اخبار وتقارير

السبت - 09 أغسطس 2025 - الساعة 08:02 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/متابعات

في خطوة لافتة تحمل أبعاداً أمنية وسياسية، كشف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، العميد طارق صالح، عن امتلاك قواته معلومات استخباراتية دقيقة حول ما وصفه بـ”المخطط الإيراني العبثي” الرامي إلى تقويض أمن اليمن والمنطقة، وصولاً إلى اختراق دول عربية وصديقة عبر جماعة “الحوثي”.

صالح أوضح، في تدوينة على منصة “إكس“، أن قواته وضعت يدها على تفاصيل هذا المخطط عقب ضبط أكبر شحنة أسلحة إيرانية في اليمن، والتي بلغت نحو 750 طناً، قبالة سواحل البحر الأحمر الشهر الماضي.

وقد احتوت الشحنة على أسلحة وصواريخ وأجهزة تجسس ومعدات متطورة، في مؤشر على تزايد الدعم الإيراني المباشر للجماعة “الحوثية”.

خلايا “حوثية” اخترقت دولاً عربية
المخطط، بحسب المعلومات التي حصلت عليها المقاومة الوطنية، لا يقتصر على تهريب السلاح إلى جماعة “الحوثي”، بل يشمل تشكيل خلايا تهريب اخترقت بالفعل عدداً من الدول العربية والصديقة، مستفيدة من شبكات إجرامية عابرة للحدود.

صالح أكد أيضا أن المقاومة ستخاطب هذه الدول بالأدلة الدامغة، معرباً عن ثقته في قدرتها على التصدي لتلك الأنشطة الإرهابية التي تشكل تهديداً للأمن الإقليمي.

وفي السياق، فإن الاعترافات التي أدلى بها أفراد خلية التهريب المكونة من سبعة يمنيين، تكشف جانباً من البنية الخفية لشبكات التهريب “الحوثية”.

من المهرة إلى حجة.. السلاح يتدفق نحو “الحوثيين”
هذه الشبكات، تٌدار بإشراف مباشر من قيادات “حوثية”، وتتضمن مراكز تدريب خاصة للمهربين، وخطوط تهريب بحرية وبرية معقدة تمتد من المهرة شرق اليمن حتى حجة غرباً، بما يضمن تدفق السلاح دون انقطاع.

وتؤكد هذه المعطيات على أن إيران لا تكتفي بدعم جماعة “الحوثي” كحليف محلي في اليمن، بل توظفها كأداة استراتيجية لاختراق المنطقة العربية أيضاً.


وفي هذا الشأن، فإن الخلايا “الحوثية التي يجري تشكيلها ليست مجرد وسطاء لنقل السلاح، بل هي أذرع متعددة المهام، قادرة على تنفيذ عمليات تهريب، وجمع معلومات استخباراتية، وربما تنفيذ أنشطة تخريبية عند الحاجة.

استغلال حالة الفقر في اليمن
البعد الأخطر في هذه المعطيات هو أن المشروع الإيراني يعمل وفق نموذج “التغلغل التدريجي”، حيث يتم استغلال حالة الفقر والظروف المعيشية القاسية في استقطاب المهربين وتجنيدهم، ليصبحوا جزءاً من منظومة تهريب منظمة تمول الحرب وتزعزع استقرار المنطقة.


هذا النمط، الذي سبق لإيران أن طبقته في مناطق أخرى بالمنطقة، بات يهدد بتحويل سواحل اليمن إلى ممر استراتيجي دائم لتدفق السلاح والإرهاب.

وفي المحصلة، فإن ما كشفه طارق صالح ليس مجرد تفاصيل عن شحنة سلاح أو خلية تهريب، بل هو نافذة على استراتيجية أوسع تسعى من خلالها إيران إلى تثبيت حضورها الإقليمي عبر جماعة “الحوثي”.

يأتي ذلك مع تحويل اليمن إلى قاعدة متقدمة لاختراق العالم العربي من الداخل، في ظل صمت دولي مقلق تجاه هذا الخطر الإيراني المتصاعد.