدًا عن ذلك، فإن اليمن مكان غير عادي بكل بساطة. فهو لا يقتصر على ما تراه في الأخبار -الانقلابات والحروب والتغييرات السياسية. بل إنه بلد شهد اضطرابات رائعة. فكر في الأمر - الشيوعية والانقسامات وإعادة التوحيد.

كما يوجد به عمارة لا مثيل لها في أي مكان آخر في العالم، والملابس التقليدية الفريدة التي تحمل الخنجر، والتاريخ - كل شيء فريد من نوعه. إنه مكان تشعر فيه وكأنك دخلت إلى الفناء الخلفي الأكثر بُعدًا في شبه الجزيرة العربية.

إن الإقامة هناك تجربة لا تُنسى. فعندما تسافر عبر مثل هذا البلد، تدرك أنه يتجاوز ما يمكن للكلمات وصفه. إنه بلد يتمتع بشعب قوي ومناظر طبيعية خلابة، وشعور وكأنك سافرت عبر الزمن إلى عصر مختلف تمامًا".

عندما يبدأ ديفيد الحديث عن اليمن، يصعب إيقافه. قال: "إنها واحدة من أفقر دول الجامعة العربية، لكن التجربة ملهمة. إنها عالم رابع. يعيش الناس هناك في ظروف صعبة للغاية، والأوساخ في الشوارع تظهر مدى تعقيد الوضع".

وفقًا له، "في اليمن، يتجول الجميع بأسلحة آلية، وعليك أن تعتاد على ذلك".

وأردف قائلًا: "اليمن الغامضة، الواقعة في جنوب شبه الجزيرة العربية، هي دولة مشبعة بالصراعات الداخلية والتأثيرات الجيوسياسية الخارجية. البلاد منقسمة داخليًا إلى قبائل وطوائف ومناطق ذات سيطرة محلية قوية، مما جعل من الصعب تشكيل هوية وطنية موحدة على مر السنين".

وأردف: "منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2015، انقسمت اليمن بين قوى مختلفة: الحوثيون، بدعم من إيران، يسيطرون على شمال البلاد والعاصمة صنعاء. "من ناحية أخرى، تحظى الحكومة المعترف بها دوليًا بدعم التحالف السعودي، لكن سيطرتها تقتصر على المناطق الجنوبية والشرقية".

ومضى قائلًا: "في الجنوب، يعمل المجلس الانتقالي الجنوبي، بهدف إعادة تأسيس الدولة الجنوبية التي تفككت مع الوحدة في عام 1990.. تعكس هذه الانقسامات ليس فقط الفجوات السياسية ولكن أيضًا التنوع الثقافي والعرقي الغني في اليمن".

يقول ديفيد: "طوال الرحلة بأكملها، احتفظت بهوية مزيفة. إنه ليس مكانًا سهل الوصول إليه، وبالتأكيد ليس بالنسبة لإسرائيلي. كان علي أن أتحرك بحذر، لكن هذا ساهم أيضًا في التجربة وأعطاني الفرصة للتعمق في الأشياء ورؤية الموقف من خلال عيون السكان المحليين".