أخبار محلية

الأربعاء - 30 يوليو 2025 - الساعة 04:17 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

توسعت رقعة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وسط حالة من الرفض للتدهور السريع في الأوضاع الخدمية والمعيشية.

وأقدم محتجون غاضبون في اليوم الثاني للاحتجاجات عصر الثلاثاء على إغلاق عدد كبير من الشوارع الرئيسية والفرعية داخل مدينة المكلا بالإطارات المشتعلة والحجارة، احتجاجًا على الانهيار الخدمي والمعيشي وتجاهل السلطات لمطالبهم المستمرة بتحسين الأوضاع.

وحمل المواطنون المحتجون السلطات المحلية في المحافظة والحكومة مسؤولية تصعيد الاحتجاجات، مؤكدين بأنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى تلبية مطالبهم بتنفيذ معالجات عاجلة توقف الانهيار المتسارع لقيمة العملة المحلية وتنهي الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية وتعالج التردي الكبير للخدمات الأساسية.

وقال محتجون أن انقطاع خدمة الكهرباء عن مدن حضرموت لمعظم ساعات اليوم بحجة عدم توفر الوقود يتنافى مع امتلاك حضرموت ثروة نفطية، مطالبين بإنهاء العبث والفساد في قطاع النفط والذي بلغ حد عدم توفير مخصصات محطات الكهرباء من الوقود.

وتوسعت موجة الاحتجاجات من مدينة المكلا لتشمل مدن الشحر والغيل وشحير، حيث شهدت هذه المدن إغلاقًا كاملًا لكافة الدوائر الحكومية، في وقت غرقت فيه المنطقة في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وصلت في بعض المناطق إلى قرابة اليوم الكامل.

ويستمر الشارع الحضرمي في غليانه، بينما تلتزم السلطة المحلية والمكتب التنفيذي في المحافظة الصمت، مكتفيين ببيان مقتضب أصدرته اللجنة الأمنية فجر أمس دون أي خطوات عملية لاحتواء الأزمة.

وفي المقابل، لم يصدر حتى اللحظة أي تعليق من مجلس القيادة الرئاسي أو الحكومة بشأن الأحداث الجارية في حضرموت، ما اعتبره المحتجون دليلًا على فشل السلطات في القيام بدورها تجاه معاناة المواطنين المتفاقمة.

من جانبه، أصدر اتحاد نقابات عمال حضرموت بيانا صحفيا أمس، حدد فيه موقفه مما يجري في المحافظة، وجاء فيه:

"يا جماهير حضرموت الأبية، أننا ومن قلب حضرموت، منبع الصمود والعطاء، يطلق اتحاد نقابات عمال حضرموت صرخة تحذير، نابعة من الألم والخوف على مصير وطننا الغالي.

وإن كل ما نراه بأعيننا من تهاوي قيمة العملة الوطنية يومًا بعد يوم، وازدياد التدهور الشنيع لمستويات العيش الكريم، وكيف تُستغل موارد الوطن وخدماته في قضايا لا تخدم إلا مصالح فئة قليلة، تاركةً جماهير شعبنا تتجرع مرارة الفقر والحرمان.

إن هذا الانهيار الاقتصادي، ليس مجرد أرقام على ورق، بل هو واقع مرير يهدد حياة كل مواطن، ويلتهم مدخراته ، ويزيد من معناته اليومية.

إننا نحذر بأشد العبارات من المغبة الكارثية لاستمرار هذا الانهيار، الذي يهدد بتفكك نسيجنا الاجتماعي، ويدفع ببلادنا نحو فوضى لا تحمد عقباها خاصة وأن حضرموت غنية بالثروات و الأمان.

ونحن نشاهد بألم وحسرة كيف تُستغل الخدمات الأساسية (الكهرباء) والموارد الوطنية، التي هي حق لكل مواطن، في صراعات جانبية ومكاسب شخصية لا تمت بصلة لمصلحة الوطن والمواطن. إن هذا الاستغلال، الذي يتنافى مع أبسط مبادئ الأمانة والمسؤولية، يزيد من أوجاع شعبنا، ويعيق أي جهود حقيقية نحو التعافي والبناء.

إننا نرفض رفضاً قاطعاً هذا المسار الكارثي، وندعو الجميع، أفراداً ومؤسسات، إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذه المرحلة الحرجة. محملين الجهات الرسمية المعنية تبعات هذه الازمات المتفاقمة باتخاذ كل السبل الكفيلة باحترام المسؤولية العاتقة على رقابهم.

ويشيد الاتحاد بالجهود التى يبذلها كل الخيرين من أبناء هذه المحافظة في راب الصدع بين الفرقاء والخروج بحلول مرضية بما يحقق استمرار للخدمات العامة.

يا أبناء حضرموت الأوفياء، يا عمالنا الصامدون ، إن الأمل الوحيد في النجاة يكمن في وحدتنا و تكاتفنا. لنصطف جميعاً كالبنيان المرصوص، ولنعمل بروح الفريق الواحد، من أجل استعادة كرامة وطننا وعزته، إن واجبنا الوطني والإنساني يحتم علينا التكاتف والتعاون لتجاوز هذه المحنة العصيبة.

وسيظل المكتب التنفيذي للاتحاد في انعقاد دائم للاطلاع على آخر التطورات واتخاذ القرارات المناسبة بما يضمن استمرار الحقوق المشروعة واتخاذ ما يلزم من مواقف تصعيدية".