أخبار محلية

الأربعاء - 19 مارس 2025 - الساعة 10:36 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص




نشر الكاتب محمد المسبحي على صفحته الشخصية في فيسبوك تقريرًا يتناول تاريخ الكهرباء في عدن، مركزًا على التحولات التي مرت بها المدينة منذ دخول الكهرباء لأول مرة في عام 1926 وحتى الوضع الحالي الذي تعيشه المدينة.

وقال المسبحي في منشوره، إنه في عام 1926 دخلت الكهرباء إلى عدن لأول مرة، عندما قامت السلطات البريطانية بإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء في حجيف بطاقة متواضعة بلغت 3 ميجاوات فقط، وذلك لتلبية احتياجات القوات البريطانية التي لم تكن تستطيع تحمل حرارة عدن القاسية. ومنذ تلك الفترة، شهدت المدينة تطورًا مستمرًا في قطاع الكهرباء، حيث توسعت محطات التوليد بشكل ملحوظ مع ازدياد النشاط العمراني والتجاري في المدينة.

وأصبح في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عدن واحدة من أكثر المدن تطورًا في الجزيرة العربية، وكانت تضاهي عواصم العالم في بنيتها التحتية. كانت الكهرباء في تلك الفترة تعمل بلا انقطاع، تغذي كافة المرافق الحيوية مثل الميناء، المطار، المصافي، المصانع، المستشفيات، والمنازل، مما جعل المدينة تعرف بـ "لؤلؤة الجزيرة والخليج".

وأشار الكاتب إلى أن الكهرباء لم تنقطع حتى في أصعب الأوقات، مثل ثورة 1958 عندما تعرض المجلس التشريعي للاحتراق، وأثناء ثورة 1963 – 1967 ضد الاستعمار البريطاني، بل وحتى عندما تعرضت عدن للسيول والأمطار الغزيرة عام 1967.

لكن بعد مرور 98 عامًا من دخول الكهرباء إلى عدن، انتقد المسبحي الوضع الحالي الذي تعيشه المدينة، حيث تعاني من انقطاعات كهربائية مستمرة، مع غياب المشاريع الجديدة لتطوير الشبكة، باستثناء المحطة التي أنشأها الرئيس هادي. وذكر أن الانقطاعات أصبحت طبيعة مألوفة، مع تزايد الحرارة في الصيف وعدم استقرار التيار الكهربائي، في الوقت الذي يتصارع فيه المواطنون من أجل الحصول على أبسط حقوقهم.

وختم المسبحي منشوره بالإشارة إلى أن عدن، التي كانت يومًا منارة في المحيط، أصبحت اليوم غارقة في العتمة، وأن المدينة التي كانت رائدة في كافة المجالات، أصبحت الأخيرة في تلبية أبسط حقوق سكانها، وعلى رأسها الكهرباء.

الخبر يعكس الواقع المؤلم الذي تعيشه عدن اليوم، في ظل تدهور الخدمات الأساسية، وتحديات إعادة بناء المدينة التي كانت في يوم من الأيام نموذجا يحتذى به في المنطقة.