أخبار محلية

الثلاثاء - 29 يوليو 2025 - الساعة 06:18 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

شهدت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، الإثنين، احتجاجات غاضبة واسعة النطاق تخللها قطع للطرقات الرئيسية وإغلاق للمحال التجارية ومكاتب الصرافة، وذلك تنديدًا بتفاقم أزمة الكهرباء وتدهور الأوضاع المعيشية.


وأفاد شهود عيان أن عشرات المحتجين الغاضبين أقدموا على قطع عدد من الشوارع الرئيسية، بينها شارع حي السلام، جسر الحور، شارع الصيادين ومفرق الكود، مستخدمين الإطارات المشتعلة والحجارة، ما أدى إلى شل حركة السير بشكل كامل في تلك المناطق. كما أظهرت صور متداولة توقف الشاحنات على طريق ديس المكلا، وقطع الطريق في مفرق روكب، فيما دخلت مدن مجاورة مثل الشحر على خط الاحتجاجات.



وتأتي هذه التحركات الشعبية في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تجاوزت 12 ساعة يوميًّا، بالتزامن مع انقطاع المياه وارتفاع شديد في درجات الحرارة، ما فاقم معاناة المواطنين ودفعهم إلى تصعيد احتجاجاتهم لليوم الثاني على التوالي.



ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي ومحاسبته، متهمين السلطات المحلية بالتقاعس في معالجة الأزمات الخدمية المتراكمة، وبارتكاب فساد تسبب في انهيار البنية التحتية الأساسية، وفي مقدمتها قطاع الكهرباء.

وكان مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بساحل حضرموت، المهندس مازن بن مخاشن، قد حذّر في بيان رسمي مساء أمس من انقطاع شامل ووشيك للتيار الكهربائي في مدينة المكلا ومدن الساحل، خلال أقل من 24 ساعة، نتيجة قرب نفاد الوقود المخصص لمحطات التوليد.



وأوضح بن مخاشن، خلال اجتماع طارئ، أن محطات التوليد بدأت بالخروج التدريجي عن الخدمة عقب توقف الإمدادات النفطية من شركة بترومسيلة منذ يوم الجمعة، باستثناء كميات محدودة تم توفيرها مؤقتاً. وأشار إلى أن العجز في التوليد بلغ نحو 98 ميجاوات، موزعة على محطات الشحر، الريان، باجرش، جول مسحة، المنورة، وفوة.

وأضاف أن التراجع الحاد في كميات الوقود، خصوصاً مادة المازوت، يعود إلى توقف تمويل 290 ألف لتر كانت تُورّد من شركتي بترومسيلة ومأرب، إلى جانب 50 ألف لتر من الديزل كانت تُموّل يوميًّا من بترومسيلة بدعم من السلطة المحلية، الأمر الذي تعذر استمراره بسبب عجز الحكومة عن سداد التكاليف.



وتعيش المكلا منذ أيام على وقع انقطاعات متكررة للكهرباء، لا تتجاوز فيها ساعات التشغيل ساعتين مقابل ست ساعات من الإطفاء، ما ضاعف من معاناة السكان الذين أطلقوا مناشدات عاجلة للجهات المعنية للتدخل وتوفير حلول عاجلة.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تُظهر تصاعد أعمدة الدخان من عدة مناطق، وسط تحذيرات من اتساع رقعة الاحتجاجات وتحولها إلى انفجار شعبي شامل، في حال استمرت السلطات في تجاهل مطالب المحتجين.

ويأتي هذا التصعيد الشعبي في وقت تعاني فيه مدينة المكلا وسائر مدن ساحل حضرموت من تدهور كبير في مستوى الخدمات العامة وارتفاع أسعار الوقود والسلع الأساسية، وتهاوي العملة المحلية، ما فاقم الضغوط المعيشية على المواطنين.