نذر مواجهة بين نقابة المعلمين الجنوبيين وعيدروس الزبيدي

أخبار محلية

الخميس - 21 أغسطس 2025 - الساعة 05:07 م بتوقيت اليمن ،،،

الوطن العدنية/الأيام

نقابة المعلمين تعلن استمرار الإضراب بمدارس عدن والجنوب
وزارة التربية: التعليم حق دستوري للطلاب ولا يجوز تعطيله
انقسام بين دعاة الإضراب والرافضين وفض مرتقب للنقابة
أولياء الأمور: نقابة المعلمين أصبحت وظيفتها تجهيل الجنوب

> أصدرت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين، أمس، بيانًا صادمًا للشارع الجنوبي ومتناقضًا مع قرار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي بشأن قطاع التعليم، وذلك بإعلانها استمرارها في الإضراب وتعطيل انطلاق العام الدراسي الجديد في مدارس العاصمة عدن والمحافظات الأخرى.

ويأتي إعلان نقابة المعلمين الجنوبيين الاستمرار في الإضراب وتعطيل الدراسة عقب يومين من قرار أصدره اللواء عيدروس الزبيدي بإنهاء الإضراب وضمان بدأ العام الدراسي الجديد دون أي معوقات تهدد مستقبل الطلاب، وذلك في اجتماع جمعه بوزير التربية والتعليم، وأكد فيه على أن المرحلة الحالية تستوجب من الجميع وفي مقدمتهم المعلمين تغليب المصلحة العامة كواجب وطني.


وأعلنت نقابة المعلمين الجنوبيين في العاصمة عدن، عن استمرار الإضراب الشامل وعدم بدء العام الدراسي 2025 – 2026، في إصرار واضح على تعطيل التعليم المجاني رغم المعالجات والإصلاحات التي تجريها الحكومة.

وقالت النقابة في بيان صادر عنها، يوم الاثنين 18 أغسطس 2025، إنها عقدت اجتماعاً دورياً خلص إلى التأكيد على مواصلة الإضراب في جميع مدارس العاصمة عدن، ومنع انطلاق العملية التعليمية حتى يتم صرف كافة الحقوق والمستحقات المالية للتربويين والإداريين بشكل عادل ودون شروط مسبقة.

وأكدت النقابة تحميل الحكومة كامل المسؤولية عن تعطيل العملية التعليمية، مشيرةً إلى أن أي محاولات لتجاوز قرار الإضراب بقرارات إدارية أو معالجات وصفتها بـ"الترقيعية" لن تجدي نفعاً، ولن تُقبل من قبل التربويين الذين يطالبون بحقوق مشروعة تكفل لهم العيش الكريم.

واتهم البيان جهات لم يسمها بمحاولة الالتفاف على مطالب المعلمين، من خلال ضغوطات وصفتها بغير القانونية، ومحاولات فرض حلول شكلية عبر لجان تربوية أو اجتماعات غير رسمية، مؤكداً أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تعقيد الموقف وزيادة الاحتقان

وردا على إعلان نقابة المعلمين الجنوبيين تعطيل العام الدراسي الجديد، أكد مدير عام الإدارة العامة للإعلام والنشر التربوي في ديوان وزارة التربية والتعليم محمد حسين الدباء أن وزارة التربية والتعليم تابعت باهتمام بالغ البيان الصادر أمس عن نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين، والذي تضمن إعلان الاستمرار في الإضراب الشامل وعدم بدء العام الدراسي الجديد حتى تحقيق مطالب النقابة.

وقال الدباء: "إن الوزارة تتفهم مطالب المعلمين العادلة وتسعى جاهدة لمعالجتها عبر القنوات الرسمية، وتؤكد التزامها ببذل كل الجهود الممكنة لدى الجهات ذات العلاقة لمعالجة أوضاع المعلمين وتحسين مستوى معيشتهم، إلا أن الوسيلة المشروعة لتحقيق المطالب يجب أن تكون عبر الحوار والتفاوض لا عبر تعطيل العملية التعليمية.

وأشار إلى أن حق التعليم حق دستوري مقدس كفلته التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية، ولا يجوز المساس به أو تعطيله تحت أي ظرف، وهو حق أصيل لكل طالب وطالبة في عموم الوطن.. مؤكدًا أن تعطيل العملية التعليمية بصورة كلية يضر بمصلحة ملايين الطلاب وأسرهم، ويقوّض مستقبل الأجيال، ويمثل مخالفة صريحة للقوانين النافذة المنظمة للعمل النقابي والإداري.

وأشار الدباء إلى أن وزارة التربية ستتخذ، وبالتنسيق مع السلطات المختصة، كافة الإجراءات الكفيلة بضمان انتظام العملية التعليمية في موعدها المحدد، وعدم السماح باستخدام الطلاب كوسيلة ضغط في أي خلافات نقابية أو إدارية.

ودعا المسؤول التربوي نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين إلى "التراجع الفوري عن قرار الإضراب"، والانخراط في حوار مسؤول يوازن بين حق المعلم في حياة كريمة وحق الطالب في التعليم، مع التأكيد على أن الوزارة لن تتوانى عن اتخاذ الخطوات القانونية لحماية المصلحة العامة.

واختتم مدير عام الإدارة العامة للإعلام والنشر التربوي بديوان وزارة التربية والتعليم، بالقول: "إن الوزارة على ثقة بأن معلمينا الكرام يدركون حجم مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية تجاه أبنائهم الطلاب، وسنظل شركاء في الدفاع عن حقوق المعلمين عبر الوسائل المشروعة، دون أن يكون ذلك على حساب حق أبنائنا في التعليم".

من جانبها كشفت مصادر تربوية، إن نقابة المعلمين الجنوبيين تشهد حالة انقسام بين تيار يتمسك بمواصلة الإضراب، وآخر يدعو إلى العودة للعمل وعدم تعطيل العام الدراسي الجديد وفق ضمانات محددة أبرزها صرف المرتبات بانتظام.

وأوضحت المصادر أن عددًا كبيرا من المعلمين يرون أن استمرار تعطيل العملية التعليمية في مدارس عدن والمحافظات الجنوبية يضر بالطلاب، خصوصًا مع التحسن النسبي في سعر الصرف، ما يجعل رفع الإضراب ضرورة وطنية وأخلاقية لاستعادة انتظام الدراسة ودعم إصلاح التعليم، في حين تتمسك قيادة نقابة المعلمين الجنوبيين باستمرار الإضراب رغم ما سيترتب عليه من تجهيل للنشأ في الجنوب.

وقوبل القرار برفض واسع من قبل أولياء أمور الطلاب والطالبات في عدن ومختلف المحافظات الجنوبية، الذين عبّروا عن استيائهم من استمرار تعطيل الدراسة للعام الدراسي الثالث على التوالي، وأكدوا أن أبناءهم أصبحوا ضحية لنقابة المعلمين الجنوبين، وهو ما يهدد مستقبلهم التعليمي ويضاعف من معاناتهم النفسية والاجتماعية.