مقالات وآراء

الثلاثاء - 25 مارس 2025 - الساعة 11:45 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/كتب_العقيد بسام كرده*

القائد أبو مشعل الكازمي ليس مجرد شخصية أمنية عابرة في المشهد اليمني، بل هو حالة وطنية فرضت نفسها على الواقع السياسي والأمني في الجنوب، رغم أنف الخصوم والمتربصين. فالرجل الذي جاء من قلب الميدان، محمولًا على أكتاف الجماهير، وجد نفسه في معركة غير متكافئة، حيث تكالبت عليه كل القوى السياسية المتناحرة، والتيارات الحزبية المتصارعة، وحتى الأطراف الخارجية التي رأت في حضوره تهديدًا لمصالحها.

لم تكن الحرب على مدير أمن أبين حربًا تقليدية، بل كانت حربًا مركبة، استُخدمت فيها الأدوات السياسية، والإعلامية، والأمنية، وحتى الاقتصادية، في محاولة لكسر إرادته وتشويه صورته أمام الحاضنة الشعبية التي كانت – ولا تزال – ترى فيه رمزًا للثبات والقوة في زمن التقلبات والانتهازية. لقد حاولوا استهدافه من الداخل، عبر خلق الأزمات وتعطيل جهوده، وحاولوا استهدافه من الخارج عبر حملات تشويه ممنهجة وتحركات لإبعاده عن المشهد، لكنهم لم يدركوا أن القائد الذي ينحاز للناس، ويجعل مصلحتهم فوق كل الاعتبارات، لا يمكن أن تهزمه المؤامرات ولا أن تكسره الأزمات.

إن كاريزما القيادة التي يتمتع بها الكازمي، مقرونة بقدرته على اتخاذ القرارات المصيرية في أشد اللحظات تعقيدًا، جعلت منه رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه أو تطويعه وفق أجندات خارجية أو مصالح ذاتية. فالرجل لم يكن يومًا أداة بيد أحد، بل كان صانع مواقف، وقائدًا يخطو بثقة نحو تحقيق الأمن والاستقرار، في منطقة أنهكتها الصراعات وتلاعبت بها الأهواء السياسية.

ورغم كل الضغوط التي مورست عليه، وكل المحاولات لإزاحته من المشهد، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن طمسها هي أن الجماهير التي وقفت معه يومًا، لن تتخلى عنه، وأن مشروعه الأمني والوطني سيبقى قائمًا طالما بقيت إرادته صلبة، وطالما ظل مؤمنًا بأن الحق ينتصر في النهاية، مهما تعاظمت التحديات وكثرت المؤامرات.

عقيد / بسام قاسم كرده
نائب مدير عام أمن ابين