مقالات وآراء

السبت - 16 أغسطس 2025 - الساعة 04:54 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية /كتب/صديق الطيار

حقيقة لقد آلمتنا وأرهقت أرواحنا كثيراً تلك الفتن والمحن والظواهر السلبية التي كانت سائدة في مجتمعنا الصبيحي قبل سنوات، والمتمثلة في ظاهرة الثأر بين القبائل، والتقطع للمسافرين وعابري السبيل، فضلاً عن ظواهر التهريب بأنواعه..
فهيأ الله لنا أخيراً رجالاً من أبطال هذا الزمان من أبناء جلدتنا، ليواسونا ويبلسموا جراحنا، ويعيدوا الاعتبار لتاريخ قبائل الصبيحة المجيد، ويعززوا في أنفسنا قيمة الافتخار والاعتزاز بالانتماء للمجتمع الصبيحي المثالي.. حينما بادروا بالقضاء على كل ما يقوض الأمن والسكينة والاستقرار في مناطق الصبيحة.

فنظموا حملة أمنية عسكرية كبرى، بقيادة العميد حمدي شكري، لإنهاء ظاهرة التقطع للمسافرين وملاحقة واعتقال المطلوبين أمنياً، ومنع دخول السلاح بأنواعه إلى مدينة طور الباحة (حاضرة الصبيحة)، تلا ذلك التوقيع على وثيقة عهد قبلي من قبل جميع مشايخ وأعيان قبائل الصبيحة بمديرياتها الثلاث (طور الباحة، المضاربة ورأس العارة، كرش)، لطي صفحة الثأرات إلى الأبد، وأيضاً محاربة ظاهرة التهريب وقطع دابرها نهائياً..

وتمكن القادة المخلصون من أبناء الصبيحة، خلال فترة وجيزة، من تخليص المجتمع الصبيحي من الظواهر السلبية ومن براثن الشر والفتن المقيتة التي أرّقت أبناءه وأرهقتهم كثيراً، واستنهضوا في إخوانهم من أبناء الصبيحة قيم الخير والفضيلة والشهامة والأصالة الكامنة فيهم، وكرّسوا جهدهم ووقتهم لحشد طاقاتهم المبعثرة وتوحيدها، للذود عن سيادة مجتمعهم الأصيل من المتربصين بهم في هذا الزمن المليء بالتحديات الكبيرة والمؤامرات المتمادية..

فنهض المجتمع الصبيحي من تحت الركام بعد نجاح تلك المبادرات، وصار مجتمعاً مثالياً في الأمن والاستقرار والسلام، وساد أبناءه الحب والود والوئام، وتعززت لديهم الروابط الأخوية، وتعاهدوا للحفاظ على نسيجهم الاجتماعي، ورفض ولفض كل من يحاول تعكير صفو حياتهم الجديدة، والوقوف صفاً واحداً في وجه مسعري الفتن ونفث سموم الأحقاد والكراهية والبغضاء..

لذا.. لا خوف على الصبيحة بعد اليوم.. فأبناء الصبيحة قد شبّوا عن الطوق.