مقالات وآراء

الأربعاء - 15 يناير 2025 - الساعة 10:06 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_علاء الحسني

في زمن يتقن فيه البعض فن الترقب وانتظار المعجزات، يخرج رجل مثل اللواء الركن عبد الماجد العامري ليكسر هذا النمط الممل، واضعًا قدميه في كل مكان يحتاج إلى إصلاح أو متابعة. هذا الرجل الذي يطوف بين المحافظات المحررة لا لالتقاط الصور أو رفع الشعارات، بل ليضع بصمته الخاصة في كل مؤسسة خدمية، يخطو بهدوء لكنه يترك أثرًا صاخبًا في كل مكان يمر به.

يُقال إن القيادة فن قبل أن تكون منصبًا، ولو كان الأمر كذلك، فإن اللواء العامري هو أحد أبرز فناني هذه الحقبة الصعبة التي تمر بها البلاد. في مشهد متكرر، تراه على سبيل المثال لا الحصر يدخل مصلحة الهجرة والجوازات أو مصلحة الأحوال المدنية، يتجول بين المكاتب، يسأل عن سير العمل، يستمع لشكاوى المواطنين وكأنه أحدهم، ثم يغادر ليعود في يوم آخر دون سابق إنذار. ليس بحثًا عن أخطاء يعاقب عليها، بل حرصًا على إصلاح ما يمكن إصلاحه في زمن يتعثر فيه الإصلاح.

الطواف بين المحافظات..مهمة لا تحتمل الرفاهية،.. لا شيء يوحي بأن الرجل يفضل الراحة. في وقت يفضل فيه كثيرون العمل من خلف المكاتب الوثيرة، اللواء العامري يقطع المسافات، متنقلًا بين المحافظات المحررة وكأنه يُحيي وصايا قديمة بأن القائد لا يُرى إلا في الميدان. تلك الجولات المتكررة ليست مجرد واجب وظيفي، بل هي أشبه بمهمة مقدسة في نظره، مهمة تتلخص في متابعة تنفيذ رؤية وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان بدقة لا تحتمل التأجيل.

محاربة الفساد بخطوات جادة،.....بجانب نشاطه الميداني، يحرص اللواء العامري على فرض الانضباط ومكافحة الفساد. في الآونة الأخيرة، استعرض نتائج التحقيقات المتعلقة بعدد من المخالفات التي تم رصدها في رئاسة المصلحة وبعض فروعها، وهي خطوة لاقت إشادة واسعة، خصوصًا بعد صدور قرار وزير الداخلية بإحالة اثنين من رئاسة المصلحة إلى المجلس التأديبي، بالإضافة إلى إلزام تسعة موظفين من الفروع المختلفة بتوقيع تعهدات بعدم تكرار المخالفات. هذا النهج الصارم في فرض القوانين يؤكد أن قيادة الوزارة عازمة على المضي قدمًا في طريق الإصلاح الجاد.

مشروع البطاقة الذكية..رؤية استراتيجية مشتركة،..أحد أكبر المشاريع التي يوليها الوزير اللواء الركن إبراهيم حيدان اهتمامًا بالغًا هو مشروع البطاقة الشخصية الذكية البيومترية، الذي يمثل حجر الزاوية في رؤية الوزارة لتحديث الخدمات المدنية. المشروع يُعد خطوة كبرى نحو بناء قاعدة بيانات دقيقة للمواطنين، مما يسهم في تعزيز الأمن وتطوير الخدمات المقدمة. واللافت أن هذا المشروع يحظى بمتابعة مباشره من الوكيل العامري، ما يعكس تناغمًا واضحًا بين قيادة الوزارة ووكلائها في تحقيق هذه الرؤية الطموحة.

شراكة القياديين.. وجهان لعملة واحدة،..اللواء الركن عبد الماجد العامري ووزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان يشتركان في العديد من الصفات التي جعلتهما يشكلان ثنائيًا متناغمًا في قيادة الوزارة. كلاهما يؤمن بالعمل الميداني والحرص على التفاصيل، وكلاهما يرى أن الإصلاح يبدأ من تفعيل القوانين ومحاربة الفساد دون هوادة. هذه الشراكة المتينة بينهما انعكست بشكل مباشر على تطور أداء الوزارة، حيث أصبح المواطن يلمس بوضوح تحسن الخدمات وارتفاع مستوى الانضباط في المؤسسات التابعة للوزارة.

بسيط في حضوره.. عميق في أثره
، ما يثير الإعجاب في شخصية اللواء العامري ليس فقط حضوره الدائم في المؤسسات، بل طريقته في كسب احترام الجميع. رجل بسيط في مظهره، تراه يتحدث مع الموظفين بلين لا يخلُ من الجدية، لكنه صارم حين يتعلق الأمر بالعمل والإنجاز. لا يحب أن يكون محور الأحاديث، لكنه في الوقت ذاته يجبر الجميع على الإعجاب بطريقة إدارته التي تعتمد على الحزم بلا قسوة، وعلى الإنسانية بلا ضعف.

ترجمة الرؤية إلى فعل،..الحديث عن القيادات في مثل هذه الظروف لا يكتمل دون الإشارة إلى تلك اللحظة الحرجة التي تتحول فيها الخطط والتوجيهات إلى واقع ملموس. هنا يتفوق اللواء العامري؛ فهو لا يجيد فقط الاستماع إلى التوجيهات، بل يتقن فن تحويلها إلى أفعال. كل توجيه يصدر عن الوزير يجد طريقه إلى التنفيذ، ليس لأن الرجل لديه عصا سحرية، بل لأنه يؤمن بأن العمل الجاد هو السحر الوحيد الذي يمكن أن يغير الواقع.

سخرية الزمن وحقيقة الإنجاز، في بلد يعج بشعارات لم تجد طريقها إلى التنفيذ، يبدو أن وجود شخصية مثل اللواء العامري هو نوع من السخرية التي يوجهها الزمن لأولئك الذين يكتفون بالكلام. الرجل لا يحتاج إلى خطب رنانة ليُقنع أحدًا بأنه يعمل؛ فكل مكتب يزوره، وكل مشكلة يعالجها، وكل مصلحة ينهض بها، هي خطبه الحقيقية التي تتحدث عنه دون ضجيج.

في النهاية.. ان رجل الدولة حين يصبح رمزًا للعمل هناك فرق شاسع بين من يتقلد منصبًا ليدير، ومن يتقلده ليصنع فرقًا. اللواء الركن عبد الماجد العامري ينتمي إلى الصنف الثاني. هو ذلك القائد الذي لا يجيد الكلام عن نفسه، لكنه يدع عمله يتحدث بصوت أعلى من أي مقال صحفي قد يُكتب عنه. رجل يتقن الحضور في الوقت والمكان المناسبين، ويجيد صنع الفارق دون أن يحتاج إلى إضاءة المشهد حوله.

في زمن يعاني فيه الكثيرون من الفوضى والجمود، يظهر العامري كأنموذج للقائد الذي يُذكّر الجميع بأن هناك من لا يزال يعمل بصدق لهذا الوطن. ولأن العمل الجاد لا يأتي منفردًا، فإن تناغمه مع الوزير اللواء الركن إبراهيم حيدان يعكس نموذجًا فريدًا لقادة لا يكتفون بالتخطيط، بل يتشاركون الجهد والرؤية لتحقيق مستقبل أفضل.

ختامًا...."
هذه ليست مجرد كلمات تُنشر على موقع إخباري، بل هي محاولة صادقة لتوثيق ما يفعله رجل يتنقل بين المكاتب والطرقات محلياً وإقليمياً ليصنع فرقًا حقيقيًا. فالميدان يعرف من يعمل، والناس يدركون جيدًا من يسهر على خدمتهم، ومن يكتفي بالمشاهدة من بعيد.