تصريحات بن بريك..كالعربة التي تسبق الحصان وخطة "المئة يوم" وُلدت ميتة

أخبار محلية

الإثنين - 21 يوليو 2025 - الساعة 08:33 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية / خاص




انتقد الكاتب السياسي محمد المسبحي، في منشور على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء سالم بن بريك خلال ظهوره على إحدى القنوات المصرية، والتي قال فيها إنه سيعطي أولوية للاقتصاد والخدمات على حساب مكافحة الفساد، معتبراً أن مثل هذا الطرح يُمثل «ترتيباً أعوجاً للأولويات» و«استخفافاً فاضحاً بعقول الناس».

وأكد المسبحي أن الحديث عن تحسين الخدمات في ظل تغول الفساد داخل مؤسسات الدولة، ليس سوى محاولة لتزييف الوعي وبيع الوهم للناس، مشيراً إلى أن قوة الدولة تبدأ من الداخل، من خلال بناء مؤسسات رقابية مستقلة وتحرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد من قبضة القوى المتنفذة.

وأضاف أن لا جدوى من مكافحة الفساد بموظفين جاؤوا بالمحاصصة، ولا بخبراء يدينون بالولاء للميليشيات، داعياً إلى رقمنة الإيرادات والإنفاق ووقف النهب اليدوي الذي يضرب الجمارك والضرائب وموارد النفط. كما شدد على ضرورة مراجعة العقود والامتيازات التي حولت المال العام إلى إقطاعيات خاصة، ومحاسبة الفاسدين بعيداً عن الحماية السياسية التي توفرها لهم المحاصصة.

وأكد المسبحي أن أي خطة إنقاذ اقتصادي أو خدماتي ستظل عبثية ومفرغة من مضمونها إذا لم تسبقها رؤية شاملة لإصلاح جذري يبدأ بتفكيك منظومة الفساد المتجذرة، ويستند إلى شفافية مالية كاملة، وقضاء إداري مستقل قادر على محاسبة الفاسدين لا حماية مصالحهم.

وختم المسبحي منشوره بالتأكيد أن تصريحات بن بريك لن تُنقذ شيئاً، بل كشفت هشاشة الأساس الذي قامت عليه حكومته، وأسقطت ورقة التوت الأخيرة عن خطة "المئة يوم" التي لم تولد أصلاً، بل دُفنت قبل أن ترى النور. وقال: "لن تقوم لهذه البلاد قائمة قبل أن يعلنها أحدهم بوضوح: لا إنقاذ بلا معركة حقيقية ضد الفساد، ولا إصلاح دون إسقاط هذه العصابة التي تعتاش على الدولة كما تعتاش الديدان على الجسد الميت. فالأزمات لا تُحل بتصريحات القنوات الفضائية المستأجرة، وإنما بقرار شجاع وحقيقي… مكافحة الفساد أولاً، وبدون تأخير".