منوعات

السبت - 16 أغسطس 2025 - الساعة 02:56 ص بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /متابعات

ارتفاع الكوليسترول مشكلة صحية شائعة، لكنها غالبًا ما تُغفل، إذ لا تظهر أعراضها عادةً إلا عند حدوث مضاعفات خطيرة كالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، وفي حين أن فحوصات الدم تُعد الطريقة الأكثر موثوقية للكشف عن ارتفاع الكوليسترول، إلا أن بعض العلامات الجسدية الدقيقة قد تُقدم دلائل مبكرة، ومن هذه العلامات الأقل شهرة انكماش دوبويتران، وهي حالة تُصيب أوتار الإصبعين الرابع والخامس، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

ما هو انكماش دوبويتران؟
تُسبب هذه الحالة شدًا في الأصابع وانحناء للداخل، مما يُعيق حركتها، ويُسبب أحيانًا انزعاجًا أو صعوبة في أداء المهام اليومية، ويُمكن أن يُساعد التعرف على هذه العلامة على إجراء فحص الكوليسترول في الوقت المناسب، ويُساعد في الوقاية من مشاكل القلب والأوعية الدموية الخطيرة، كما يُمكن للاكتشاف المُبكر من خلال العلامات الجسدية، إلى جانب تغييرات نمط الحياة، واتباع نظام غذائي متوازن، وتناول الأدوية عند الضرورة، أن يُقلّل بشكل كبير من المخاطر الصحية المُرتبطة بارتفاع الكوليسترول.

فهم الكوليسترول في الجسم وأهميته

الكوليسترول هو مادة شمعية تشبه الدهون ضرورية للوظائف الطبيعية للجسم، بما في ذلك:

بناء أغشية الخلايا الصحية.
إنتاج الهرمونات مثل الاستروجين والتستوستيرون.
دعم تخليق فيتامين د.

وعلى الرغم من أهميته، قد يصبح الكوليسترول ضارًا عند وجوده بكميات زائدة في مجرى الدم، وينتقل الكوليسترول عبر الدم ملتصقًا بالبروتينات، مشكلًا البروتينات الدهنية، حيث تُصنف هذه البروتينات بشكل رئيسي إلى:

البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)
يُعرف عادةً باسم "الكوليسترول السيئ"، ويمكن أن يتراكم داخل جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تكون اللويحات، التي تُضيق الشرايين وتُصلبها - وهي حالة تُسمى تصلب الشرايين، وهذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)
يُعرف باسم "الكوليسترول الجيد"، ويساعد على إزالة الكوليسترول الزائد من مجرى الدم عن طريق نقله إلى الكبد لمعالجته والتخلص منه، وتحمي مستوياته العالية صحة القلب.

نظرًا لأن ارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ في الدم لا يسبب عادةً أي أعراض فورية، فإن العديد من الأشخاص يظلون غير مدركين لخطرهم المرتفع حتى حدوث حالة خطيرة في القلب والأوعية الدموية.

ارتفاع نسبة الكوليسترول يظهر علامة جسدية مخفية على أصابعك
من بين الأدلة الخارجية القليلة لارتفاع الكوليسترول هو انكماش دوبويتران، وهي حالة تؤثر على الأوتار في راحة اليد والأصابع، وخاصة الإصبع الرابع (البنصر) والخامس (الخنصر)، وذلك وفقًا لدراسة نشرت في Open Access Government، حيث تصبح الأوتار الموجودة تحت جلد راحة اليد سميكة ومشدودة، ويؤدي هذا الشد إلى سحب الأصابع المصابة إلى الداخل باتجاه راحة اليد، وبمرور الوقت، تفقد الأصابع المصابة القدرة على الاستقامة بشكل كامل، مما يؤدي إلى انحناء دائم، ويمكن أن تتداخل هذه الحالة مع المهام اليومية مثل إمساك الأشياء أو مصافحة الأيدي.

كيف يتم تشخيص ارتفاع الكوليسترول؟
بما أن ارتفاع الكوليسترول عادةً ما يكون بدون أعراض، فإن الطريقة الأكثر موثوقية لتشخيصه هي فحص دم بسيط، يقيس هذا الفحص إجمالي الكوليسترول، بما في ذلك الكوليسترول الضار (LDL)، والكوليسترول الجيد (HDL)، والدهون الثلاثية (نوع آخر من الدهون في الدم)، وبناءً على هذه الأرقام، يمكن للأطباء تقييم خطر إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتوصية بالتدخلات المناسبة للمساعدة في إدارة المضاعفات المحتملة والحد منها، والمتابعة المنتظمة ضرورية لتتبع التغيرات وتعديل خطط العلاج وفقًا لذلك.

لماذا يرتبط انكماش دوبويتران بارتفاع نسبة الكوليسترول؟
أشارت الأبحاث الطبية والمنشورات المتخصصة، بما في ذلك Open Access Government، إلى وجود علاقة بين انكماش دوبويتران وارتفاع مستويات الكوليسترول، والسبب الدقيق غير مفهوم تمامًا، لكن هذه الحالة أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين يعانون أيضًا من:

ارتفاع الكوليسترول الضار.
المدخنون.
مرضى السكر.

لذلك فإن التعرف على انكماش دوبويتران باعتباره علامة تحذيرية محتملة يمكن أن يشجع على إجراء فحص مبكر للكوليسترول والرعاية الوقائية.إلى جانب نمط الحياة، تلعب الوراثة دورًا في مستويات الكوليسترول، حيث يرث بعض الأشخاص جينات تُسبب ارتفاع مستويات نوع مُحدد من دهون الدم يُسمى البروتين الدهني (أ)، مما يزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وغالبًا ما تعاني النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث أو انقطاع الطمث من تغيرات هرمونية، أبرزها انخفاض هرمون الإستروجين، حيث يساعد هذا الهرمون على تنظيم الكوليسترول، لذلك فإن انخفاضه قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) والبروتين الدهني (أ)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى هذه الفئة.

العوامل الوراثية والهرمونية المؤثرة على مستويات الكوليسترول
أهمية فحص الكوليسترول بشكل منتظم
بما أن ارتفاع الكوليسترول لا يُسبب أعراضًا تُذكر، فإن إجراء فحوصات طبية دورية أمر بالغ الأهمية، حيث يسمح الكشف المبكر بما يلي:

التدخلات في نمط الحياة في الوقت المناسب.
البدء في تناول الدواء إذا لزم الأمر (على سبيل المثال، الستاتينات).
انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والمضاعفات الأخرى.

طرق إدارة ارتفاع مستويات الكوليسترول.. نمط الحياة والأساليب الطبية
تعديلات نمط الحياة
النظام الغذائي: من خلال زيادة تناول الألياف وتقليل الدهون المشبعة والمتحولة، يُساعد على خفض مستويات الكوليسترول السيئ، كما أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون الصحية (مثل زيت الزيتون والمكسرات والأسماك الدهنية) يُحسن توازن الكوليسترول.

ممارسة الرياضة: يؤدي النشاط البدني المنتظم إلى رفع مستويات الكوليسترول الجيد وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام.

تجنب التدخين: يؤدي الإقلاع عن التدخين إلى تقليل عوامل الخطر المرتبطة بكلًا من الكوليسترول ومرض دوبويتران.

العلاج الطبي
إذا ظلت مستويات الكوليسترول مرتفعة رغم تغيير نمط الحياة، فقد يصف الأطباء أدوية، وقد تساعد هذه الأدوية على خفض مستويات الكوليسترول السيئ (LDL) بفعالية، وتقليل احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.